«وساطة» تركية لإنهاء الأزمة بين بغداد وأربيل

  • 1/11/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أعلن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو أنه سيزور بغداد الشهر الجاري، بعدما تلقت حكومة بلاده «طلب وساطة» لإنهاء الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل، فيما أكدت واشنطن أن الخلافات الكردية- الكردية تعرقل الجهود الرامية إلى دفع الحكومتين إلى الجلوس على طاولة الحوار. ويتهم الأكراد حكومة بغداد بفرض «شروط تعجيزية» لإطلاق المفاوضات الرامية إلى حلّ الملفات الخلافية والأزمة التي خلفتها خطوة أربيل الانفصالية (استفتاء الانفصال) في 25 أيلول (سبتمبر) الماضي. ونقلت وكالة «الأناضول» عن وزير الخارجية التركي قوله، إن «أنقرة تلقت طلباً للوساطة بين حكومتي أربيل وبغداد لحل الأزمة، وعليه فإننا سنزور بغداد في 21 من الشهر الجاري للقاء رئيس الوزراء حيدر العبادي، وسنبحث أيضاً في قضايا ثنائية». وأكد أننا «نؤيد إخضاع المعابر الحدودية في شمال العراق إلى السلطة الاتحادية في بغداد»، مشيراً إلى أن «على أربيل الالتزام بالدستور من دون أن تكون طرفاً في تغيير الحدود». وأشاد بمواقفها الإيجابية إزاء قرارات المحكمة الاتحادية في العراق (إبطال نتائج الاستفتاء على الانفصال). ولفت إلى أن «أربيل لا تعد مشكلة بالنسبة إلينا، بل أن المشكلة الأساسية تكمن في التنظيم الإرهابي لحزب العمال الكردستاني. وأضاف: «لا يخفى أننا كنا ضد خطوة الأكراد في الانفصال عن العراق، لكننا لسنا مع أن يدفع الشعب الكردي ضريبة ذلك الخطأ، فحقوقه محفوظة بموجب الدستور العراقي، واستقرار هذا البلد بالغ الأهمية لتركيا». من جهة أخرى، أفاد السفير الأميركي لدى العراق دوغلاس سيليمان، خلال لقاء مع عدد من وسائل الإعلام المحلية، بأن «الانقسامات بين الأحزاب الكردية تصعب جهود انطلاق المفاوضات بين أربيل وبغداد»، موضحاً أننا «نرى أهمية وجود إقليم كردستان ضمن عراق موحد». وأشار سيليمان إلى أنه «سيكون لنا لقاءات خلال الفترة المقبلة مع السياسيين لتشجيع الطرفين على الحوار». وقال: «نحن نشجع بغداد على دفع رواتب موظفي الإقليم وحل الخلاف على إدارة المنافذ الحدودية والتنسيق الأمني، ونعتقد بأن الحكومتين لديهما الرغبة بحل المشكلات في محافظة كركوك، وهناك خطوات فعلية بهذا الشأن». إلى ذلك، رأى مسرور بارزاني (نجل رئيس الاقليم السابق مسعود بارزاني) ومستشار «مجلس أمن كردستان» في مقابلة تلفزيونية، أن «بغداد ترفض الحوار مع الإقليم»، معتبراً أن «الاستقلال هو أفضل حلّ للحفاظ على كيان الإقليم ومكتسباته، لكن لتحقيق ذلك، علينا التأني والصبر». ووصف حوادث سيطرة القوات الاتحادية على محافظة كركوك والمناطق المتنازع عليها، بأنها «أكبر خيانة وقعت في تاريخ الاكراد». وقال: نحن نعتبر تلك المناطق محتلة، وكنا نعلم أن الخونة (قادة في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) كانوا على اتصال مع الحكومة الاتحادية، لكن لم نتوقع أن يسلموها بهذا الشكل. وأكد فرياد راوندوزي القيادي في حزب «الاتحاد الوطني» ووزير الثقافة في حكومة العبادي، «عدم وجود مؤشرات لانطلاق المفاوضات»، مشيراً إلى أن «بغداد تصر على تسليم أربيل المنافذ الحدودية والمطارات، فيما يرفض الأكراد هذا الشرط باعتباره خطوة لتقويض سلطات الإقليم». وقال: «أعتقد أن بغداد لن تدفع رواتب موظفي الإقليم ما لم يحصل تفاهم عبر المفاوضات المباشرة». وحذر وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت من «ضغوط اقتصادية تمارس من داخل العراق وخارجه، ضد إقليم كردستان في محاولة لإضعافه». وقال في كلمة أمام برلمان بلاده: «لدينا تاريخ طويل من التعاون مع الأكراد، فهم حاربوا تنظيم داعش ومن الخطأ أن ندير ظهرنا لهم، إلا أننا ندعم عراقاً اتحادياً قوياً تُحترم فيه حقوق الجميع». وأضاف: «سبق أن نوهت حكومتنا مسبقاً بأن الخطوة الانفصالية لن تكون في صالح استقرار المنطقة، ويجب أن تتم بحوار ثنائي بين أربيل وبغداد». ودعا حكومتي بغداد وكردستان إلى «فتح صفحة جديدة والاتفاق على حل الخلافات العالقة».

مشاركة :