القوات السورية تكثف هجماتها على الغوطة وريف إدلب

  • 1/8/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تكثف القوات السورية هجماتها على الغوطة الشرقية قرب دمشق حيث قتل اليوم الإثنين، 20 مدنياً على الأقل جراء قصف جوي ومدفعي، وفي محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، حيث تسعى لطرد الفصائل الإرهابية والمقاتلة من مطار عسكري استراتيجي. وأحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان الإثنين، مقتل عشرين مدنياً على الأقل، أكثر من نصفهم في مدينة دوما، جراء غارات وقصف مدفعي لقوات النظام على بلدات عدة في الغوطة الشرقية. ويتوزع الضحايا الـ12 في مدينة دوما بين سبعة مدنيين ضمنهم سيدة مع أطفالها الثلاثة قتلوا في غارة جوية، بالإضافة إلى خمسة آخرين قتلوا جراء قصف مدفعي استهدف سوقاً للخضار. كما أصيب نحو ثلاثين آخرين بجروح. أما بقية القتلى، فهم عبارة عن أربعة مدنيين جراء قصف مدفعي على مدينة سقبا وثلاثة آخرين بينهم طفل جراء غارة طالت بلدة مديرا، وسيدة قتلت جراء قصف على مدينة حمورية. وشاهد مراسل وكالة «فرانس برس»، داخل مشرحة في مدينة دوما رجال إنقاذ يعملون على لف جثث عدد من الضحايا بينهم أشلاء جثث الأطفال الثلاثة. وفي قاعة مستشفى في دوما أيضاً، قال، إن سيدة كانت تبكي طفلها وتردد اسمه «ضياء»، بعدما علمت وزوجها بمقتله. وروى الطفل أحمد حاتم (11 عاماً)، لـ«فرانس برس» وهو يجلس متألماً على الأرض ورجله مضمدة، لحظة إصابته. وقال، «كنت في السوق مع أبي نبيع النعناع والبقدونس والبصل، وفجأة وجدت الدماء تسيل من رجلي وأصيب أبي في رأسه». وتكثف قوات النظام قصفها للغوطة الشرقية منذ نحو أسبوعين، إثر شن هيئة تحرير الشام «النصرة سابقاً»، وفصائل إسلامية، هجوماً انطلاقاً من مدينة حرستا باتجاه مواقع لقوات النظام في محيطها. وتمكنت بعد يومين من بدء هجومها، من فرض طوق على إدارة المركبات، القاعدة العسكرية الوحيدة لقوات النظام في الغوطة الشرقية.«فك الطوق» وتمكنت قوات النظام ليل الأحد من كسر هذا الطوق. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» الإثنين، أن «وحدات من الجيش أنجزت مهمتها بفك الطوق الذي فرضه إرهابيو تنظيم جبهة النصرة والمجموعات التكفيرية التابعة له على إدارة المركبات». وبدأت وحدات الجيش إثر ذلك «عملية عسكرية جديدة بهدف توسيع رقعة الأمان حول الإدارة وسط قيام سلاح المدفعية باستهداف أوكار وتجمعات الإرهابيين في المنطقة المحيطة»، بحسب «سانا». وأورد المرصد من جهته، أن قوات النظام «فتحت ثغرة توصلها بإدارة المركبات»، المحاذية لمدينة حرستا، لافتا إلى مواجهات مستمرة قرب هذه القاعدة. ومنذ بدء حصار القاعدة نهاية الشهر الماضي، أوقعت المعارك بين الطرفين 72 قتيلاً من قوات النظام والمقاتلين الموالين لها مقابل 87 من مقاتلي الفصائل الإسلامية والمعارضة. وتحاصر قوات النظام الغوطة الشرقية بشكل محكم منذ العام 2013، ما تسبّب بنقص فادح في المواد الغذائية والأدوية في المنطقة التي يقطنها نحو 400 ألف شخص. ويأتي التصعيد في الغوطة الشرقية رغم كونها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في مايو/ أيار في أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريانه في الغوطة في يوليو/ تموز.قتلى في إدلب على جبهة أخرى في سوريا، تواصل قوات النظام مع حليفتها روسيا الإثنين، شن ضربات جوية على قرى وبلدات عدة في ريف إدلب الجنوبي (شمال غرب)، غداة مقتل 21  مدنياً على الأقل بينهم ثمانية أطفال جراء غارات مماثلة الأحد، وفق المرصد. وتشن قوات النظام منذ 25 ديسمبر/ كانون الأول، هجوماً للسيطرة على الريف الجنوبي الشرقي لإدلب، المحافظة الوحيدة الخارجة عن سلطة دمشق وتسيطر عليها بشكل رئيسي هيئة تحرير الشام. وتسعى قوات النظام من خلال هجومها بحسب مدير المرصد رامي عبد الرحمن، إلى «تأمين» طريق حيوي يربط حلب، ثاني كبرى مدن سوريا بدمشق، بالإضافة إلى السيطرة على مطار أبو الضهور العسكري الذي باتت على بعد 11 كيلومتراً منه. وفي حال تمكنت من طرد الفصائل من المطار، فسيكون القاعدة العسكرية الأولى التي تتمكن قوات النظام من استعادة السيطرة عليها في محافظة إدلب، الحدودية مع تركيا. في مدينة إدلب، مركز المحافظة، ارتفعت الإثنين حصيلة قتلى تفجير استهدف ليل الأحد مقراً لفصيل إرهابي في حي سكني، إلى 43 شخصاً بينهم 28 مدنياً على الأقل. واستهدف التفجير مقراً لفصيل أجناد القوقاز الإرهابي الذي يضم مئات المقاتلين الأجانب المتحدرين من وسط آسيا ويقاتلون إلى جانب هيئة تحرير الشام. ولم يتمكن المرصد من تحديد ما إذا كان التفجير ناتجاً عن سيارة مفخخة أو نتيجة استهداف بطائرة من دون طيار لقوات التحالف الدولي أو روسيا. وتحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن سيارة مفخخة أدت إلى دمار المقر بالكامل وتضرر الأبنية السكنية في محيطه. ويزيد وجود هؤلاء المقاتلين الأجانب من تعقيد الحرب السورية التي تشارف على إتمام عامها السابع، وتسببت منذ اندلاعها في مارس/ آذار 2011، بمقتل أكثر من 340 ألف شخص ودمار كبير في البنى التحتية ونزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. وتمكنت دمشق منذ بدء روسيا تدخلها العسكري في سوريا في سبتمبر/ أيلول 2015، من استعادة زمام المبادرة ميدانياً بعد حسم قواتها المعارك على جبهات عدة ضد الفصائل المعارضة والإرهابيين في آن معاً. وباتت تسيطر حالياً على أكثر من نصف مساحة البلاد.

مشاركة :