رغم المسرحية المفضوحة للنظام لتنظيم مظاهرة مضادة في بعض المدن للبلاد، خرج المواطنون في مختلف المدن في الشوارع ليواصلوا انتفاضتهم العارمة ولكي يظهروا كراهيتهم لنظام ولاية الفقيه المكروه، ففي العاصمة طهران ورغم انتشار كثيف لقوات القمع، سواء من قوى الأمن والمخابرات وقوات الحرس والباسيج ورجال الأمن المتنكرين، وحرس مكافحة الشغب وأزلام النظام من راكبي الدراجات، كانت نقاط مختلفة من العاصمة ساحات للتظاهرات والمواجهات بين الشباب الغاضبين وقوات القمع، حيث جرت في شارعي «كاركر شمالي» و«رستم» مواجهات عنيفة بين المواطنين وعناصر مكافحة الشغب، وفي ساحة «انقلاب» تعرضت تظاهرة المواطنين الذين رفعوا شعار «خامنئي عار عليك بخدعتك» و«الموت للدكتاتور» و«نموت ونستعيد إيران»، لهجوم من قبل عناصر مكافحة الشغب وجرت مواجهات ضارية بين هذه العناصر القاتلة والمواطنين، وخلال هذه الحرب وعملية الكر والفر عندما كان بعض الشباب يصابون بجروح، فكانت مجموعات أخرى تملأ مكانهم. وفي شارع «غاندي» وبسبب الازدحام المروري، تعثرت الحركة المرورية نحو ساحة «انقلاب» وتوجه المواطنون بشعار «الموت للدكتاتور» نحو الساحة، وفي شارع «جمهوري» يتظاهر المواطنون، فيما اشتبك المتظاهرون مع قوات مكافحة الشغب بشعار «أقتل أقتل من قتل أخي» في شارع «وليعصر»، كما تظاهرت الجماهير في شارع «كاركر» بشعار «نقاتل ونموت ونستعيد إيران». كما تظاهر المواطنون في شارع «كشاورز» أيضاً، فيما نصب نظام الملالي على سطوح المباني الحكومية في الشوارع المحيطة بساحة «انقلاب» مدافع رشاشة. وفي تحول آخر، احتشدت عوائل المعتقلين في طهران أمام سجن إيفين، حيث اعتقل في طهران وحدها، 450 شخصاً باعتراف النظام نفسه، الذي حاول إطفاء شعلة الانتفاضة، والتي ظلت متقدة في مختلف المدن الإيرانية حتى الآن، ففي شير آباد في زاهدان، جرت عملية كر وفر بين المواطنين وقوات مكافحة الشغب حيث تطلق عناصر النظام النار على المواطنين الذين يتحدونها بالحجارة، وفي إقليم الأحواز، ظهرت ميليشيات الباسيج في زي قوى الأمن الداخلي، وتتجول قطعان الباسيج الراكبة المثيرة للضجيج في الشوارع وأفرادها يلوحون بأسلحتهم في الهواء بهدف خلق أجواء من الرعب، وتصدى الشباب الشجعان في منطقة شادكان (بالأحواز) لهجمات حرس مكافحة الشغب برشقها بالحجارة، وفي بندر عباس دوى شعار «الموت لخامنئي» و«الموت للدكتاتور» في سماء المدينة. وأما في دزفول فهتف المتظاهرون الشجعان شعار «اخجل سيدعلي واترك الحكومة» واندلعت اشتباكات في منطقة «سبزه قبا»، وفي ملاير ملأت صيحات المواطنين بشعار «الشعب يتسوّل والسيد (خامنئي) يتأله» أجواء المدينة، وفي أصفهان تكررت الاحتكاكات بين المواطنين وقوات مكافحة الشغب، التي أطلقت النار مباشرة على المواطنين، وفي قورتان في أصفهان اندلعت اشتباكات وسمعت أصوات الانفجارات في منطقة الاشتباك، وفي جوق آباد بأصفهان لاذ عناصر قوى الأمن الداخلي بالفرار آثناء المواجهة مع المتظاهرين، كما هرب في مدينة كرمانشاه بعض من رجال قوى الأمن الداخلي في مواجهة الشباب الشجعان، وفي شارع «فرمانداري» بمدينة «تربت حيدريه» تظاهرت حشود غفيرة من المواطنين وهم يهتفون مقابل هجوم قوات مكافحة الشغب: «لا تخافوا لا تخافوا نحن متحدون كلنا معاً» و«غادروا سورية- فكروا فينا».