وين أذنك؟!

  • 1/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشعر..مجرد شعور..وقد أكون مخطئاً..أن غالبية وزاراتنا متأخرة جداً في مواكبة طموح القيادة وخططها الرامية إلى(تجويد)حياة الفرد والمجتمع السعودي..وأنها ما زالت(تحوس وتدوس)وتراوح مكانها..أو أنها تعمل بطريقة(إلى الوراء دُرْ)بدلاً من(إلى الأمام سِرْ)..أو أنها تضع خططاً معقدة وملتوية وغامضة وتسلك دروباً وعرة لتحقيق أهدافها..أو أنها أضاعت البوصلة تماماً مثلما يضيع طفل الخامسة أذنه القريبة فيؤشر على أذنه اليسرى بيده اليمنى عندما تسأله أين أذنك؟!.بعض تلك الوزارات كأنها تعمل ضد طموحات الوطن والمواطنين تماماً..إن جهلت ذلك فهي مصيبة وإن علمته فالمصيبة أعظم..ولا أدري كيف سنحقق رؤوية 2030 مع بعض العقول المتكلسة..وبعض الضمائر المنتكسة..وبعض النفوس الموسوسة..وبعض الألسن المدلسة.أقول هذا وأنا أعلم أن المخلصين والطموحين والمجتهدين في جميع الوزارات كُثُر..والغيورين الوطنيين أكثر..ولكنهم كجزر منعزلة داخل محيط محبط من(المعطِّلين)والمنتفعين من الأوضاع القائمة والسابرين للأنظمة الذين احترفوا النفاذ من خلالها لمصالحهم المادية البحتة..والوصوليين مرتزقة المكاتب وألسنة الزور..ومفذلكي الحقائق..وحراس الأزمنة الغابرة.الشارع المتسخ المحطم المحفور المزدحم الخالي من الروح والأشجار والمواقف والأرصفة الجميلة التي تراعي الإنسان يحكم على من أهمله..والبضائع المقلدة والفاسدة والمضرة تحكم على من أدخلها أو غض طرفه عنها..والأحياء المكتظة بجميع أنواع المخالفين والمخالفات تحكم على من تركها هكذا..والمطاعم والبوفيهات التي جعلتنا نأكل الجرباء والميتة والمريضة والهزيلة تحكم على من يزورها بصفته الرسمية ثم يخرج وكأنه لم يرَ شيئاً.المريض..الذي يئن ليله ثم لا يجد سريراً..فإن وجد لا يجد طبيباً..فإن وجد لا يجد دواءً..فإن وجد وجده بعشرة أضعاف ثمنه في أسواق العالم..يحكم على من أهمل صحته..وامتهن إنسانيته..واستغل حاجته.العاطل..الذي يرى المقيمين يسرحون ويمرحون في بلاده ويستمتعون بالوظائف والرواتب والمميزات ويركبون أفخم السيارات..ليس لأنهم أكفأ منه أو أقدر..بل لأن صاحب العمل الحقيقي مقيم والمسؤول عن التوظيف مقيم والمحاسب مقيم والآمر الناهي هو المقيم..هذا المواطن العاطل الذي يعاني العوز والحاجة يعرف تماماً من المسؤول عن عطالته وبطالته..ويعرف جميع المحتالين الذين لا يريدون توظيفه..ويعرف جميع المزورين والمتسترين الذين حرموه من خيرات بلاده..ويعرف جميع من يخطط لجعل الطبيب السعودي والمهندس السعودي وخريج الجامعة السعودي يقبل العمل في وظائف العمالة بينما الوظائف العليا يشغلها المقيم.المستأجر..الذي ينتظر عمره كله ليحصل على قطعة أرض لكي يبني فيها منزل العمر ليورثه لأحفاده وليس لأبنائه..يعرف المحتكرين..ويعرف من يسعى لمصالح المحتكرين..ويعرف من ألقى به لقمة سائغة في أيدي العقاريين الذين يبنون له شقق الصفيح وفلل الكراتين..ويعرف تماماً من ألقى به في أتون البنوك ليقضي بقية عمره مديوناً عائشاً على الكفاف يذهب راتبه لسلعة مغشوشة تباع بأضعاف ثمنها وتسمى منزلاً..بينما الأرض موجودة(والفلوس)موجودة..والحلول(من غير الفلوس)موجودة..والشركات العالمية التي تبني أفضل المنازل بأقل التكاليف موجودة..لكن خطط إحباط المواطنين ورمي أحلامهم عرض الحائط موجودة أيضاً.تجويد الحياة والرفاه لا يعني(الغنى)ووجود المقابل المالي لشراء الخدمات والتمتع بالمميزات..أو وجود من يقوم بكل الأعمال نيابة عنك..بل يعني خلق بيئة صحية عادلة وديناميكية قابلة للتغيير والتطوير تهتم بالوعي وتشجع الأفكار والمبادرات والتنافس وتزيح العقبات البيروقراطية وتعمق الانتماء..وتساعد على تحقيق الذات من خلال خلق فرص التعليم والتدريب والتوظيف..وتعلي من قيمة الإنسان وتهيئ المجتمع برمته ليكون في خدمة الفرد..ليصبح الفرد في خدمة المجتمع.إن تجويد الحياة يعني ببساطة تقديم(أفضل)الخدمات(بأقل)التكاليف..الخدمات الصحية والبلدية والتعليمية والأمنية والعدلية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والترفيهية وخدمات الماء والكهرباء والاتصالات والطرق والطيران..وكل شيء يحتاج إليه الإنسان.وهنا أسأل جميع الوزراء والوزارات والهيئات والشركات الحكومية وشبه الحكومية وشركات القطاع الخاص دون استثناء:أين تقفون من هذه المعادلة..وكم نسبة نجاحكم من مائة؟!عني أنا..أقيِّم أفضل خدمة تقدمها جهةٌ ما لدينا بدرجة عشرين في المائة فقط.الرأيصالح جريبيع الزهرانيكتاب أنحاء

مشاركة :