في هذا الموسم هطلت علينا الامطار ولله الحمد في شهر أكتوبر الماضي، وكانت امطار غزيرة، حدثت معها مشكلات كثيرة، غرقت مناطق وبيوت، اصدرت الحكومة الموقرة توجيهات للجهات المختصة بضرورة معالجة تجمعات مياه الامطار. منذ ذلك الوقت وحتى اليوم انقضى ما يقارب الستة اشهر، وهي فترة كافية جدا لمعالجة اماكن تجمع مياه الامطار، وكان قادة البلاد قد وجهوا لضرورة معالجة اماكن تجمع مياه الامطار في المدن والقرى حتى لا تتكرر الامور، ووجهوا وزارة البلديات من اجل حصر الاماكن ومعالجتها سريعا. مع عميق الاسف يبدو ان الامر لم يحل بعد، ومع كل امطار تهبط نحتاج توجيهات جديدة، وهذا امر مؤسف في دولة صغيرة الحجم تكاد تعرف فيها اماكن تجمعات الامطار بدقة وعناية ويمكن معالجتها حتى لا تتكرر. اكثر ما يؤلم هو ان تفيض مياه الامطار في الطرقات والمجاري اجلكم الله وتدخل على البيوت، وهذا امر مؤسف للغاية، فلا يستطيع المواطن البسيط ان يتكبد كل هذه الخسائر (بسبب سوء تصميم المدن والقرى) مع كل زخة مطر، وفي كل عام، بينما يخسر المواطن الاجهزة الكهربائية والاثاث، ويخسر ايضا توصيلات الكهرباء، كلها امور مؤسفة للغاية. صاحب السمو المليك الامير خليفة بن سلمان حفظه الله ورعاه وجه خلال امطار السبت الماضي إلى معالجة اماكن تجمع مياه الامطار، وحصر الاضرار وحلها بشكل فوري. سموه دائما ما يفزع للناس، ويوجه إلى ان لا يتعرض المواطنون إلى خسائر في بيوتهم، وهذه التوجيهات تصدر من سموه لكن يبدو ان خطوات التنفيذ لا تأخذ طريقها بشكل صحيح، والا لكان حلت المشكلة منذ ان هطلت علينا الامطار قبل ستة اشهر من الآن. توجيه سمو رئيس الوزراء بتعويض صاحب منزل تضرر في عالي امر طيب للغاية والتفاتة جميلة من سموه، بينما توجد بيوت اخرى تضررت وربما لم تخرج للإعلام، أو وسائل التواصل الاجتماعي وتحتاج إلى تعويض. من أهم الاولويات امام وزارة البلديات هو حصر اماكن تجمع مياه الامطار (مع انكم في كل عام تحصرونها، وتعدونها، وتعرفونها، وتصورون عندها) ولكن ايضا نقول لكم احصروها مجددا، ومن ثم عالجوا أهم الاولويات وهي الاماكن التي تتجمع فيها مياه الامطار وتدخل على البيوت، هذه أهم مشكلة الآن. كما ان على ما يبدو ان هناك مشكلة تحدث لشبكة المجاري اجلكم الله, فتفيض الشبكة وتدخل المياه من خلال الشبكة إلى بيوت المواطنين وهي مأساة كبيرة جدا. نحن في محيط تشح فيه المياه العذبة، وينبغي ان نستفيد من هذه الكميات من الامطار، بحقن الآبار الارتوازية، أو عمل خزانات لتغذية المياه الجوفية، لكننا في كثير من الاحيان نلقي بهذه المياه في البحر، ومن ثم نأخذ مياه البحر من اجل ان نحليها..!! على ما قال القايل: «وين اذنك يا حبشي..»!!
مشاركة :