ثورة القوائم الانتخابية تفقد جبهة التحرير الجزائرية وزنها السياسي بقلم: صابر بليدي

  • 10/3/2017
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

ثورة القوائم الانتخابية تفقد جبهة التحرير الجزائرية وزنها السياسيتستمر الثورة على القوائم الانتخابية، التي قررت قيادة حزب جبهة التحرير الجزائرية اعتمادها لخوض استحقاق الانتخابات المحلية المقررة في 23 من شهر نوفمبر القادم، بسبب المعايير الغامضة التي طبقت من طرف المشرفين على العملية وتغلغل المحاباة والمحسوبية، على حساب النصوص والمقاييس التي تظاهرت القيادة باعتمادها في وقت سابق.العرب صابر بليدي [نُشر في 2017/10/03، العدد: 10770، ص(4)]يقود الحزب إلى الهاوية الجزائر - حمّل العضو القيادي والبرلماني حسين خلدون مسؤولية حالة الغضب والتململ التي تعيشها قواعد حزب جبهة التحرير الوطني في البلديات والمحافظات، إلى الرجل الأول في الحزب جمال ولد عباس. وقال “لقد تم تسليم مسؤولية إعداد القوائم ودراسة ملفات الترشح لأشخاص غير نزيهين، اعتمدوا على الأمزجة الخاصة والمصالح الضيقة، وخرقوا النصوص القانونية والنظام الداخلي للحزب”. وتوسعت رقعة ثورة القوائم في جبهة التحرير الوطني عشية الدخول إلى الحملة الانتخابية، لتشمل معظم بلديات ومحافظات الجزائر. واستنكر المحتجون الأساليب الغامضة والملتوية في إعداد القوائم، وخرق النصوص المنظمة للعملية، وتحويل الفرصة إلى مطية لتحقيق الرغبات الشخصية والمصالح الضيقة. وشهدت العديد من المحافظات نهاية الأسبوع الماضي احتجاجات عارمة أمام المقار المحلية للحزب، على غرار العاصمة ووهران والبويرة والمدية وغيرها، في حين اختار البعض منهم التعبير عن الاستنكار أمام مبنى المقر المركزي بضاحية حيدرة في العاصمة. وفي بيان وقّعه رئيس لجنة الترشيحات في قسمة برج الكيفان بالعاصمة، اطلعت “العرب” عليه، أكد مناضلو وأنصار ومنتسبو الحزب في البلدية “انسحابهم من الحزب في حال لم يتم تغيير القائمة، وإسقاط المترشح الأول”، الذين وصفوه بـ”المتجول السياسي”، حيث سبق له الانخراط والترشح في صفوف أحزاب أخرى. وأمام مقر الحزب في محافظة البويرة (120 كلم شرقي العاصمة)، عبر منتخب سابق عن الحزب في المجلس الولائي، في اتصال لـ”العرب”، عن سخطه واستنكاره الشديد للعملية والظروف التي تم فيها إعداد قوائم الحزب في محافظته، وتأسف لما وصفه بـ”تحول الحزب العتيد إلى حزب عائلي، تهيمن عليه عائلات نافذة في المنطقة، تريد توريث المسؤولية لأفرادها”.محتجون من قواعد جبهة التحرير يستنكرون الأساليب الغامضة في إعداد القوائم وخرق النصوص المنظمة للعملية ووصف العضو القيادي والبرلماني حسين خلدون ما يحدث في جبهة التحرير الوطني بـ”الكارثة الوطنية التي سببها الأمين العام الحالي جمال ولد عباس، وتعمد خلق حالة الاحتقان الداخلي، لدرجة أن أصبح العديد من المناضلين الأوفياء يفضلون وضع الجبهة في المتحف رأفة بطهارتها وبحرمة رسالة الشهداء”. وأضاف “للأسف ما حدث في إعداد القوائم هو مجزرة ممنهجة في حق الشرفاء، فقد عرفت إقصاء متعمدا خاصة لأبناء الأسرة الثورية وتمكين المنتسبين للحزب بالبطاقة أو دونها وحتى المتعطشين للمسؤولية من أجل خدمة مصالح خاصة على حساب مصلحة المواطن”. وكان الحزب قد استنجد في وقت سابق بالأمين العام السابق عمار سعداني، لتكليفه بمهمة رئاسة اللجنة الوطنية للترشيحات، إلا أن المسعى فشل في احتواء حالة الغضب والتململ الداخلي، بسبب تغلب نزعة المصالح الضيقة والحسابات الشخصية للفاعلين في العملية. ودخل سعداني وولد عباس ومسؤولون آخرون (وزراء) في خلافات حادة خاصة في ما يتعلق بالبلديات المهمة في العاصمة والمحافظات الكبرى. وتسود كواليس القيادة المركزية للحزب الحاكم في البلاد، حالة من الخلافات الحادة قد تعصف باستقرار ومستقبل الحزب في الاستحقاق المقبل، وما يترتب عنه في المنعرج الحاسم في رئاسيات العام 2019. ونقلت مصادر مطلعة لـ”العرب” توسع رقعة المناوئين لولد عباس في هيئة المكتب السياسي، بعد خلقه لهيئة موازية لها، تتمثل في عدد من المستشارين والمسؤولين. ويتخوف أنصار الحزب من أن تتحول ثورة القوائم إلى عقاب جماعي من طرف القواعد على القيادة، وتوجهها لتصويت انتقامي يقوض حظوظه أمام الأحزاب المنافسة ويهوي بجبهة التحرير الوطني من حزب الأغلبية إلى قوة سياسية ثانوية في البلاد. وتزداد حدة هذه التوقعات لا سيما في ظل الانضباط الذي يخيم على المنافس الأول (حزب التجمع الوطني الديمقراطي)، الذي يقوده رئيس الوزراء الحالي أحمد أويحيى. وأمام الخرق المستمر لقيادة الحزب للنصوص المتعلقة بالعملية الانتخابية، عبر رئيس اللجنة الوطنية العليا لمراقبة الانتخابات عبدالوهاب دربال عن “تعامل هيئته مع جميع القوائم الحزبية أو المستقلة بالتساوي، وأنه ستتم معاقبة أي قائمة اخترقت القانون”. وشدد حسين خلدون على أن عودة النظام والانضباط إلى صفوف الحزب مرهونة برحيل جمال ولد عباس من الأمانة العامة، بعد الفوضى والتسيب اللذين تسبب فيهما، مقابل إشعال حالة غليان وغضب شديدين، ما ينذر بتقلص شعبية الحزب وتعرضه لنزيف غير مسبوق نتيجة الهجرة الجماعية من صفوفه، وعندها يصبح تراجع نتائجه في الاستحقاق القادم مجرد تحصيل حاصل.

مشاركة :