علمت «البيان» أن أطرافاً ليبية مرتبطة بنظام الدوحة تعمل حالياً على خلط الأوراق من جديد في البلاد لمنع إجراء الانتخابات المنتظر تنظيمها في النصف الثاني من العام الجاري. وقالت مصادر عسكرية مطلعة في المنطقة الغربية لـ«البيان»، إن قطر وجهت حلفاءها بضرورة منع تنظيم الاستحقاق الانتخابي عبر بث الفوضى في العاصمة طرابلس، وأن كلا من الإرهابي عبد الحكيم بلحاج زعيم ما يسمى بالجماعة المقاتلة التابعة لتنظيم القاعدة، وجماعة الإخوان. ومفتيهما الإرهابي الصادق الغرياني، وبعض قيادات ميليشيات «البنيان المرصوص»، وشخصيات سياسية بارزة من داخل المؤتمر الوطني العام المنتهية شرعيته، أقروا مخططاً قطرياً للحؤول دون إخراج ليبيا من النفق المظلم الذي وقعت فيه منذ سبع سنوات، مدفوعين إلى ذلك بتأكدهم من أن أي انتخابات ديمقراطية شفافة ونزيهة، وتحت إشراف دولي، ستكون في غير مصلحتهم. وأضافت المصادر التي رفضت ذكر هويتها، أن قراراً تم اتخاذه بالهجوم على العاصمة طرابلس في عملية شبيهة بعملية «فجر ليبيا» في صيف 2014، وأن ميليشيات من مدينتي مصراتة والزاوية إلى جانب مسلحي سرايا الدفاع عن بنغازي، وبعض ميليشيات الجبل الغربي، ومقاتلين فارين من مدينة صبراتة، وغيرها ستشارك في الهجوم المنتظر. وأردفت المصادر أن قيادات الإسلام السياسي في ليبيا، عقدت خلال الأيام الماضية اجتماعات مع مسؤولين قطريين في الدوحة وإسطنبول وتونس للاتفاق حول تفاصيل الخطة التي بدأ تنفيذ بعض فصولها التمهيدية عبر تشكيك وسائل الإعلام القطرية أو الممولة من قطر في جدوى الانتخابات، وفي محاولة إقناع بعض دول الجوار بعدم الاندفاع لدعم الحل السياسي الأممي. وكذلك في تنظيم حملات إعلامية معادية للجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر، وأخرى تتحدث عن حرب أهلية ستندفع في حالة فوز أنصار النظام السابق في الاستحقاق الانتخابي. وأشارت المصادر إلى أن قرار الهجوم على طرابلس بات جاهزاً، وأن أغلب الميليشيات التي ستشارك فيها، هي تلك التي تم طردها من العاصمة خلال العام الماضي من قبل قوات تابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني. عودة «داعش فضلاً عن ذلك، يتضمن المخطط إعادة إشعال منطقة الهلال النفطي عبر معارك يقودها مسلحون من تنظيم داعش الإرهابي معظمهم من الفارين من سوريا والعراق، والذين قامت المخابرات القطرية بنقلهم إلى ليبيا. وكانت تقارير إعلامية اتهمت قطر بوضع خطة بديلة من أجل إيجاد «دويلة جديدة» لتنظيم داعش الإرهابي بعد سقوطه في كل من سوريا والعراق، وذلك انطلاقاً من جنوبي ليبيا، حيث تهدف الدوحة إلى خلط الأوراق، وبث الفوضى، وتعطيل عملية الاستقرار التي يقودها الجيش الوطني الليبي. وقالت إن «تنظيم الحمدين» انطلق في نقل المئات من مسلحي «داعش» من سوريا والعراق إلى الأراضي الليبية، وأنه يسعى إلى تحويل الجنوب الليبي إلى مركز لتجمع الإرهابيين بهدف منع الجيش الوطني من بسط نفوذه على البلاد. وتأتي الخطة القطرية التي أكدها مسؤولون ليبيون، بعد تعرض «داعش» لهزائم متتالية وكبيرة في كل من سوريا والعراق، وباتت دولته الإرهابية على وشك الزوال بشكل نهائي، الأمر الذي دعا قطر وحلفاءها إلى إنقاذ بقايا «داعش» ونقل المسلحين إلى جنوبي ليبيا لتكون مركزاً بديلاً للإرهاب يتم من خلاله تهديد أمن أوروبا ودول شمالي إفريقيا وجنوب الصحراء. وأوضحت المصادر أن قطر استخدمت ليبيا كنقطة انطلاق رئيسة لنقل المقاتلين من شمالي إفريقيا إلى سوريا والعراق بعد سقوط نظام معمر القذافي. وفي السياق ذاته، توقعّت القيادة الأميركية في إفريقيا (أفريكوم) أن يشنّ «داعش» خلال الفترة المقبلة هجمات في ليبيا قد تشمل منطقة الهلال النفطي، في خطة يهدف من ورائها إلى ضرب البنية التحتية للبلاد وعرقلة العملية السياسية. وجاء ذلك على لسان الناطقة باسم قيادة «أفريكوم» روبين ماك. تصفية سيف الإسلام ولا يقف المخطط القطري عند هذا الحد، بل يتضمن فصلاً آخر يتعلق بالعمل على تصفية سيف الإسلام القذافي. ووفق مصادر قبلية، فإن قطر سعت إلى إقناع أتباعها في المدينة التي يقيم بها حالياً نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، بالعمل لإخراجه منها، بهدف رصده وتصفيته خارجها. وأضافت أن قيادات الإسلام السياسي والمسؤولين القطريين فوجئوا بزحف أنصار النظام السابق على منظومة التسجيل الانتخابي لتسجيل أسمائهم بعد كلمة سيف الإسلام التي تلاها نيابة عنه محاميه خالد الزايدي. وباتوا متأكدين من أن مرشحي الإخوان سيواجهون هزيمة انتخابية قاسية، ستؤدي بالضرورة إلى إعادتهم إلى حجمهم الحقيقي، وإخراجهم من دائرة الحكم، ما قد يعرضهم للملاحقة القضائية في الداخل والخارج بتهم عدة من بينهما التورط في الاحتراب الأهلي والقتل والتعذيب والإرهاب ونهب ثروات البلاد. وأشارت المصادر إلى أن النظام القطري يعتقد أن التخلص من سيف الإسلام بات أمراً ضرورياً نظراً لرمزيته المؤثرة في أنصار والده وخاصة بين القبائل والمدن في مناطق الوسط وغرب وجنوب البلاد، وأن أعيان ومسؤولي المدينة التي يقيم فيها نجل القذافي حالياً، يدركون ذلك، كما أن مسؤول وحدة الحراسة الأمنية يواجه تهديدات جدية من قبل بعض الأطراف المرتبطة بالدوحة. وأضافت ذات المصادر أن قطر أعلمت حلفاءها في ليبيا بأن تصفية سيف الإسلام يمكن أن تدفع نحو حرب أهلية، وهو ما يمكن أن تستفيد منه قوى الإسلام السياسي، أولاً بالقضاء على منافس شرس يختلف معها فكرياً وأيديولوجياً، ويمتلك شعبية واضحة، وثانياً بتأجيل الحل السياسي إلى حين التمكن من وضع الأيدي على كل مفاصل الدولة. محاولات سابقة وبحسب تقارير إعلامية، فإن قطر كانت قد سعت سابقاً لاغتيال سيف الإسلام القذافي، عندما قامت طائرات تابعة لمنظومة «فجر ليبيا» في مارس وأبريل 2015 بقصف مواقع في مدينة الزنتان كانت تعتقد أن القذافي يقيم بها، وتبين لاحقاً أنه تم نقله منها بعد أن تلقت كتيبة «أبو بكر الصديق» التي كانت تشرف على حراسته، تحذيرات عاجلة بذلك من جهات استخباراتية. كشف مؤامرات شدد الناطق باسم المعارضة القطرية، خالد الهيل، أخيراً، على أن ظهور سيف الإسلام القذافي سيكشف كثيراً من المؤامرات التي حاكها النظام القطري ضد الدول وبخاصة ليبيا، مؤكداً أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة ساهم في اغتيال الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، لأنه كان يحمل أسراراً ضد قطر، وخشي النظام القطري من افتضاح أمره، كما حاول اغتيال سيف الإسلام ولكنه فشل.
مشاركة :