متى سيفرح الجمهور الرياضي والشعب البحريني؟ هل هذا الجمهور الوفي الذي يؤكد على وطنيته يوما بعد يوم كتب عليه الحزن والحسرة والحرقة؟ جيلا بعد جيل، يعم معه التفاؤل والأمل قبل أي بطولة يشارك فيها الأحمر، وتلبي الجماهير البحرينية الوفية نداء الوطن بدون أي دعوة أو مناشدة أو إعلانات مدفوعة الثمن، لكن ماذا بعد؟ تعود حليمة الى عادتها القديمة، وتتجدد الصدمة لهذا الجمهور الوفي الذي يعتبر رقم واحد وليس الرقم اثني عشر، وهو الرقم الصعب في مسيرة الاحمر على مر الأجيال والعصور، حتى بات الشعب البحريني لا يتفاجأ بأي هزيمة أو خروج من اي بطولة، لأنه أصبحت لديه المناعة القوية بعد أن اعتاد على الصدمات المرعبة! وهذا طبعا لا يقلل من أداء منتخبنا الاحمر في خليجي 23 الذي قاتل لاعبوه حتى الرمق والنفس الأخير، ولهم جزيل الشكر والتقدير والاحترام ( ما قصرتوا). وكذلك الخروج من البطولة لا يقلل من عمل الاتحاد البحريني لكرة القدم وبالذات رئيسه الشيخ على بن خليفة الخليفة الذي يعمل على مدار الساعة ويتابع كل صغيرة وكبيرة، ونائبه الدينامو الشيخ خالد بن سلمان الخليفة وبقية الأعضاء. فإذا أين الخلل؟ من وجهة نظري الشخصية والمتواضعة فإن الحلول (والتي بح صوتي في ذكرها على مر السنين) تكون في الآتي: أولاً: إصدار قرار ملكي وحكومي بتطبيق الاحتراف الصحيح (وليس المعوق الحالي) وعلى وجه السرعة. ثانيًا: وضع خطط عمل جادة واستراتيجية واضحة المعالم للرأي العام على مدد متفاوتة، خطة قصيرة المدى لمدة خمس سنوات، الهدف منها الفوز ببطولة خليجي 24 والتأهل لنهائيات كأس العالم 2022، خطة متوسطة المدى لمدة عشر سنوات تهدف الى بناء قاعدة كروية تبدأ من الصفر من خلال عمل جاد ومتواصل على أسس احترافية علمية وعملية والمحافظة على هدف التأهل الى كأس العالم 2026 وخطة بعيدة المدى لمدة 15 سنة تهدف الى زيادة تحقيق الإنجازات ورفع سقف الطموح (وهذا حق مشروع لكل من يعمل بجد على الطريق الصحيح). وبما أننا في بداية عام 2018 الجديد يجب أن يبدأ تنفيذ تلك الخطط الثلاث وإصدار قرار تطبيق الاحتراف فورا وبدون أي تأخير، حتى لا نعود الى الاسطوانات المشروخة المعتادة والتي ملينا من سماعها حتى سئمنا منها. وهي (المنتخب في مرحلة تجديد وبناء ونلطم على سوء الحظ والتحكيم والاعداد القصير وما شابه). ثالثًا: الاستفادة من الكفاءات المميزة والخبرات من الرياضيين القدماء ودمجها مع روح الكفاءات الشبابية والكوادر البحرينية المنتجة الشابة. هذه رسالة واضحة المعالم الى سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي لا يألو جهدا في دعم كل ما هو مطلوب لرفع سمعة وبيرق المملكة.
مشاركة :