أكد مرصد الأزهر للغات الأجنبية، أن دولة نيجيريا شهدت سلسلة من الهجمات العنيفة التي استهدفت أبرياء ذهبوا للصلاة فما بين مصلّين في مسجد وقائمين في كنيسة لم يفرّق إرهاب بوكو حرام ووحشيتها بين مسلم ومسيحي ولا بين مدني وعسكري ولا بين كبير وصغير.ورصدت وحدة رصد اللغات الإفريقية التابعة لمرصد الأزهر، الهجوم الانتحاري الوحشي الذي نفّذه أحد عناصر بوكو حرام في أحد مساجد مدينة جامبورو بولاية برنو شمال شرق نيجيريا، مما أسفر عن سقوط عشرات الضّحايا ممن خرجوا لأداء الصلاة غير متوقعين أن يندسّ ذلك الإرهابي بينهم ويفجّر نفسه دونما تفكير ولا إنسانية. من جهته، قال شيخ مادا وهو قيادي آخر في الميليشيا المحلية إن إرهابيي بوكو حرام قتلوا في الغابة نفسها في نهاية ديسمبر الماضي عشرة حطابين من نفس المدينة، وأضاف «هذه المرة نعتقد أن بوكو حرام اختطفت الحطّابين لتجنيدهم في صفوفها وذلك بالنظر إلى أعمارهم الشابة، خاصةً مع انعدام أي أثر لهم أو لجثثهم». وتتزامن هذه الجرائم الوحشية لجماعة بوكو حرام مع ظهور إعلامي جديد لزعيمها أبو بكر شيكاو الذي أطلّ علينا من خلال مقطع مصوّر بلغت مدته إحدى وثلاثين دقيقة؛ حيث ظهر شيكاو معلنًا مسؤولية جماعته عن سلسلة الهجمات الإرهابية التي وقعت بشمال شرق نيجيريا خلال موسم أعياد الميلاد. كما أعلن شيكاو تبنيه مسئولية الاعتداءات في مايدوجوري وجامبورو ودامباو في شمال شرق نيجيريا، وأكد: «نفذنا كل هذه الهجمات»، فيما أظهر الفيديو لقطات لاعتداء في ليلة الميلاد. ويرى مرصد الأزهر أنّ تنامي جرائم بوكو حرام يدلّ دلالة قاطعة على أنّ داعمي الإرهاب وتجّار الدّماء لجأوا لدعم هذه الجماعة بعدما خاب أملهم في أن يستمر تنظيم داعش تهديدًا للعالم، فانهزم شر هزيمة، مما أصاب مخططاتهم بالإحباط، وأنّ ظهور شيكاو في هذا التوقيت يمثّل دفعةً معنوية لمقاتلي الجماعة والمنضمّين إليها حديثًا من العائدين من معسكرات داعش في سوريا والعراق بأنّ زعيم هذه الجماعة قادر على الظهور والتحدّي السّافر لأجهزة الأمن النيجيري وقوات تحالف غرب إفريقيا لمكافحة بوكو حرام. كما يؤكّد المرصد على أنّ تنوّع أساليب الهجمات بين دور العبادة (الإسلامية والمسيحية) تارةً ونقاط ارتكاز الجيش والشرطة والأهداف المدنية والمنشآت الحيوية كالأسواق وغيرها تارةً أخرى يثبت أنّ هذه الجماعة ومن على شاكلتها إنّما هي جماعات هدفها نشر الفوضى وتكدير سلام العالم، فلا هي تقاتل على عقيدة ولا تدعو إلى فكر وإنّما عقيدتها التخريب وفكرها الإرهاب والترويع، مما يجعلها أبعد ما تكون عن الأديان والإنسانية جمعاء.
مشاركة :