الطالب يدفع فاتورة طول المقرر الدراسي وصعوبة المناهج

  • 1/7/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان سرور أكد عدد كبير من أولياء أمور طلبة مدارس أبوظبي أن امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول، شكلت صدمة لأبنائهم، لصعوبتها وطول أسئلتها، مشيرين إلى أن طول المقررات الدراسية وصعوبة المناهج أثارا غضب شريحة كبيرة منهم، مؤكدين أنهم لم يقصروا في واجبهم نحو أبنائهم، موجهين سبب إخفاق الطلبة في حل أسئلة امتحانات بعض المواد، إلى القائمين على العملية التعليمية ومعدي الأسئلة، وتغير المناهج وسياسة التعليم في كل عام دراسي، بالإضافة إلى عدم استيعاب المعلمين للمناهج الجديدة والمهارات التي ينبغي شرحها للطالب.أكد البعض الآخر أن المعلمين انشغلوا عن شرح الدروس في الصفوف ووفروا جهدهم للدروس الخصوصية، فيما ردّها بعض الطلبة إلى إلغاء التشعيب وضخامة وصعوبة المنهاج وطول اليوم الدراسي الذي أرهقهم وأرهق معلميهم. وتوقع عدد من الآباء لأبنائهم درجات متدنية في نتيجة الفصل الدراسي الأول في المواد العلمية، بعد أن لاحظوا نظرة الحزن والألم والخوف في عيونهم بعد تأدية كل امتحان، متمنين أن تقف القيادات المدرسية على الأسباب والنتائج والحلول فيما يتعلق بنتائج الأبناء، والتي بالتأكيد ستثير زوبعة غير معهودة في الميدان التربوي عقب إعلانها في 15 يناير/‏‏‏ كانون الثاني المقبل. امتحانات تعجيزية وأرجع طلبة المدارس إخفاقهم في امتحانات بعض المواد إلى جملة من الأسباب الموضوعية منها أن واضعي أسئلة الامتحانات لم يراعوا الفروق بين الطلبة حيث غلب طابع الأسئلة الاستنتاجية على الورقة الامتحانية ولم يُكتفَ بوضع نسبة محددة من الأسئلة للمهارات العليا للطالب المتميز، مما أظهر ذلك للطلبة بأنهم أمام امتحانات «تعجيزية» خلقت الإحباط لديهم وبددت أمانيهم في الالتحاق بالتخصصات التي رسموها لمستقبلهم.وأكدت منى جعفر ولية أمر عدم تفاؤلها بتحقيق ابنتها نتيجة مشرفة في الفصل الدراسي الأول، على الرغم من أن جميع درجاتها فوق ال 90% في اختبارات التقويم اليومي، مشيرة إلى أن النتائج بالتأكيد ستكشف عن تفاوت ملحوظ في درجات الامتحانات ودرجات التقويم المستمر التي تتحكم فيها إدارة المدرسة. غياب التواصلووفقاً لآراء تربوية، أكدت وفاء عمر أخصائية اجتماعية أن هناك أسباباً عدة لتدني مستوى تحصيل الطلبة، منها الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي ومتابعة جديد عالم التكنولوجيا، وضعف اهتمام الأهل بالتواصل مع المدرسة، بالإضافة إلى تأخير تسلم الكتب، مشيرة إلى أن بعض المدارس الخاصة سلمت طلابها كتب بعض المواد الدراسية التي تتبع منهاج وزارة التربية والتعليم بعد 55 يوماً من بدء العام الدراسي الحالي، وبالرغم من كل تلك التبريرات يبقى المعلمون وإدارات مدارسهم في قفص الاتهام بالتقصير في الاهتمام بالطالب ورعايته تربوياً وأكاديمياً.وقال عدد من التربويين في مدارس أبوظبي ل«الخليج» إن ظاهرة ضعف التحصيل موجودة في مدارس كثيرة وينبغي على الطالب بذل الجهود المضاعفة لتحصيل افضل، مشيرين إلى أن هناك طلبة حققوا درجات عالية في المواد العلمية، فلماذا لا يقتنع الآباء بأن الضعف من الطالب نفسه الذي لا يحرص على مستقبله، لافتين إلى أن الضعف في التحصيل «تراكمي» لدى بعض الطلبة وقد حملوه منذ سنوات عدة، وكان الأحرى بهم أن يواكبوا زملاءهم ممن تميزوا في التحصيل من خلال بذل الجهود والاهتمام بالدراسة وترك التسيب والاستهتار باليوم الدراسي، لافتين إلى أن أغلب الطلبة الذين يشكون من تدني مستوى تحصيلهم هم غالباً من المتغيبين والمتسربين من الحصص. اعتماد على الأسرة وأشار محمد أبو عطية مدير مدرسة خاصة إلى إن ضعف التحصيل الدراسي يبدأ في الظهور من مراحل الصف السادس وما فوق، فالطلبة من الصف الأول حتى الخامس يعتمدون كلياً على أسرهم، ويكونون تحت إشرافهم دراسياً، فيراجعون لهم ويتابعون تقدمهم، فنلمس الاهتمام بالطفل في هذه المرحلة، ويظهر على الطلاب قوة الحفظ والتحصيل، نتيجة التفرغ تماماً للدراسة. المشكلة تظهر في مرحلة المراهقة، حين يبدأ الطالب في الاعتماد على نفسه، ويرى أنه أصبح كبيراً، ويقل اهتمام أولياء الأمور بمتابعته لانشغالهم في أمور كثيرة عملية وأُسرية، فضلاً عن مرحلة المراهقة نفسها وما يتبعها من إشكاليات وعوامل نفسية واجتماعية، تؤثر في تركيز الطالب. وأرجعت مها الميسري اختصاصية اجتماعية، ضعف التحصيل إلى أسباب عدة منها، صعوبة المواد الدراسية ودسامتها التي تحتاج إلى مراجعة يومية، فمع كل فصل دراسي جديد تختلف المناهج، وتزداد المواد صعوبة وتتكثف المعلومات، بالإضافة إلى مرحلة المراهقة وما تسببه من تغيرات في حياة الطلبة وشغل انتباههم واهتمامهم، وأحياناً تشتت تركيزهم الدراسي، وبالتالي انخفاض تحصيلهم ومستواهم التعليمي، لذا من واجب المعلم والإدارات المدرسية ملاحظة مستوى الطلبة لديهم، وتنبيههم دائماً، والتواصل المستمر مع أولياء أمورهم. شيء طبيعي وقالت أمينة الماجد مديرة مدرسة القادسية الثانوية في أبوظبي إن تراجع درجات الطلبة في امتحانات نهاية الفصل عن درجات اختبارات التقويم الشهرية شيء طبيعي، حيث إن الطالب يحصل على درجات في التقويم أعلى من الامتحان كون المدرسة هي من تقوم بإعداد الأسئلة وفقاً لمستويات طلابها، كما أن تلك الاختبارات لا تتجاوز مدتها حصة واحدة وتشمل دروسا قصيرة كما أن الطالب في التقويم له مصادر أخرى لحصد الدرجات مثل أعمال البحوث والمشاريع التي ينجزها داخل الفصل وخارجه ويحصل درجات عليها، بينما الامتحان المركزي يشرف على إعداد أسئلته تربويون من الوزارة أو دائرة التعليم والمعرفة، ومن الممكن ألا تكون معظمها مراعية للفروق الطلابية. نتيجة عكسية وأشار زكريا حسن مدير مدرسة خاصة إلى أن تأخير وصول الكتاب إلى يد الطالب والمعلم أدى إلى نتيجة عكسية في الفصل الدراسي الأول، مشيراً إلى أن ظاهرة تأخير تسليم الكتب الخاصة بمناهج وزارة التربية والتعليم للمدارس الخاصة تكررت هذا العام، لافتاً إلى أن المدارس الخاصة وزعت كتب الدراسات الاجتماعية واللغة العربية والتربية الإسلامية منذ وقت مبكر للفصل الثاني فيما تستعد لتوزيع كتب الرياضيات والمواد العلمية بعد أن تم إدخالها إلى مستودعات المدارس. إن من أسباب تدني مستوى الطلبة وحصدهم لدرجات اقل في الامتحانات هو كثرة أسئلة المهارات العليا التي لم تساعد الطلبة من متوسطي التحصيل من الإجابة عليها ما أدى إلى رسوبهم أو تدني درجاتهم في المادة المعنية، والأسئلة المهارية للورقة الامتحانية يفترض أن تتدرج سنوياً بنسب معينة حتى يتعود عليها الطالب، فليس من المعقول أن يتمكن 150 طالباً من التعامل مع أسئلة الورقة الامتحانية باحترافية من اصل 1000 طالب. مراعاة الفروق وأكد عدد من طلبة الصف الثاني عشر في مدارس أبوظبي، منهم الطالب حميد السعدي، وسالم أبو بكر، محمد رضا، عمار بنان، ومحيي الدين السمهوري أن تراجع درجات الطلاب في الامتحانات بالتأكيد سيسبب صدمة لهم ولآبائهم، مشيرين إلى أن نسبة كبيرة من الأسئلة كانت «مهاراتية»، وطويلة، ولم يُراعَ عند وضعها الفروق الطلابية، وهذا سيؤدي إلى تدني نسب النجاح في بعض المواد.ولفتت سهيلة محمد الطالبة في إحدى المدارس الخاصة بالصف الثاني عشر إلى أن طلبة هذا الصف في المدارس الحكومية في أبوظبي لم يواجهوا أية صعوبات في الامتحانات كون من أعد الأسئلة هي دائرة التعليم والمعرفة وخاصة المواد العلمية التي راعت مستوياتهم والفروق الطلابية، فيما أعدت وزارة التربية والتعليم أسئلة هذا الصف وكانت حصيلتها تذمراً واستياءً وخوفاً من القادم، مشيرة إلى أن هذا العام هو آخر عام تتفرد دائرة التعليم والمعرفة بإعداد أسئلة الصف الثاني عشر بدلاً من الوزارة.وقالت سمية مبروك، العنود الزعابي، موزة سلطان، وخلود الكثيري الطالبات في إحدى مدارس أبوظبي الخاصة إن من أسباب تدني التحصيل كان تأخير تسليم الكتاب للطالب منذ بداية الفصل لقرابة شهرين، وإلغاء التشعيب حيث صارت المواد العلمية كثيرة وإجبارية على الجميع بمن فيهم الطلبة من ذوي الميول الأدبية والذين ليس لديهم المهارات أو تقبل لدراسة أي مادة علمية وبالذات الرياضيات والفيزياء. طول الدوام ودعا عدد من أولياء الأمور إلى تقليل ساعات اليوم الدراسي، في مدارس أبوظبي الحكومية وتوحيدها مع ساعات التمدرس في بقية إمارات الدولة كما تم توحيد المنظومتين التعليمية، بترحيب من الجميع. ولفتوا إلى أن طول ساعات الدوام بالمدارس يرهق الطلاب ويقلل من نسبة استيعابهم للمعلومات، مؤكدين أن أبناءهم يعودون مُنهكين يوميًا من المدرسة، ويتعرّضون للعديد من المتاعب الصحية بسبب الإرهاق داخل الفصول الدراسية وخلال رحلة العودة بالحافلات والتي تستغرق في كثير من الأحيان أكثر من ساعة بسبب الزحام المروري حيث لا يستطيعون المذاكرة بشكل جيد.في المقابل ثمنوا جهود دائرة التعليم والمعرفة لما خصصته من برامج تقوية.

مشاركة :