أفكار خارج الصندوق

  • 1/13/2018
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الصناعة عند الشعوب المتخلفة مهنة محتقرة، وكان العرب، وبالذات أهل الخليج، من أكثر الناس ابتعاداً عن هذه المهنة والعاملين بها، لذلك كان تخلفهم ظاهراً، لأن الصناعة بجميع أنواعها هي عماد التقدم والتحضر، ولا يستغني عنها الإنسان في هذا العصر، رأينا ذلك في الشرق والغرب، فلولا الصناعة لما كانت هناك وسائل معيشية ضرورية، ووسائل راحة وترفيه في جميع نواحي الحياة، فهي التي تنتج وسائل النقل بجميع أنواعها وجميع الأدوات المنزلية والأدوية والأسلحة وغيرها. كانت المغالاة لدينا في هذا الميدان على أشدها، لذلك أصبحت مهنا طاردة، يُحتقر العاملون فيها، بل بلغ الأمر بأن كثيرا من الأسر لا يزوجون بناتهم لأي صانع مهما كانت مهارته، ومهما أخرجت يداه من تحف نادرة، بينما يحتفون ويحتفلون بغيره الذي لا يفعل شيئا مهما. يجب أن تتغير ثقافة المجتمع ونظرته إلى الصناعة بجميع أنواعها، هل من المعقول أنه لا يوجد في الدولة من بين أبنائها من يقوم بالأعمال الفنية، وتعتمد على استيراد الأيدي العاملة غير المدربة لتتعلم على أرضها؟ من المسؤول عما وصلنا إليه من اللامبالاة؟ أهي وسائل الإعلام أم سياسة التعليم العقيمة؟ أم قوانين مجلس الخدمة المدنية التي ساوت خريجي المعاهد العلمية الفنية بالمعاهد النظرية؟ أي مساواة المنتج بالذي لا يستفيد البلد من علمه وشهادته، فالمفروض أن يكون راتب ذوي الياقات الزرقاء ضعف راتب ذوي الياقات البيضاء، عكس ما هو حاصل الآن، ولا بد من البدء منذ الآن بتغيير السياسة التعليمية، بفتح معاهد وكليات فنية تلبي احتياجات السوق المحلية من العمالة الوطنية، بعد فشل المعاهد التطبيقية وتحويلها إلى جامعة، وإلزام الخريجين من هذه المعاهد بالعمل في تخصصاتهم، ولا بد أيضا من إيقاف الكثير من الكليات النظرية التي تقذف سنويا الآلاف من العاطلين الذين ينتظرون سنويا وظائف ليس لها وجود أو حدود أو مردود، يجب تحجيم الكليات النظرية والجامعات التجارية والمفتوحة والدينية والافتراضية، وتوجيه الطلبة إلى الأكاديميات العلمية، لعل وعسى أن نلحق بركب الحضارة. د. صلاح العتيقي

مشاركة :