اقتصادنا.. هل يواجه مخاطر؟ - عالية الشلهوب

  • 10/7/2014
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

قبل ان نتطرق لما اورده صندوق النقد الدولي في تقريره الاخير عن الاقتصاد العالمي بشكل عام وعن توقعات الاقتصاد السعودي على وجه الخصوص، حري بنا ان نستدرك حداثة الاقتصاد السعودي مقارنة باقتصادات الدول الاخرى، اذ ان بدايات التنمية الحقيقية لم تتبلور الا في بداية السبعينات ومعها بدأت خطط التنمية المدعومة باحد اكبر مصادر الدخل في العالم، فبعد ان كان الناتج المحلي للمملكة في عام 1969 م لم يتجاوز 6 مليارات دولار في ذلك الوقت نما بمعدلات عالية جدا ووصل الى اكثر من 700 مليار دولار وبميزانية لم تتجاوز 15 مليون ريال في ذلك الوقت الى اكثر من 855 مليار ريال، وينفق الآن اكثر من 2 ترليون ريال على المشاريع التنموية. كل هذه القفزات الكبيرة التي حدثت في فترة وجيزة من الزمن تعطي للاقتصاد السعودي نظرة استثنائية مع نظرائها من الاقتصادات الاخرى وخاصة تلك التي في مجموعة العشرين التي تعتبر المملكة عضو فيها كأفضل الاقتصادات الناشئة، السؤال هنا هل هذه الانجازات المتحققة كافية وتجعل البلد يستكين للمؤثرات والظروف الدولية المحيطة؟ بالتأكيد فان مسؤولية الاقتصاد السعودي لحمل الوطن الى مصاف الدول المتقدمة والاكثر رفاهية لشعوبها تجعل من الامر ضرورة لمواجهة اي مخاطر محتملة قد تؤثر على مستوى النمو الاقتصادي، وهي تلك التي اوردها الصندوق الدولي، ولعل اول المخاطر واهمها احتمالية تذبذب وعدم استقرار سوق النفط وهو المصدر الرئيسي للدخل. والمخاطر الاخرى التي نبه لها الصندوق هي تراجع النمو في اسواق الدول الناشئة ومن ثم انخفاض الطلب والاستهلاك من النفط، بالاضافة الى مخاطر تدهور الاوضاع المالية وزيادة الديون في منطقة ما يسمى باليورو، والتأثير المحتمل لانخفاض اسعار النفط لفترة طويلة ووجود بدائل للطاقة، ومخاطر القضايا الاجتماعية واهمها البطالة وكذلك ارتفاع مستويات التضخم الناتجة من زيادة الانفاق الحكومي، يتبين ان غالبية المخاطر الاقتصادية ترتبط بعامل اعتماد المملكة على النفط الذي يشكل اكثر من 90 من الدخل، لذا فعلى المملكة العمل من الآن لوضع خطة لمواجهة ما قد يحدث في اسواق البترول لتحكمها في اقتصادنا، وان نضع من الآن البدائل والاحتياطات اللازمة لمواجهة هذه المخاطر، فان كان البترول اطال في اقتصادنا في الحقبة الماضية فنحن في حاجة لإطالة الأمد أكثر وأكثر في بدائل وخيارات تحافظ على اقتصادنا وتضمن الاستقرار والرفاهية لأجيالنا القادمة. خاطرة.. تقبل الله أضحياتكم وصالح أعمالكم وكل عام وأنتم بكل خير.

مشاركة :