الحضارة حلم يقظة

  • 1/6/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عبد اللطيف الزبيدي هل لدى القارئ فكرة، ولو تقريبيّة، عن عدد النخب العربيّة في مجالات العلوم، الفكر، الثقافة، الفنون الجادّة، أساتذة الجامعات، الحقوقيّين، الخبراء، الأطبّاء، المهندسين، الإعلاميّين الواعين، وغيرهم من الأدمغة الفاعلة؟ لا توحش النفس بإضافة مئات الألوف من العقول المهاجرة، التي حرمت الأوطان كفاءات أبنائها. السؤال: هل كل هؤلاء لا يرتجى خير منهم لوضع برنامج نهضويّ للعالم العربيّ؟ استفهام إنكاريّ له ألف معنى.الأمل في الخيال. تخيّل أن تجتمع هذه الحشود من طاقات الوزن الثقيل، في قاعة افتراضية، في مؤتمر اعتباريّ، وقرروا وضع النظام العربيّ والجامعة العربية في «خانة اليك»، قائلين: لن نقرّ بعجز نحن بريئون منه، ولن نعترف بأن شعوبنا لا تصلح إلا للجلوس على هامش الحضارة والتاريخ. إذا كانت عشرات البلدان قد كسرت حاجز التخلف، فنحن لدينا كل المؤهلات المادية والمعنوية، ونحن نرفض التشكيك في قدراتنا ومواهبنا ونبوغ العباقرة منّا. نقطة الضعف الكارثية الوحيدة هي انعدام الإدارة الفائقة وإهمال المطامح والعزائم.لا غير.لقائل القول إنْ هذه إلاّ فكرة من لا فكر له، وما هي إلاّ شطحات وهلوسات. المأساة في هذا الإحباط، هي أنه يعشش ويفرّخ في شعوب سادت على أرضها حضارات قادت الدنيا قروناً. على الأبواب العالية أن تدرك أنّ الأحلام هي الغيث الذي يهمي فيجود الأمم فتنمو وتثمر. الشعوب كالأرض لا تظل بوراً قفاراً قاحلة إلى الأبد. طاقاتها الروحية هي التي تحييها بعد مواتها. هي لا تحتاج إلّا إلى صيحة نهضوية واحدة، فإذا هم مبعوثون بقوة إبداعية نامية، وإذا النبات المتجدد يرفع الهامة نحو النور.لقائل أن يقول: هذا إنشاء من البديع والبيان يحيي رميم البلاغة، لكنه لا يحرك ساكناً خامداً خاملاً، بينما المتقدمون يحلّقون في عوالم الكوانتوم. المريب هو أن الذين يراد لهم الاستسلام للمثبطات والخيبة، لا يستطيعون إنكار حقائق الطاقات العربية المعطلة بفعل فاعلين داخليّين وخارجيّين، استلاب لا يعرف قدر قدراته، ونظام عربيّ لا يملك الكفاءة الإدارية. وإلا فالثروات البشرية والمادية لا حصر لها.تخيل الآن ذلك المؤتمر الافتراضيّ في القاعة الاعتبارية، وقد أعدت كل فرق التخصصات خططاً عملية موضوعية محسوبة، وعرضت على الشعوب في استفتاء عام، فماذا سيكون موقف الأنظمة التي ترفض الاعتراف بحق شعوبها في التنمية ودخول المستقبل من أوسع أبوابه؟ لزوم ما يلزم: النتيجة الفنية: الأحلام كالأفلام تحتاج إلى قصة وسيناريو وإخراج وإنتاج، أدوار بطولة، ديكور، إضاءة... وإدارة متألقة. الحضارة وصنع التاريخ كذلك. abuzzabaed@gmail.com

مشاركة :