تشهد العلاقات القطرية العُمانية تطورا ملحوظا على كافة الأصعدة خاصة الاقتصادية منها خلال الأشهر الماضية منذ الحصار الجائر الذي فرضته دول خليجية على الدوحة في الخامس من يونيو 2017. ويسود الهدوء العلاقات السياسية والاقتصادية بين السلطنة والدوحة على مدى سنوات لتوافق المواقف من جانب وسياسات مسقط المنفتحة على العالم من جهة أخرى، حيث قامت عُمان برعاية مفاوضات الاتفاق النووي بين دول الخمسة زائد واحد مع إيران، بالإضافة إلى عدم مشاركتها في الحرب على اليمن كما تتميز كذلك ببيئة متباينة ثقافيًا ودينيًا. وكان للسلطنة والشركات العمانية موقف مشرف خلال أزمة الحصار المفاجئ الذي تزامن مع شهر رمضان حيث تم توريد المنتجات الغذائية وغير الغذائية إلى الدوحة في أسرع وقت ممكن حينها، كما افتتح خطان ملاحيان تجاريان بين البلدين (بين ميناء حمد وميناء صحار العماني) وقامت العديد من الشركات القطرية بإجراء اتصالاتها مع نظيرتها العثمانية من أجل استيراد البضائع منها.خدمات شحن مباشرة بين ميناء حمد وميناء صحار أعلنت الشركة القطرية لإدارة الموانئ "مواني قطر" في يونيو من العام الماضي عن تدشين خط مباشر يربط "ميناء حمد" بـ"ميناء صحار" بسلطنة عمان الشقيقة ضمن خدمة "دي أم جي" التابعة لشركة الملاحة القطرية "ملاحة". وأوضحت مواني قطر خلال مؤتمر صحفي نظمته أنه في ضوء التطورات التي شهدتها المنطقة والحصار الجائر تم العمل بالتنسيق مع الشركاء على ضمان استمرارية العمليات التجارية والشحن داخل وخارج دولة قطر وذلك في إطار جهود وزارة المواصلات والاتصالات لبناء شراكات جديدة من شأنها تلبية الاحتياجات المتزايدة للسوق المحلية ودعم مكانة ميناء حمد كبوابة رئيسية للتجارة مع العالم. ويعد "ميناء صحار" واحدا من أكثر الموانئ نموا في العالم حيث يقع في وسط طرق التجارة العالمية بين أوروبا وآسيا.اتفاقيات وصفقات متعددة مع شركات عمانية قام وفد كبير من رجال الأعمال القطريين، يضم نحو 140 رجل أعمال، في يونيو الماضي بزيارة إلى سلطنة عمان، استهدفت تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين الشقيقين، وزيادة التبادل التجاري، إضافة إلى بحث الفرص الاستثمارية المتاحة في كل من قطر وسلطنة عمان، وإمكانية إقامة تحالفات بين رجال الأعمال القطريين والعمانيين، ومشروعات مشتركة، سواء في دولة قطر أو سلطنة عمان. وأعلنت غرفة قطر عن اتفاقيات وصفقات متعددة مع شركات عمانية من أجل توريد السلع والمنتجات العمانية إلى السوق القطري خاصة في مجال المواد الغذائية والكماليات. وقال السيد محمد بن أحمد بن طوار الكواري نائب رئيس غرفة قطر إنه نتيجة لتلك الزيارة فقد بدأت الشركات العمانية الكبرى تتوافد إلى الدوحة بهدف الاستثمار في قطر، لافتا إلى أن هذه الشركات لديها خبرات وتكنولوجيا وتريد التوسع في قطر والمساهمة في مشاريع الأمن الغذائي والبتروكيماويات والدخول مع شركاء قطريين للمساهمة في تنويع مصادر الدخل . وأشار إلى أن الاتفاقية التي تم توقيعها في مسقط بين غرفتي قطر وعمان، مهدت الطريق لتعزيز الشراكات، موضحا أن زيارة الوفد التجاري القطري للسلطنة ساهمت كثيرا في تعرف رجال الأعمال القطريين على نظرائهم العمانيين وأصبح هنالك علاقات جيدة وزيارات متواصلة.خطوط ملاحية جديدةوافقت الهيئة العامة للطيران المدني العُمانية (حكومية) على تسيير الخطوط الجوية القطرية ثلاث رحلات أسبوعياً، بين مطاري الدوحة وصُحار (شمالي سلطنة عمان). واستقبل مطار صُحار في 9 أغسطس الماضي أول رحلة مباشرة للخطوط الجوية القطرية من الدوحة إلى صُحار، ثالث وجهات الناقلة الحائزة على عدة جوائز في سلطنة عُمان. وقال سعادة السيد أكبر الباكر، الرئيس التنفيذي لمجموعة الخطوط الجوية القطرية: «يُسعدنا إضافة صحار إلى شبكة وجهاتنا العالمية، لقد أطلقنا رحلاتنا إلى عُمان قبل حوالي 17 عاماً، ومنذ ذلك الحين قمنا بزيادة عدد الرحلات إليها سنوياً بهدف تلبية الإقبال المتزايد على السفر إلى سلطنة عُمان الشهيرة بثقافتها وتقاليدها وحسن ضيافتها. وارتفعت رحلات القطرية إلى 14 رحلة أسبوعيا إلى مطار صحار، اعتباراً من ديسمبر الماضي، وذلك ضمن جدول التشغيل الشتوي. وفي ذات السياق أضافت «طيران السلام» العُمانية، التي تتخذ من مطار مسقط مركزاً لعملياتها، الدوحة إلى قائمة رحلاتها التي بدأت في 22 نوفمبر 2017.شراكة قطرية-عُمانية لتصنيع الحافلات أعلنت شركة مواصلات كروة نهاية نوفمبر، وضع حجر الأساس لمصنع "شركة كروة موتورز" بالمنطقة الاقتصادية بالدقم بسلطنة عمان. وذكرت شركة مواصلات كروة في بيان أن مشروع "شركة كروة موتورز" جاء بشراكة استراتيجية بين "شركة مواصلات كروة" وهي شركة النقل الوطنية في دولة قطر حيث تمتلك ما نسبته (70% من حصص الشركة) والصندوق العماني للاستثمار، وهو صندوق سيادي بالسلطنة يمتلك ما نسبته (30% من حصص الشركة الجديدة). وسيستثمر الطرفان حوالي 90 مليون دولار أمريكي في المرحلة الأولى من المشروع الذي يتميز بقدراته الكامنة في أن يصبح محورا نشطا لصناعة الحافلات بمنطقة الدقم على المدى الطويل. وأضاف البيان أن وضع حجر الأساس يعتبر بمثابة معلم رئيسي في مسيرة تنفيذ مبادرة تاريخية لبناء أول مصنع لتصنيع وتجميع الباصات والحافلات بالسلطنة كاستثمار استراتيجي من قبل حكومتي السلطنة وقطر معا.مجمع عالمي "قطري-عُماني" للأدوية شهدت الدوحة، مساء الأحد 2018/1/7، التوقيع على اتفاقية حق الانتفاع بين المنطقة الحرة بصلالة وشركة فليكس للصناعات الدوائية؛ لإقامة مجمع عالمي للصناعات الدوائية باستثمار يبلغ 365 مليون دولار، وسيُنتج المصنع أكثر من 100 صنف دوائي مركب. وقّع الاتفاقية من جانب المنطقة الحرة بصلالة علي بن محمد تبوك نائب الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بالمنطقة، فيما وقّعها عن شركة فيلكس للصناعات الدوائية المهندس جاسم عبدالله المسند رئيس مجلس إدارة الشركة. ويأتي المجمع بشراكة استراتيجية بين شركة أبيلا الدولية والمجموعة العربية للاستثمار بالمنطقة الحرة بصلالة. وقال المسند إنه سيتم تنفيذ المشروع على ثلاث مراحل تبدأ في عام 2018 وتنتهي في عام 2021؛ حيث ستتم تغطية أكثر من 20 سوقاً عالمياً، إذ سيشمل المشروع مركزاً للأبحاث والتطوير ومختبرات عالمية عالية الجودة ستستوعب أكثر من 300 شاب وشابة من المواطنين بالسلطنة. وأضاف أن التقنيات والمعارف المستخدمة في الإنتاج تمت بشراكة استراتيجية مع شركات عالمية تم توقيع اتفاقيات معها، وتنتقل الشركة حالياً إلى مرحلة إطلاق المشروع والبدء في إنشاء المصنع خلال الأشهر المقبلة. وحول مكونات المشروع، أوضح الدكتور وسيم حمد الرئيس التنفيذي لشركة فليكس للصناعات الدوائية بالمنطقة الحرة بصلالة، أن الشركة ستبدأ بإنشاء خط إنتاج أدوية ولقاحات تخصصية وأمصال طبية لإنتاج أكثر من 100 صنف دوائي تشمل -على سبيل المثال لا الحصر- المستحضرات الدوائية على شكل المضغوطات والكبسولات، وقسم مختص لتغليف المضادات الحيوية، وكذلك ستنتج الشركة الكريمات والشرابات الدوائية والحبوب العلاجية. وقال إنه يتوقع خلال الثلاث سنوات المقبلة من خلال اتفاقيات الشراكات التي تم توقيعها مع شركات عالمية متخصصة أن ننتج أدوية تخصصية ولقاحات وأمصال طبية تجعل السلطنة من الدول التي تنافس عالمياً في قطاع الصناعات الدوائية.;
مشاركة :