للانحراف الفكري أسبابه ومظاهره التي يمكن معالجتها والتصدي لها في مهدها بالحجة والدليل القاطع قبل أن يتحول انحراف الفكر إلى إرهاب وتكفير للمجتمع أو خروج عن الجماعة، بهذا المدخل لخص عدد من رجال الدين والأكاديميين آليات القضاء على الإرهاب والغلو، واضعين النقاط على أسباب ومظاهر التطرف الديني والغلو، لافتين في نفس الوقت إلى أن هناك خطا فاصلا بين الجهاد كفريضة إسلامية والإرهاب كفعل مخالف لسماحة الدين الحنيف ويهدد وحدة الأمة وتماسكها ويطرحون آليات المواجهة. في البداية يؤكد الدكتور موسى مصطفى العبيدان بجامعة تبوك أن الأعداء يحاولون إيجاد الفرقة بين أفراد الأمة ثم بين أفرادها بما يحدثونه من نشر الشائعات السيئة والمغرضة الممزقة لوحدة الأمة والمفرقة لكيانها ونحن مطلوب منا دائما ولا سيما في الظروف الحرجة أن نكون يدا واحدة أعوانا على الخير وأعوانا على البر والتقوى يكمل بعضنا نقص بعض ويعين بعضنا بعضا نسعى في جمع الكلمة ونسعى في وحدة الصف ولم الشمل لنذكر الأمة نعم الله عليها التي أصلها نعمة الإسلام ثم ما تابع الله به علينا من هذه النعم العظيمة والخيرات الجزيلة ثم هذا الأمن وهذه القيادة الرشيدة وهذا الخير الكثير فلنحمد الله على هذه النعمة ولنرعاها حق رعايتها ولنحذر من أن نكون سببا في انقضائها أو زوالها. ويواصل الدكتور العبيدان قوله «أما كل ما يحدث أو يناقش أو يعطي تحليلا وجوابا في أمور هو لا يدركها ولا يدري عن أبعادها فذلك الخطأ وذلك أن السياسة الدولية فيها من التذبذب والتناقض الذي يجعلها ألعوبة ينظمها ويخطط لها من يحبون الإفساد والفساد في الأرض ولا ترى لهذه السياسة قدما راسخة ولا وجها واضحا وإنما هي أمور تدور على مصالح أقوام ومنافع أقوام يعيها من هيأوا لهذا الأمر ليعطوا الجواب الصحيح والتصور التام فيما يتصورون ويعلمون ونرجو من الله التوفيق والسداد». من جهته أوضح الدكتور يحيى محمد العطوي الباحث الاجتماعي بأن التحالف الدولي ضد داعش يوضح خطورة الإرهاب الذي تقوم به هذه المنظمة الإرهابية وضرورة مكافحتها ولهذا فإن هذه المساهمة الدولية ستتمكن من القيام بدورها المطلوب للقضاء على الإرهاب، لافتا إلى أن المملكة ترجمت هذه السياسية إلى إجراءات مشددة من خلال سن القوانين المجرمة لها ووضع القوائم بأسماء الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية التي تقف وراءهم ومكافحة هذا الشر المستطير بكل السبل الأمنية والفكرية وتجفيف منابعهم المالية ولم يقتصر الأمر على مكافحته وطنيا بل تعداه إلى السعي نحو الدفع بكافة الجهود الدولية بما في ذلك إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة ودعمه بأكثر من 100 مليون دولار. ويؤكد الشيخ فهد حسن السويح رئيس هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة تبوك على الدور الكبير الذي تقوم به المملكة لمحاربة الإرهاب ووقوف المجتمع الدولي بقيادته وعلمائه وأبنائه صفا واحدا في مواجهة الإرهاب والفكر الضال المؤدي إليه. وأضاف بقوله «لقد أتى البيان الواضح والصريح الذي صدر عن هيئة كبار العلماء في المملكة ليعكس وبجلاء المدى الذي ذهبت إليه المملكة في مواجهة الإرهاب ويكشف حقيقة هذا الفكر الإرهابي وممارسات من يعتنقونه المخضبة بالدماء والدمار محذراً المنتمين إليه والداعين له داعماً ذلك بتأصيل شرعي يبين فساد هذا الفكر وخطره ويؤكد أن محاربة الجماعات الإرهابية واجتثاثها قد بات أمراً واجباً على الجميع». من جانبه أوضح محمد قاسم الفاضلي رئيس قسم التربية الإسلامية بتعليم تبوك بأن موقف الإسلام الرافض لكل صور الإرهاب واضح وضوح الشمس فالإرهاب بشتى صوره محرم في الإسلام وأن المشاركة فيه بالقول أو الفعل لها حكم القائم به وكثير من طلبة العلم والدعاة والمعلمين والخطباء لا يحسن منهج أهل السنة والجماعة وأتباع السلف الصالح في هذه المسائل فإذا طرقت لم يرد عليها بجواب كاف ولهذا تعظم الشبه وتزيد في الشباب فحصرها من أهل العلم والرد عليها لتكون كالمرجع لكل حملة العلم والمدرسين في الجامعات وفي المدارس والمساجد ووسائل الإعلام مهم جدا لتحذر من انتشار هذا الفكر الضال. وبلادنا ولله الحمد قادرة على مواجهة خطر الإرهاب وأفراد قواتنا المسلحة دائما هي جاهزة لصد هذه الهجمات الإرهابية والنيل منها.
مشاركة :