لا يعرف كثيرون أن المملكة العربية كانت من بين الدول التي سارعت لإنشاء معاهد للموسيقي في ستينات القرن الماضي بعد مصر بل واستعانت في ذلك بالعديد من الفنانين المصريين والعازفين أيضًا بل كانت الحفلات تقام في المدن السعودية لعبد الحليم حافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب وغيرهم.من بين هؤلاء الذين استعانت السعودية بهم كان عازف الكمان الشهير أحمد الحفناوي الذي شارك في تأسيس المعهد بل في تشكيل أول فرقة موسيقية هناك ايضًا.الحفناوي الذي ظل ملازمًا لأم كلثوم، أكثر من 25 عامًا، كأحد أهم العازفين مع الموسيقار محمد القصبجي، عازف العود، وبين محمد عبده صالح، عازف القانون ولم يتغير مكانه من هذا الصف طوال حفلات أم كلثوم.بدأ الحفناوي، حياته عازف كمان مع المطربة فتحية أحمد، أجر لا يزيد على خمسة قروش، ثم اشترك مع الموسيقار فريد الأطرش، عندما غنى أول مرة بالإذاعة بأجر عشرة قروش، وكان أجر فريد الأطرش، هو وجميع فرقته الموسيقية لا يزيد عن مائه قرش، وعندما اشترك مع أم كلثوم، في عزف أغنية يا نجم، في أول حفلة جلس خلفها على مسرح الأزبكية، وسألته أم كلثوم، عن آخر أجر تقاضاه، فقال لها: عشرة قروش.ومع أم كلثوم، أعطته جنيها كاملا، فأخذ الحفناوي، يبحث في جيبه عن تسعين قرشا فقالت له أم كلثوم: "الباقي علشانك" ومن وقتها ظل في فرقتها إلا فترة بسيطة سافر للسعودية لإنشاء معهد الموسيقي.وعن هذه الفترة يقول عازف الكمان الشهير بفرقة أم كلثوم، أحمد الحفناوي، في حوار قديم له مع الفنان سمير صبري ببرنامج «النادي الدولي»، متحدثًا عن هذه الفترة: «كان هناك اهتمام كبير في السعودية بإنشاء معهد للموسيقى وفرق للتليفزيون، وتم انتدابي للعمل، وبالفعل ذهبت إلى هناك وأسسنا أول معهد للموسيقى، وعندما انتهينا فوجئت بالملك فيصل يطلب إنشاء فرقة من 80 عازفًا، وهو رقم كبير».يضيف الحفناوي: «بالفعل استمررنا في العمل وتم تدريب عدد كبير من العازفين واستقدام آخرين، وتأسست فرقة للتليفزيون السعودي وأوركسترا وفرقة للعروض العسكرية».
مشاركة :