كتاب الأمان لياسر عبدالحافظ، يعتبر رواية استثنائية نظرا إلى الجرأة والمتعة اللتين تتسم بهما في فعل الكتابة بحد ذاته. العرب [نُشر في 2018/01/12، العدد: 10867، ص(15)]روبن موجير شاب يترجم من اللغة العربية سنشعر بقوة موهبته الكاملة في السنوات القادمة لندن - فاز المترجم البريطاني روبن موجير بـ”جائزة سيف غباش بانيبال لترجمة الأدب العربي” للعام 2017 عن ترجمته لرواية “كتاب الأمان” للكاتب المصري ياسر عبدالحافظ، التي صدرت بالعربية عام 2013 عن دار التنوير في القاهرة وبيروت، وصدرت ترجمتها الإنكليزية عن منشورات الجامعة الأميركية عام 2016 تحت عنوان The Book of Safity. وجاء في تقرير لجنة التحكيم “إن الترجمة الجذابة التي قام بها روبن موجير لرواية ‘كتاب الأمان’ للكاتب والصحافي المصري ياسر عبدالحافظ، تلتقط بطريقة جميلة المزاج والخطوات والإيقاعات والفروق الدقيقة للنص الأصلي باللغة العربية، وتجذبنا، بقوة لكن بمحبّة، إلى العالم المليء بالتناقضات والمؤامرات والعنف”. ويدفعنا موجير، كما أكدت اللجنة، إلى الاعتقاد بأن هذا هو عالمنا، العالم الذي نعيش فيه، وإلى أن نوجه اهتمامنا إلى الشخصيات الواردة فيه وإلى إشكالاتها، وإلى أن ننتبه إلى كلّ الهمسات التي تبوح بأسرارها، ولا نستطيع الانتظار حتى نعرف مصيرها. وروبن موجير هو صوت جديد نسبيا في ميدان الترجمة الأدبية من اللغة العربية، ولا بد أننا سنشعر بقوة موهبته الكاملة في السنوات القادمة. وسيكون لترجمته تأثير كبير على الطريقة التي يتم فيها تلقي الأدب العربي المترجم إلى اللغة الإنكليزية. واعتبرت لجنة التحكيم “كتاب الأمان” لياسر عبدالحافظ، “رواية استثنائية نظرا إلى الجرأة والمتعة اللتين تتسم بهما في فعل الكتابة بحد ذاته. فهي كتابة تصويرية دقيقة من الطراز الرفيع، وشخصيات الرواية الرئيسية تتحرّك بشكل مقنع في أرجاء قاهرة يسودها الكثير من مشاعر الريبة وعدم الثقة، لكنها مفعمة أيضا بمعين لا ينضب من الطاقة والفضول، وتفيض في الوقت نفسه بالمرح والحزن والحكمة”، وخلصت لجنة التحكيم إلى أنها “وجدت، من خلال الطاقة الآسرة لترجمة روبن موجير ومرونتها، كاتبا ذا موهبة أصلية حقيقية”. أبدى أعضاء لجنة التحكيم لجائزة سيف غباش بانيبال للترجمة للعام 2017 إعجابهم الشديد بالمواضيع التي تناولتها الروايات المقدمة وبمدى اتساع انتشارها الجغرافي الذي شمل بقاعا عديدة من العالم العربي. ولفتت اللجنة إلى أن جميع الأعمال المرشحة تتناول قضايا الصدمات النفسية والانقسامات الحالية. وجرت معالجة مواضيع العنف والاضطرابات المدنية وتقييد حريات النساء والمثليين جنسيا والفروق الطبقية والشتات والمنفى والتنافر داخل الأسر والنزوح داخل المجتمعات المحلية في جميع الأعمال بشكل متوازن.ترجمة تجذبنا بقوة وبمحبّة إلى العالم المليء بالتناقضات والمؤامرات والعنف واتسمت جميع الروايات المقدمة، بحسب اللجنة، بقدر كبير من المرح والحسّاسية الرومانسية، والأهم من كل ذلك، بقدر كبير من الإنسانية. وفي غالب الأحيان، شعر أعضاء لجنة التحكيم، ضمنيا وبشكل محدد، بأن الرواية العربية المعاصرة تشكل جزءا من تقليد قديم، في أفضل الأعمال المقدمة ولا سيّما الرواية الفائزة. وأضاف تقرير لجنة التحكيم أنه في عملية الاختيار والترجمة يبرز جيل صاعد من المترجمين الموهوبين المنشغلين باهتمام كبير بالقضايا الأدبية والثقافية والسياسية الراهنة في العالم العربي، وبالشتات. وقد نقلوا شغفهم بالصخب والاضطراب في التجربة العربية، بالكامل وبشاعرية، إلى باقي العالم، وأبرزوا في الوقت نفسه الأصوات العربية الأصلية الجديدة والأحاسيس السياسية والأدبية الثورية الدقيقة. وتشبه حرفتهم في الترجمة إلى حد كبير حرفتهم في كتابة الأعمال الأصلية. ويعير أفضل المترجمين اهتماما موازيا لخلق شخصيات روائية شفافة، ورسم خطّ حبكة واضح، والتعبير عن عمق المشاعر بشاعريّة اللغة. وتعبّر أفضل الترجمات، ولا سيّما ترجمة الرواية الفائزة، عن كلّ هذه الخصائص. ونذكر أن روبن موجير قد سبق له أن ترجم العديد من الروايات العربية إلى الإنكليزية منها “عطارد” للكاتب محمد ربيع، “قانون الوراثة” للكاتب ياسر عبداللطيف، “التماسيح” للكاتب يوسف رخا، “نساء الكرنتينة” للكاتب نائل الطوخي و”كتابة الثورة” لأدباء من سوريا وتونس. أما ياسر عبدالحافظ فهو مولود في القاهرة عام 1969، بدأ العمل كصحافي في جريدة “أخبار الأدب”، نشر روايته الأولى “بمناسبة الحياة” عام 2005 وقد اختيرت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في سنتها الأولى. و”كتاب الأمان” روايته الثانية، صدرت عن دار التنوير عام 2013. وقد تشكلت لجنة تحكيم الجائزة في دورتها هذه من كل من الكاتب والمحاضر أليستير نيفين (رئيسا) وأستاذة الأدب والمترجمة ون تشن أويانغ والكاتب والمحرر الأدبي بيتر كالو والشاعر والصحافي سلام سرحان. ونذكر أن جائزة سيف غباش بانيبال تأسست في العام 2006 وهي جائزة سنوية تبلغ قيمتها ثلاثة آلاف جنيه إسترليني وتمنح إلى المترجم الذي يقوم بترجمة عمل أدبي عربي إبداعي كامل إلى اللغة الإنكليزية يتمتع بأهمية أدبية. ويقوم عمر سيف غباش برعاية الجائزة ودعمها إحياء لذكرى والده الراحل سيف غباش من خلال إطلاق اسمه على الجائزة، التي تشرف على إدارتها جمعية المؤلفين في المملكة المتحدة.
مشاركة :