انتقدت صحيفة (الخليج) الإماراتية، اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة. مؤكدة أن واشنطن تسعى لترسيخ الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وتهويدها، وتصفية الحقوق القومية للشعب الفلسطيني.وقالت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم / السبت / تحت عنوان " أوراق التوت تتساقط " إن اعتراف الإدارة الأمريكية بالقدس عاصمة لدويلة "إسرائيل"، أو نقل سفارتها إليها، أو أن تعتبر الضفة الغربية أرضا غير محتلة، و"إسرائيل" دولة يهودية، لا يغير في الأمر شيئا، سوى أن الولايات المتحدة قررت أن تكشف عن وجهها الحقيقي من دون تزييف وبلا أوراق توت.وأضافت: تتساقط، واحدة بعد الأخرى، أوراق التوت التي كانت تغطي السياسة الأمريكية بشأن الصراع العربي - الإسرائيلي لتتكشف حقيقة الدور الذي تلعبه في ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وتهويدها، وتصفية الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، من دون مراعاة لقرارات الشرعية الدولية، وبما يشكل تحديا للمجتمع الدولي، والأمتين العربية والإسلامية في رفضهم المطلق لقرار الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدويلة الاحتلال، ونقل السفارة الأمريكية إليها.وأوضحت أن ورقة التوت الجديدة التي سقطت، هي مطالبة سفير واشنطن لدى دويلة الاحتلال ديفيد فريدمان، وزارة خارجية بلاده بالتوقف عن استخدام كلمة "محتلة" عند الإشارة إلى الضفة الغربية في الوثائق الرسمية وبعدما كانت الخارجية الأمريكية رفضت الطلب سابقًا، عادت وأعلنت موافقتها على مناقشة الطلب قريبًا "بسبب ضغوط من مستويات عليا"، والمقصود بالمستويات العليا إدارة ترامب.وأشارت إلى أن فريدمان كان قد دعا في الماضي إلى تثبيت وجود "إسرائيل" في الضفة الغربية، قائلا "يدور الحديث عن "احتلال مزعوم"، فـ"إسرائيل" لا تمتلك سوى 2 في المئة من الأراضي في الضفة الغربية" كما كان أعلن عند تعيينه سفيرا في دويلة الاحتلال أنه لن يمارس مهامه من مقر السفارة في "تل أبيب" إنما من منزله في مدينة القدس المحتلة ..موضحة أن هذا التطور الجديد تزامن مع معلومات إسرائيلية تفيد بأن الإدارة الأمريكية تدرس الاعتراف بيهودية دويلة الاحتلال ردًا على القرار الأممي الذي صدر بشأن بطلان قرار ترامب حول القدس ومع ما ذكرته القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، بأن الرئيس الأمريكي قرر تأجيل تحريك مبادرته التي أطلق عليها "صفقة القرن"، وذلك عقب التحرك الدبلوماسي الفلسطيني في الأمم المتحدة، وأنه لا يوجد بعد الآن "صفقة قرن".واختتمت"الخليج" : في كل الأحوال لن تكون هذه الصفقة كما تسرب من معلومات حول مضامينها إلا بمثابة إعلان لتصفية القضية الفلسطينية، على قاعدة "سلام مقابل سلام"، وليس على قاعدة "الأرض مقابل السلام"، أي ترسيخ الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة العربية سياسيًا وجغرافيًا، وقبول عربي بهذا الوجود .. مشيرة إلى أن تخلي إدارة ترامب عن صفقة القرن في حال تأكد ذلك رسميًا يعني فشل تكريس الاحتلال والتهويد رسميا، ويعني أيضا سقوط مشروع أن تكون دويلة إسرائيل جزءًا من المنطقة، كما يعني أن الصراع سوف يظل مفتوحًا على قاعدة صراع وجود وليس صراع حدود.
مشاركة :