ذكرت سمية سيف الشامسي رئيسة قسم نادي الأصالة لكبار السن في الشارقة أن لديهم 1800 حالة مسجلة في دار الرعاية المنزلية، منهم 800 بمدينة الشارقة موزعين في الرعاية المكثفة والرعاية المنزلية، ونادي الأصالة. وبينت لـ«البيان» أن عدد الحضور في الشهر يصل إلى 52، بعدما كان لا يفوق 12 في السابق، مؤكدة أن «كبار السن» يحظون بمكانة اجتماعية رفيعة في الشارقة، وتعتبر رعايتهم مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون منوطة بجهة معينة، وهي جزء مهم من البنية الاجتماعية والقيم الثقافية والدينية الأصيلة. وأوضحت الشامسي أن نادي الأصالة يقدم خدماته من خلال البرامج التي تنفذ يومياً وفق خطة شهرية تتضمن برامج متنوعة لمناسبة لفئة كبار السن وغالباً ما تكون في داخل النادي أو في أماكن أخرى حسب نوع البرنامج المطروح، وأيضاً يقدم العلاج الطبيعي للمسنين في العيادة ضمن خطة علاجية خاصة لكل مسن، وفي العيادة المتنقلة للعلاج الطبيعي للمسنين الذين يعانون من صعوبة في الحركة. ولفتت إلى أن الأمهات يتلقين علاجا طبيعيا داخل عيادة نادي الأصالة وأيضاً تقدم خدمة العلاج الطبيعي للكبار السن من خلال العيادة المتنقلة للعلاج الطبيعي للمسنين الذين يعانون من صعوبة في الحركة التي تقدم عبر ممرضة ومساعدة ممرضة وأخصائية علاج طبيعي. وأضافت أن المسنين يتعطشون دوما إلى سماع القرآن الكريم وحفظ الآيات وعليه تم التعاون مع مؤسسة الشارقة للقرآن الكريم والسنة، حيث تأتي معلمة تقوم بتحفيظهم القرآن وبعض الأحاديث وفق جدول يتضمن أيضا برامج لمحاضرات صحية واجتماعية، علاوة على تنظيم رحلات لهم داخلية وخارجية، إذ تم إيفاد عدد منهم لتأدية مناسك العمرة في فبراير المنصرم. برامج خاصة وأشارت الشامسي إلى أنه من الضروري جدا أن يكون للمسنين برامج خاصة تساعد في اندماجهم بالمجتمع، علاوة على الاستفادة من الخبرات التي يمتلكونها وتراكمت بفعل السنين، ما يساعد في الحفاظ على صحتهم العضوية والنفسية. «البيان» أمضت يوماً برفقة كبار السن في إدارة الرعاية المنزلية، إذ لم تخل حكاياتهم من سرد لأيام الطفولة والشباب والعمل، وارتباط غالبيتهم بالبحر والحياة الصعبة التي كان الصبر والتحمل والرضا أبرز عناوينها. أولى محطاتنا كانت مع نورة سيف عبد الرحمن التي تبلغ من العمر 65 عاما، حيث اختصرت حديثها في كلمتين بأن الدنيا ومشاغلها فرقتهم وجاءت دار الرعاية المنزلية لتجمعهم تحت سقف واحد، مؤكدة أنها تأتي مدفوعة بشغف طفل يحمل حقيبته مهرولا إلى المدرسة، مبينة أنه في حال تعذر تأمين مواصلات لها تأتي لوحدها رافضة أن تهدر يوماً خارج حدود المكان في إشارة منها إلى قوة ارتباطها بالموجودين. وعندما سمعت سمية السيد عبد العزيز عن الدار سارعت إلى التسجيل فيها رغبة منها للتغلب على الوحدة، فهي معلمة متقاعدة منذ خمس سنوات، ورغم أنها قد تكون أحدث الموجودات في الدار ألا أنها تكلمت بحماسة شديدة عن الأجواء الأسرية التي يشعر بها كل مسن. ويرى راشد ناصر الزري من مواليد 1940 في المكان بيته الثاني الذي يقضي فيه وقتا مفيدا، مشيدا بمستوى الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية التي تقدم لهم. نبذة أطلقت «خدمة الرعاية المنزلية»، في الشارقة، بناء على توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، عام 2003، لتقديم خدمات علاجية للمسنين، وهي تسعى منذ إنشائها لتطوير برامجها والخدمات التي تقدمها للمنتسبين، وتتضمن خدمات اجتماعية وطبية وتأهيلية، للمرضى النفسيين والعقليين في منازلهم، لدمجهم في المجتمع. وتشمل الرعاية المنزلية مجموعة خدمات تقدم لكبار السن لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع ورفع المستوى المعيشي لهم، والمرضى النفسيين وأصحاب الهمم مجاناً في جميع مدن إمارة الشارقة، وذلك بهدف تمكينهم من الاندماج في المجتمع من خلال تأهيلهم اجتماعياً. رفيقات الفرجان تحت سقف واحد بمجرد دخولك للمكان تشعر باندماجهم وتنطلق الإجابة من تلقاء نفسها عندما تسمع الموظفات ينادين على المسنين هناك ب«أمي وأبي»، فيما المكان بمثابة منزل يجتمع فيه كبار السن يوميا يتسامرون منذ الساعة التاسعة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهراً يشغلون أوقات فراغهم بفعاليات نوعية منها التراثية والاجتماعية والصحية المفيدة للغاية، إضافة إلى استغلال مهارات البعض وتوظيفها جيداً في المكان بعيداً عن عزلة الجدران. من هؤلاء أم عبد اللطيف التي وجدت ضالتها في المكان، قائلة إنها عثرت فيه على رفيقات الطفولة واللعب في الفرجان بعد أن فرقتهن ظروف الحياة والزواج والانتقال للعيش في أماكن بعيدة. حكايات كثيرة ترويها أم عبد اللطيف عنها وعن بنات جيلها، حكايات لا يمكن لنا أن نقول إلا أنها تضعهن على ناصية التضحية والإيثار والعطاء.تقول أم عبد اللطيف الستينية إن نظام الرعاية المنزلية جمعها مع صديقات الطفولة اللواتي ضعن في زحمة الحياة وكان آخر لقاء لها بهن قبل نادي الأصالة «الفرجان القديمة خلال فترة الستينات من القرن الماضي»، مشيرة إلى أنها عاشت في فترة كانت البيوت فيها تصنع من سعف النخيل، وصيفهم كان في الهواء الطلق، مشيرة إلى أن تفاصيل حياتهم قديما لا تزال ماثلة في ذاكرتها، وكأنها شريط فيلم سينمائي، موضحة أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة شعر وتلمس حاجتهم عندما وجه بالاهتمام وإيء كبار السن أهمية بالغة حيث تجمعهم الألفة، افي هذا المكان تحت سقف واحد، مرددة «أنه قدم لهم هدية لا تقدر بثمن». وذكرت أنها تمكنت من استغلال مواهبها في الحياكة وعمل المجسمات التراثية لشغفها بها، حيث تشارك بهذه المجسمات في المناسبات الهامة كأيام الشارقة التراثية والمناسبات الوطنية والاحتفالات التي تقوم بالمدارس وغيرها، لافتة الى أن لديها رخصة اعتماد «الأسر المنتجة» وحولت جزءاً من منزلها لركن تراثي تضع فيه عملات قديمة وتلفونات وراديوهات قديمة.
مشاركة :