مدريد عاشت يوماً ساخناً في عز الشتاء!

  • 1/3/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

على الرغم من أننا في فصل الشتاء الذي يتميز بقصر ساعات النهار، فإن مدريد عاشت نهاراً طويلاً جداً؛ حيث بدت ساعاته تتثاقل وكأنها لا تريد الانقضاء. مباراة كلاسيكو الأرض في توقيت على غير العادة بعد الظهيرة من أجل العيون الصينية ؛ كي لا تحرم من الكلاسيكو في توقيت متأخر بعد منتصف الليل؛ نظراً لفارق التوقيت. ريال مدريد الذي يسعى لإنقاذ الليغا بعد اتساع الفارق وبرشلونة الذي يسعى لتحقيق الفوز لضمان لقب الليغا بنسبة كبيرة. لكل فريق في هذه المباراة هدف يسعى لتحقيقه ولكل مدرب رؤيته الخاصة لهذه المباراة، سنحاول أن نعطي قراءة فنية لأهم ما حدث في هذه المباراة. معطيات المباراة يدخل برشلونة هذه المباراة متصدراً الدوري الإسباني بفارق 11 نقطة كاملة، وبناقص مباراة عن ريال مدريد، أما ريال مدريد فيدخل هذه المباراة منتشياً بفوزه بكأس العالم للأندية، ومحاولاً إنقاذ الليغا بعد اتساع الفارق بينه وبين المتصدر. تشكيلة الفريقين دخل فالفيريدي بتشكيلة دون مفاجآت تذكر واختار اللعب بطريقة 244، وكانت كالتالي: حراسة المرمى تيشر شتيغن الدفاع سرجيو روبيرتو بيكي فيرمايلن البا الوسط بوسكيتس راكيتيتش انييستا باولينيو الهجوم ميسي سواريز أما زيدان فأيضاً سار على نفس نهج فالفيردي واختار اللعب بخطة 244 مع تغيير بسيط بإقحام كوفاتيتش بدل أسيكو، لكن لماذا هذا الخيار التكتيكي؟ يريد زيدان الحد من خطورة ميسي في الوسط وهو الدور الذي كلف به كوفاتيتش بمساعدة كاسيميرو لتكسير لعب برشلونة في الوسط والحد من خطورة مهاجميه، وأعتقد أن هذا الخيار قد انقلب وكان من أحد أسباب خسارة الريال اليوم وهذا ما سنتطرق له لاحقاً، واختار اللعب بالتشكيلة التالية: حراسة المرمى: نافاس الدفاع: كارفاخال راموس فاران مارسيلو الوسط: كوفاتيتش كاسيميرومودريتش كروس الهجوم: بنزيمة رونالدو الشوط الأول: دخل ريال مدريد بقوة وطبق الضغط العالي من البداية، وبدأ اللعب في مناطق برشلونة واستطاع صناعة أكثر من فرصة للتسجيل عن طريق بنزيمة و رونالدو، لكن غاب التجسيد. برشلونة أيضاً حاول واستطاع صناعة فرص خطيرة لكن لم توفق كتيبة فالفيردي في افتتاح التسجيل وينتهي الشوط الأول كما بدأ بالتعادل السلبي مع تفوق واضح للريال، سواء في نسبة الاستحواذ على الكرة أو الفرص. الشوط الثاني: إذا كان 21 ديسمبر/كانون الأول هو الانقلاب الشتوي معلناً عن بداية فصل الشتاء، فإن الشوط الثاني هو انقلاب كروي بأتم معنى الكلمة، ومن شاهد الشوط الأول يمكنه ملاحظة الفرق الواضح وبسهولة، وكأن فالفيردي قام بالسحر أو بتعويذة قلبت كل شيء تكتيكياً وبدنياً، وأصبح برشلونة مسيطراً على الطول والعرض. منذ الدقيقة الأولى من الشوط الثاني استحوذ برشلونة على وسط الميدان وسيطر على الكرة وبدأ في تنفيذ التكتيكات التي عرف بها في عهد غوارديولا حتى جاء الهدف الأول الذي أظهر ضعفاً كبيراً في وسط ودفاع المرينغي، فبالعودة إلى لقطة الهدف نلاحظ انطلاق راكيتتيش من وسط الميدان وحيداً وكوفاتيتش بدلاً من قطع الكرة، فضل محاصرة ميسي، لكن راكي كان أكثر ذكاء لم يمرر الكرة لميسي بل واصل طريقه للمرمى ومرر كرة على طبق ليسجلها سواريز بسهولة. خطة زيدان انقلبت عليه أراد مراقبة ميسي والحد من خطورته، فأضاع أكثر من لاعب في مراقبته، وترك مساحات شاغرة استغلها لاعبو وسط البلوغرانا الذين وجدوا مساحات كبيرة شاغرة في وسط الميدان، مما مكنهم من السيطرة على وسط الميدان، والاستحواذ على الكرة. وزادت متاعب زيدان بعد طرد كارفخال الذي تسبب في ضربة جزاء برعونة كبيرة، هذا الطرد الذي كان له تأثير كبير على الفريق والذي بدا واضحاً، خاصة في وسط الميدان، الذي استحوذ عليه البارصا كلياً بعد أن أصبح الريال يلعب بعشرة لاعبين. بعد هذا الطرد تحولت المباراة لأشبه بحصة تدريبية للبارصا وكان بإمكان رفقاء ميسي تسجيل العديد من الأهداف وتوقفت الحصيلة عند ثلاثة أهداف. إذن ما يمكن قوله في النهاية: إن فريق برشلونة بهذا الفوز قد ضرب عدة عصافير بحجر واحد، فضمن لقب الليغا بنسبة كبيرة جداً بعد الابتعاد عن الغريم بـ14 نقطة كاملة وبناقص مباراة للريال، واستطاع فالفيردي أن يرد الاعتبار بعد خسارة كأس السوبر ذهاباً وإياباً، دون أن ننسى ميسي الذي حطم في هذه المباراة رقم الأسطورة الألماني غير مولر كأكبر هداف للدوريات الخمسة الكبرى وأكبر هدافي الكلاسيكو، ونستطيع القول إن برشلونة قد أنهى سنة 2017 بأحسن ما يكون، وقدم أجمل هدية لعشاقه بهذا الفوز المستحق. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هاف بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :