احتجاج الأطباء فاتحة المواجهات في الجزائر لهذا العام بقلم: صابر بليدي

  • 1/4/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

احتجاج الأطباء المقيمين يتحول إلى مواجهات عنيفة بينهم وبين عناصر الأمن، وإلى فوضى وصراخ داخل ساحات المدخل الرئيسي للمستشفى.العرب صابر بليدي [نُشر في 2018/01/04، العدد: 10859، ص(4)]الأطباء أول المتمردين الجزائر - أصيب عدد من الأطباء بجروح متفاوتة الخطورة، كما اعتقل عدد آخر الأربعاء بالعاصمة، إثر الاشتباكات التي وقعت بينهم وبين عناصر الأمن. وفرضت قوات الأمن طوقا لمنع نقل الاحتجاج إلى خارج أسوار مستشفى مصطفى باشا، والتظاهر في شوارع وسط العاصمة، للاحتجاج على ما أسموه بـ“تراجع وزير الصحة عن التزاماته معهم”. ويعد هذا الاحتجاج المصادف لمطلع العام الجديد، واحدا من المؤشرات التي تعكس المخاوف الحكومية من تململ الجبهة الاجتماعية على الأوضاع المرشحة للمزيد من التدهور، في ضوء المخططات التقشفية التي تبنتها الحكومة لمواجهة أعباء الأزمة الاقتصادية. وتحول احتجاج الأطباء المقيمين إلى مواجهات عنيفة بينهم وبين عناصر الأمن، وإلى فوضى وصراخ داخل ساحات المدخل الرئيسي للمستشفى، بعد تدخل قوات الأمن بقوة لمنع الأطباء من الخروج إلى الشوارع المحاذية للتظاهر. ويشن الأطباء المقيمون وهم الفئة التي تستكمل دراستها من الطب العام إلى التخصص، إضرابا منذ أسابيع لإرغام الوزارة على تلبية مطالبهم، على غرار مدة الخدمة العمومية المتعلقة بفترة الخدمة التي يقضيها الطبيب في المناطق الداخلية تعويضا عن أداء الخدمة العسكرية. ويرشح مراقبون أن تكون السنة الجارية من أعقد وأصعب السنوات التي تمر بها البلاد، نتيجة التدهور المنتظر في القدرة الشرائية وصعود مؤشرات التضخم وارتفاع أسعار بعض المواد الاستهلاكية والخدمات، بشكل لافت قد يؤدي إلى انفجار اجتماعي في أي لحظة وكان مختصون ومسؤولون سابقون، على غرار رئيس الحكومة أحمد بن بيتور، قد حذروا مما أسموه “تداعيات تآكل رصيد النقد الأجنبي على قيمة العملة المحلية، وما يصاحبه من ارتفاع في الأسعار والتضخم، الأمر الذي سيراكم المتاعب والضغوط على الفئات الاجتماعية الهشة”. وأظهرت صور وتسجيلات، تداولها رواد شبكات التواصل الاجتماعي، إصابات متفاوتة لعدد من الأطباء وتعرضهم إلى ضرب مبرح من طرف عناصر الأمن، فضلا عن فوضى عارمة سادت مصالح المستشفى، وسط دهشة المرضى والفضوليين من المعاملة الخشنة التي تعرض لها الأطباء. ونقل شهود عيان حالات إغماء وإصابات وصفت بـ“الخطيرة” في أوساط المحتجين، لا سيما منهم الطبيبات، فضلا عن توقيف بعض الناشطين في الفرع النقابي، قبل أن يتم إطلاق سراحهم في المساء. وأكد هؤلاء “قدوم العشرات من الأطباء من مختلف المحافظات، على غرار قسنطينة، وهران، الأغواط، تيزي وزو، البويرة.. وغيرها، لدعم المطالب والتخطيط لنقل الاحتجاج إلى خارج أسوار مستشفى مصطفى باشا”. وأكد عضو تنسيقية الأطباء قايد عيسى أن “الأطباء المقيمين مصرون على تصعيد لهجة الاحتجاج، بعد تراجع وزير الصحة مختار حزبلاوي عن الالتزامات التي قدمها باسم الحكومة، في اللقاء الأخير الذي جمعه مع الفرع النقابي وممثلي الأطباء”. وأضاف “رغم المطالب المهنية والاجتماعية المرفوعة منذ سنوات، إلا أن وزارة الصحة تمارس سياسة الهروب إلى الأمام، والتلكؤ في تحقيق انشغالاتنا رغم الاعتراف بشرعيتها، وأن حدة الاحتجاج لم تكن لتصل إلى هذا النحو، لو لم تسد قنوات الحوار والبحث عن الحلول المرضية للطرفين”. وشهدت مدينة بجاية والبويرة مطلع هذا الشهر احتجاجا لأصحاب السيارات الخاصة، ولبعض المواطنين الذين أغلقوا بعض الطرقات الحضرية والرابطة بين المحافظات، بعد إقرار الحكومة برفع أسعار بعض المواد الاستهلاكية، لا سيما الوقود والديازل، مما انعكس على باقي الخدمات المتصلة كالنقل العمومي والنشاط الفلاحي.

مشاركة :