شباب كسروا الحواجز على مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار إبداعية بقلم: رويدة رفاعي

  • 1/7/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

شباب كسروا الحواجز على مواقع التواصل الاجتماعي بأفكار إبداعيةقرر العديد من الشباب العرب أن ينظروا إلى الجانب الإيجابي في مواقع التواصل الاجتماعي واستثمارها للهدف الأساسي الذي روجه لها صانعوها، والخروج من إطار الإساءة والتعليقات السلبية والانقسام المجتمعي. واستطاع الكثيرون تحقيق أهدافهم بتبني أفكار إبداعية والتفاعل مع الناس، مستثمرين شعبية هذه المواقع في المنطقة العربية.العرب رويدة رفاعي [نُشر في 2018/01/07، العدد: 10862، ص(19)]نمو مواقع التواصل غير مسبوق في المنطقة العربية تونس – لا يمكن مقاومة الموجة الجارفة والبقاء خارج الزمن والتطور والتكنولوجيا بالقول إن مواقع التواصل الاجتماعي سلبت منا حياتنا، ولا بد من الاعتراف بأن هذه المواقع تحولت إلى جزء أساسي من يومياتنا، فلكل منا حرية اختيار الطريقة التي يديرها بها. تختصر وجهة النظر هذه آراء الكثير من الشباب الذين يفضلون النظر إلى الموضوع بمنطقية وواقعية، بعيدا عن استحضار نظرية المؤامرة الجاهزة لكل زمان ومكان، والتباكي على حال الأسرة العربية والتلاحم المجتمعي اللذين ألغتهما عوامل كثيرة ليست مسؤولة عنها ثورة الهواتف الذكية والكمبيوترات والألواح الرقمية فقط. هذا العالم الافتراضي هو عالم مواز تماما للعالم الحقيقي بكل إيجابياته وسلبياته وكوارثه وإبداعاته وعقلائه ومجانينه، وليس من العدل أن نرميه بكل هذه الاتهامات وكأنه مسؤول عن انحدار المجتمعات، وفق ما تقول لينا عدرا الطالبة في قسم اللغة العربية بجامعة دمشق. وأضافت عدرا في تصريحات لـ”العرب” “أصبح الذين لا يواكبون هذا النوع من التكنولوجيا متخلفين عن الركب الحضاري وهم قلة من الناس، وما يميز هذه المواقع هو تلبيتها لكل أنواع الحاجات الاجتماعية والسياسية والمعرفية وحتى التسلية والترفيه، فبحكم الانشغال وجد الناس في مواقع التواصل الاجتماعي كل الخدمات التي يحتاجون إليها”. وأشارت إلى مسألة السرعة في نقل الحدث وتوفر الأخبار متعددة المصادر والمنابر الإعلامية قائلة إن “الوقت لم يعد كافيا لمتابعة المحطات التلفزيونية ومعرفة ما يجري على هذا الكوكب عبر نشرات إخبارية معينة ضمن أوقات محددة، فاستخدام فيسبوك مثلا منحني الفرصة لمعرفة كل ما يحدث في الوقت الذي يناسبني”.عدد مستخدمي فيسبوك تجاوز 156 مليون شخص شهرياً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وبلغ عدد مستخدمي تويتر أكثر من 11.1 مليون مستخدم نشط في المنطقة العربية وتابعت أن “أحد أهم الحلول التي قدمها لي فيسبوك هو التواصل مع الأصدقاء الذين انتشروا في مختلف أنحاء العالم ومعرفة أخبارهم بعد أن فصلتني عنهم مسافات طويلة بسبب الظروف الحالية التي تمر بها سوريا، فهو أداة للمعرفة وللعلاقات العامة، عبر جهاز هاتف فقط يجعل العالم كله قريبا منك”. وأشارت إلى أن البعض من الشباب حققوا شهرة ومصادر دخل كبيرة من النشاط على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن جعلوا منها مهنة حديثة، فالكثير من الأشخاص أصبحوا مؤثرين بدرجة كبيرة في شرائح مجتمعية عدة من خلال صفحات أو مجموعات أنشُئت لتلبية عدة مجالات على صعيد العمل والمعلومة والتسلية، واستطاعت تحقيق نسبة متابعة لم تحققها البرامج التلفزيونية الترفيهية أو الاجتماعية المباشرة”. وخلصت إلى أن “مواقع التواصل الاجتماعي حققت العولمة بأقل جهد وبأعلى نسبة”. أرقام في ارتفاع مستمر وينبع الاهتمام المتزايد بمواقع التواصل الاجتماعي وتأثيرها في المنطقة العربية من الأرقام والإحصاءات عن حجم انتشارها، حيث نمت قاعدة مستخدمي فيسبوك خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 264 بالمئة، بحسب ما أعلن جوناثان لابين، مدير فيسبوك الإداري في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وباكستان. وقال لابين “في السعودية والإمارات والكويت ومصر ولبنان، وفي عدة دول أخرى في المنطقة، يستخدم أشخاص ومبتكرو محتوى وعلامات تجارية عدة فيسبوك بطرق مبتكرة وجديدة على خلاف أيّ مكان آخر من العالم”. وتجاوز عدد مستخدمي فيسبوك 156 مليون شخص شهرياً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على هواتفهم المتحركة، من أصل 2 مليار مستخدم في العالم. بينما بلغ عدد مستخدمي تويتر أكثر من 11.1 مليون مستخدم نشط في المنطقة العربية. وتشي هذه الأرقام بالمكانة التي تحتلها مواقع التواصل الاجتماعي في حياة المستخدمين العرب وفي مقدمتهم الشباب، وتنوع المحتوى الهائل عليها. وقد اعترف الكثير من المستخدمين بصعوبة الاستغناء عنها، وفسر البعض ذلك بالقول إن الصعوبة لا تكمن في أن هذه المواقع أداة ترفيه وتسلية وتمضية الوقت، إنما هي متأتية من كون مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت حاجة أساسية للحصول على المعلومات، وتعتبر سهولة التواصل مع الناس هي الثروة الحقيقية لهذه المواقع.لينا عدرا: الذين لا يواكبون هذا النوع من التكنولوجيا متخلفون عن الركب الحضاري وهم قلة من الناس، مواقع التواصل الاجتماعي حققت العولمة بأقل جهد وبأعلى نسبة مجتمع تربوي متفاعل وتشرف علا يوسف وريم يانس مع ست شابات أخريات على مجموعة تربوية تستهدف الأمهات والأطفال، واستطعن خلق مجتمع متفاعل مع الأهالي بأفكار إبداعية مبتكرة ونموذجية حققت أهدافها. وتقول علا في تصريحات لـ”العرب”، “مجموعة بيزي كيدز busykidz على فيسبوك مجموعة موجهة للأهالي وتعنى بأساليب لعب ونشاطات تُبعد الأطفال عن الأجهزة الإلكترونية والتلفزيون وتأثيراتهما السلبية، اخترنا أن نحول مواقع التواصل الاجتماعي إلى نموذج إيجابي وبناء، وقد أتاح لنا فيسبوك الفرصة لمشاركة خبراتنا العملية في تربية الأطفال واللعب معهم ومع أمهات وآباء آخرين، وفق أساليب علمية صحيحة تنمي مواهبهم وتطور أفكارهم الخلاقة”. وأضافت ريم يانس أن “مواقع التواصل الاجتماعي أمنت لنا التفاعل مع الأهالي الذين بدورهم ساهموا بتقديم خبراتهم، وخلقنا مجتمعا قائما بحد ذاته، الكثير منهم يبعثون لنا بتساؤلاتهم عن حالات محددة ويطلبون نشاطات معينة يستجيب لها آخرون بالإضافة إلى المشرفات على المجموعة، مما جعل التجربة ثرية، وقد حققت أهدافها”. وتحقق مجموعة بيزي كيدز نموا متزايدا، وتهدف إلى توسيع نطاق التجربة ودفع الناس إلى استثمار الوقت على مواقع التواصل الاجتماعي لإغناء تجاربهم ومنح أطفالهم التوعية الملائمة لكيفية استغلال مواهبهم وتطويرها. تخطي المحظورات ويرى بعض الشباب إيجابيات أخرى يتسم بها العمل في الفضاء الاجتماعي على الإنترنت، أبرزها إمكانية التسويق والترويج وتحقيق الشهرة والنجومية بجهود شخصية، ويقول حسام رمضان من غزة إن وسائل التواصل الاجتماعي تساوي بين جميع فئات وشرائح المجتمع؛ بين صاحب رأس المال المرتفع ونظيره الذي يتقاضى أجرا زهيدا، بين المتسوّق الثري والمشتري صاحب الدخل البسيط. وأضاف، كما أنها لا تقيّد المستخدمين بمكان وزمان معينين، وتفسح المجال لكل من أراد النهوض والارتقاء بذاته ومواجهة تحديات الحياة”. وتعتبر تجربة أهالي غزة مثالية لمجتمع يعاني الحصار ويجد متنفسا له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤخرا أقدمت مجموعة من الفتيات على كسر الحواجز الاجتماعية وتحقيق جزء من أحلامهن بالعمل عارضات أزياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولا تلاقي مهنة “عارضة أزياء” قبولا في المجتمع الفلسطيني المحافظ بطبعه، واستخدمت في البداية مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة نسبة البيع للملابس النسائية، إلا أن بعض الفتيات قررن خوض المغامرة وتحدي التقاليد. وتقول أحلام أبوقاسم من غزة، في تصريحات لـ”العرب”، إنها لا تجرؤ على القيام بهذه الخطوة، إلا أنها سعيدة بتجربة فتيات أخريات كسرن القواعد. وتضيف أنها ممتنة لمواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت لبنات جيلها أفقا جديدا وساعدتهن على تحقيق جزء من أحلامهن رغم الهجوم الشديد والاعتراضات من قبل البعض.تجربة حية تحقق أهدافها نجوم إعلام حر ووجدت فئة أخرى من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة إعلامية حرة، غير خاضعة للرقابة من جهة، وتحظى بتفاعل مباشر مع الجمهور الذي تستقي منه بعض الأفكار من جهة ثانية، وتحول أفراد هذه الفئة إلى نجوم حقيقيين لهم شعبية واسعة. ورغم اعتراض متخصصين ومتابعين على نجومية البعض، قائلين إنهم نالوا الشهرة بواسطة مقاطع تهريج مبتذلة وسخيفة، إلا أنهم استطاعوا التفاعل مع الناس ونالوا إعجابهم دون فرضهم من قبل مسؤولين أو وسائل إعلام معينة، وببساطة يمكن لمن لا يعنيهم الأمر إلغاء متابعتهم على صفحاتهم الشخصية. ويرى رئيس النادي الاجتماعي في البحرين، علي سبكار، أن نجوم مواقع التواصل هم نجوم الإعلام الاجتماعي الحقيقيون، وهم الذين يستخدمون هذا النوع من الإعلام بالطريقة المثلى، وينشرون الفائدة من حولهم، يتحدثون عن مواضيع تقع في صلب اختصاصهم واهتماماتهم، صحية، علمية، أدبية، رياضية، اجتماعية، أو مواضيع الرسم والتصوير وغيرها، ويعرفون متى يتحدثون ومتى يستمعون؟ ويحقق الشخص الذي يتابعهم فائدة مّا عبر زيادة معارفه ورفع مهاراته في مجال مّا. وأضاف سبكار أن “نجوم الإعلام الاجتماعي هم الذين يتقنون أساسيات استخدام قنوات الإعلام الاجتماعي، ويضعون لأنفسهم استراتيجية ظهور علمية، ويوفرون محتوى أصيلاً متميزاً، ويجيدون استخدام أدوات القياس والتفاعل والتقييم”. ورأى أن “نجوم الإعلام الاجتماعي ليسوا أبداً أولئك الأشخاص الساعين خلف الشهرة بأي طريقة وبأي شكل، هؤلاء الذين يثيرون بروباغندا إعلامية لا أكثر، يتطرقون لمواضيع تافهة، ويخوضون في أمور الدين والسياسة والجنس والفضائح، يسيئون لأنفسهم ولمجتمعهم وحتى لأصدقائهم، لم يتعلموا آداب الحوار، ولا هَمّ لهم سوى كسب أكبر عدد ممكن من المتابعين”. وتابع “إن انتهاء ظاهرة نجوم الإعلام الاجتماعي من عدمه يرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، لا بالأشخاص أنفسهم، فدائماً سيظهر نجوم ويختفي نجوم آخرون، وتتغير أهواء وأمزجة جمهور المتابعين”. وأشار إلى أن “مواقع الإعلام الاجتماعي فضاء مفتوح، يمكن لأي كان أن ينشر فيها ما يريد دون حسيب أو رقيب إلا في حدود ضيقة جداً، لكن التحدي الأساسي هو الجمهور، والتحكم في ميوله وأهوائه، لأن الجمهور هو من يصنع نجوم الإعلام الاجتماعي وليس العكس”. وفتحت مواقع التواصل الاجتماعي أبواب الشهرة للموهوبين بأدوات سهلة وسريعة للوصول إلى الناس، فلم يعد إظهار مواهب الشباب حكرا على الطرق التقليدية، حيث بات بإمكانهم إنشاء قنواتهم الخاصة على يوتيوب وفيسبوك والترويج لها عبر تويتر، وخاصة في منطقة الخليج العربي التي ظهرت فيها شخصيات بارزة تحولت إلى نجوم في وقت قياسي يتابعهم الملايين من الأشخاص ويشاركونهم تفاصيل حياتهم اليومية على إنستغرام وسناب شات. ويؤكد العديد منهم أن المسألة مرتبطة بالشخصية والكاريزما اللتين يتمتعان بهما، كما أن ميزة النجومية في مواقع التواصل الاجتماعي لا قيود عليها ولا ضوابط لانتشارها، فهي تقوم على العفوية وتنوع استخدام الطرق التكنولوجية التي تظهر بها الصور أو مقاطع التقديم والتمثيل وغيرها من المحتويات، وكلها لها خاصية التعديل والتحرير عن طريق برامج مميّزة ومؤثرات صوتية وفيديوهات تسهم في تجميل ما يقدم عبرها، بعيدا عن التقليدية في مجالات الإعلام التقليدي. صحافية سورية

مشاركة :