البدوي رفيق البعير، يعرف أسراره وعاداته، ولا يبوح بالكثير من فوائده، ما لم يُسأل وبإلحاحٍ عنها، ولاسيما في شأن القوة والطاقة، فلدى البدوي الكثير من أسرار الإبل، التي بدأ يبوح بأسرارها أخيرًا سواء على مستوى القوة، أو الراحة النفسية، أو البدنية، أو الشفاء لكثيرٍ من الأمراض والعلل؛ حيث تتمتع لحوم الإبل بخصائص طبية يساعد تناولها في الوقاية من كثيرٍ من الأمراض. وأوضح الدكتور عليوي السهو، وهو خبير تغذية وأحد مُلاك الإبل، أنّه “يُعَد لحم الإبل من أنواع اللحوم المفيدة والفريدة من نوعها، كما أن طعمها مميز ومختلف عن باقي أنواع اللحوم؛ نظرًا لتركيبتها الغذائية المختلفة”. وأشار إلى أنَّ “لحم الإبل عمومًا من بين اللحوم الحمراء التي تساعد على جلب الدفء للجسم خلال موسم الشتاء، فالأعشاب التي يرعى عليها البعير في المناطق الصحراوية، تجعل من لحمه طَـبَقًا مميزًا يتهافت على اقتنائه كل من يريد مقاومة البرد”. وبيَّن أنّه “تُعَد نسبة الدهون في جسم هذا المخلوق الصحراوي، أقل بكثير من لحوم الأبقار والأغنام؛ ما يفسر أن لحمه صحي للغاية، ولا يشكل خطورة على القلب والشرايين”. ولفت إلى أنَّه “أثبتتْ تقارير طبية أنَّ لحم البعير أفضل أنواع اللحوم الحمراء، وهذا راجع إلى احتوائه على نسبة قليلة جدًّا من الدهون داخل الأنسجة العضلية، كما أن هذه النسبة البسيطة تتلاشى وتختفي كلما تقدم الحيوان في السن، هذه الميزة تحفز الأشخاص الراغبين في تخفيف الوزن، أو الذين يعانون من مشكلات على مستوى القلب وتصلب الشرايين، على تناول هذا النوع من اللحوم باستمرار، وذلك بفضل انخفاض نسبة الكولسترول فيه”. وأبرز الدكتور السهو أنَّ “لحم البعير يُعَد مصدرًا مهمًّا للطاقة الجيدة التي تساعد على تنشيط الجسم وتخلصه من التعب والإرهاق ويحتوي أيضًا على الطاقة اللازمة لجسم الإنسان، كما ينفرد بتوافره على مادة الكلايكوجين، وهي مادة دسمة سريعة الامتصاص، مفعولها يسري بطريقة سريعة في الجسد، حيث تتحول إلى كلوكوز، بعد احتراقه يمد الخلايا العصبية وخلايا الجسم بالكامل بالطاقة الضرورية لعملها”. وأشار إلى أنّه “يناسب لحم الجمل كل الأعمار، وينفع حتى كبار السن؛ حيث يزودهم بالطاقة والبروتينات اللازمة تساعد على بناء العضلات وتجديد خلايا الجسم، التي يحتاج إليها كبار السن أكثر من أي وقت مضى”. ومن جهتها، بيّنت خبيرة التغذية الدكتورة طرفة العقلا أنَّ “تناول لحوم الإبل -ولو بكمية يسيرة وفي فترات متباعدة- تعطي الجسم ما يحتاجه من بروتين في اليوم، عكس تناول بعض الأنواع الأخرى من اللحوم، وهو على ذلك جيد لصحة الجسم”. وأوضحت العقلا أنَّ “مفعول لحوم الإبل، وأبرزها لحم الحاشي، غني في المساعدة على معالجة التعب الدماغي والإرهاق والتعب العصبي وآلام الأعصاب وعرق النساء والقولون؛ الأمر الذي يأتي من احتوائها على طاقة تحتاجها الخلايا العصبية، فلحوم الإبل تحتوي على طاقة مؤلفة من السكريات عوضًا عن الدهن، بحيث إن لحوم الإبل قليلة المحتوى بالدهن، فهي تخزن الدهن في سنامها، وليس كباقي أنواع الحيوانات الأخرى، التي تخزن الدهن بين عضلاتها، أي أن لحوم الإبل غير دهنية، إضافة لاحتوائها على طاقة سريعة الاستقلاب في الجسم، ولا تخزن وتؤدي لزيادة الوزن، وهي الجليكوجين، الذي يتحول إلى جلوكوز، ومن هنا يبرز المفعول المنشط للحوم الإبل للخلايا العصبية والخلايا الجسمية الأخرى”. وأكّدت أنّه “يقي تناول لحوم الإبل من الإصابة بالجلطة القلبية بسبب احتوائها على الحموض الدهنية غير المشبعة كما ذكر وأبرزها اللينوليك، وبالتالي فإن تناوله من قِبَل من يرغب في بناء عضلاته كمادة بروتينية قوية لن يؤدي لترسب الدهن لديه داخل الجسم ولن يؤدي للسمنة؛ بل بالعكس سيؤدي لإعطاء الجسم نضارة من خلال توجه المواد البروتينية التي يحتويها لبناء العضلات ومن خلال عدم ترسب محتوياته من المواد الغذائية في الجسم بسبب استقلابها جميعها”. وأضافت: “بسبب التركيبة الغذائية للحم الجمل نجده جيدًا لكي يعتمد عليه لتخفيف وزن الجسم لاسيما أن أليافه خشنة وعريضة ومرتبطة ببعضها البعض بنسيج ضامّ كثيف لا يتخللها دهن مرتبط بالعضلات، ولحم الجمل مفيد لمن يطبق الريجيم الغذائي ويرغب في تقليل مستوى الكولسترول في الدم؛ نظرًا لوجود حامض اللينوليك فيه”. وأكّدت أنَّ “وجود الأحماض الدهنية غير المشبعة في لحم الجمل يقلل أيضًا من احتمالات الإصابة بأمراض القلب المختلفة كما ذكر سابقًا، والإبل بطبيعتها مقاومة للأمراض فلحومها خالية من ثمالات الأدوية البيطرية “.
مشاركة :