خلافات في جبهة التحرير الجزائرية حول الولاية الخامسة لبوتفليقة بقلم: صابر بليدي

  • 1/5/2018
  • 00:00
  • 24
  • 0
  • 0
news-picture

التنافر بين ولد عباس وطليبة يعكس غياب الإجماع داخل الحزب على مرشح معين للاستحقاق الرئاسي.العرب صابر بليدي [نُشر في 2018/01/05، العدد: 10860، ص(4)]رئيس مدى الحياة الجزائر – رد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، بازدراء على المبادرة التي تقدم بها عضو اللجنة المركزية والنائب البرلماني عن محافظة عنابة بهاءالدين طليبة، لحث الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الترشح لولاية رئاسية خامسة. وتفادى ولد عباس، التعليق على موقف زميله في الحزب، أثناء التصريح الذي أدلى به للصحافيين، عقب اللقاء الذي جمعه بالأمين العام للمركزية النقابية عبدالمجيد سيدي سعيد، ورئيس منتدى رؤساء المؤسسات (أرباب العمل) رجل الأعمال علي حداد، الخميس، بمقر حزبه في العاصمة، في إطار ما وُصف بـ”الثلاثية الموازية”. إلا أن الصورة التي قدمها عن تفضيله لمشاهدة نادي ليستر الإنكليزي، توحي بأنه غير مهتم بالمبادرة. ويعكس التنافر بين ولد عباس وطليبة غياب الإجماع داخل الحزب على مرشح معين للاستحقاق الرئاسي، وامتداد دوائر النفوذ في السلطة إلى أجنحة الحزب. وسبق لولد عباس الذي بات في تصريحاته الأخيرة، يتفادى الحديث عن الولاية الرئاسية الخامسة لبوتفليقة، أن أكد أمام مسؤولين وقياديين في جبهة التحرير الوطني، أنه يعرف الرئيس القادم للجزائر قائلا “هو في رأسي”. وألمح إلى أن نزيل قصر المرادية المقبل، سيكون بتزكية من بوتفليقة. وكان طليبة قد كشف خلال هذا الأسبوع، عن إطلاق دعوات إلى ترشح بوتفليقة للولاية الخامسة، لاستكمال ما أسماه بـ”مسار الإنجازات والاستقرار وتمسك الشعب الجزائري برئيسه”. وأعرب طليبة عن تحضيره لإطلاق ما أسماه بـ”التنسيقية الوطنية لمناصرة الولاية الرئاسية الخامسة للرئيس بوتفليقة، وطرح المبادرة على أعضاء اللجنة المركزية في دورتها المقررة خلال شهر مارس المقبل، قبل أن توسّع لباقي الأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية المؤيدة لاستمرار بوتفليقة في قصر المرادية”. وشدد القيادي في جبهة التحرير على أن “المبادرة تحظى بدعم وتأييد أعضاء اللجنة المركزية للحزب”، مرحبا بها في الهيئات القاعدية للحزب (المحافظات والقسمات البلدية)، فضلا عن أحزاب وجمعيات أخرى تنتظر الإشارة الخضراء، للشروع في تعبئة قواعدها والشارع الجزائري. ولا يرى صاحب المبادرة، في الوضع الصحي الذي ألم ببوتفليقة، منذ إصابته بجلطة دماغية في أفريل 2013، مانعا في تجسيدها، رغم ما يثار من جدل في أوساط المعارضة السياسية، الداعية إلى تفعيل بنود الدستور، والتوجه لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة، لإنهاء ما تصفه بـ”شغور المنصب”، خاصة مع الإشاعات المتجددة من حين لآخر حول تدهور وضعه الصحي وحتى وفاته، فضلا عن عجزه عن أداء مهامه الدستورية. وقال طليبة “الوضع الصحي للرئيس بوتفليقة لم يمنعه إطلاقا من التسيير الدقيق والشامل لشؤون البلاد، فهو يقف على كل صغيرة وكبيرة ويعلم أدق الأمور وتفاصيلها، فهو رئيس الجمهورية والقائد الأعلى للقوات المسلحة ومهندس السياسة الخارجية، والحريص الدائم على إضفاء المزيد من الحركية على الحياة الوطنية”. وتابع “ضيوف الجزائر من ملوك ورؤساء وشخصيات سامية، يؤكدون بعد لقاءاتهم معه، بأنه يدير الشأن العام ويصدر القرارات ويوقّع المراسيم، ويطلع على حال الأمة ونبض المواطن بشكل واضح ومستمر”.

مشاركة :