كلام تعلمناه ونردده دائما، ولكن قلّ من يعمل به ويطبقه، وأصبحت الأمانة النادر الذي لا حكم له، وبالتالي يثبت القاعدة، وهذا ما أوضحته بجلاء وزارة التجارة التي قالت إنّها ضبطت مليون سلعة مغشوشة ومقلدة عبر حملاتها التفتيشية، وبلغ عدد المنشآت التي تبيع هذه السلع حوالي ربع مليون منشأة، ومن ضمن حالات الغشّ ما يمسّ العقيدة ويسيء إليها، وهذه الإحصائية وإن كانت قديمة تدلّ دلالة قاطعة على أنّنا إزاء قضية أخلاقية ودينية، ومن يرتكب جرمها ليس له ذمّة، لا سيما وأنّ هناك غشّا في مواد غذائية بلغ عددها ر مليون وحدة، وغدا الإنسان لا يأمن حتى على غذائه، وبالطبع نشكر الوزارة على ما بذلته من جهد ولكنّ ما خفي ولم يكتشف أعظم، ولهذا فإنّ وزارة التجارة وحدها لا تستطيع القضاء على الغشّ، وللجمارك دور كبير تلعبه في هذا الصدد، ولكن على الجهات الأخرى الحكومية أن تسهم في ذلك، ونحن خطونا خطوة حاسمة حين عقدنا اتفاقية مع الحكومة الصينية لمقاومة الغش، والصين هي أكبر مصدر للبضائع المغشوشة والمقلدة، ويجب أن نمضي على هذا المنوال، ونعقد اتفاقيات مع الدول التي يشتبه في أن تكون مصدرا لها، وفي نفس الوقت يجب أن نشدد الحملة على التستر لأنّ له ضلعا في هذا الذي يحدث.
مشاركة :