صدر حديثا عن الشركة العربية للطباعة والنشر بالرياض «توائم الشعراء» كتاب في (التراجم والسير) للناقد حمد حميد الرشيدي، ويضم حوالي أربعين شاعرا عربيا، موزعين على كافة العصور التي مر بها الشعر العربي القديم والحديث، وقد تشابهت أو تطابقت أسماؤهم أو ألقابهم وكناهم التي اشتهروا بها، فيما قام المؤلف هنا بالتمييز والتفريق بين هؤلاء الشعراء الذين كانت «التوائمية» مدعاة للخلط وعدم التمييز بينهم لدى عامة الناس، حتى إن بعض الباحثين والدارسين يكادون لا يفرقون بين هذا الشاعر أو ذاك، نتيجة هذا التطابق أو التشابه الحاصل بين كل شاعر وآخر. وقام (الرشيدي) بدوره -كباحث- بإزالة هذا اللبس بما يشبه «وضع النقاط على الحروف» عن طريق إيراده لسيرة مختصرة لكل شاعر على حدة، لتعريف القراء به، مع استعراض نماذج من شعره، أو أشهر ما قاله من شعر. ومن أبرز الشعراء العرب «التوائم» الذين تطرق إليهم المؤلف في كتابه هذا، وميز بينهم (النابغتان) النابغة الذبياني والنابغة الجعدي، والحصريان (علي وإبراهيم) و(القيسان) قيس ليلى وقيس لبنى، و(الأعشيان) أعشى قيس وأعشى باهلة، و(الشريفان) الرضى والمرتضى. وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أن من سلبيات هذا الخلط بين هؤلاء الشعراء المتشابهة أسماؤهم وألقابهم وكناهم، بل حتى في تواريخ مواليدهم ووفياتهم، وأماكنهم التي نشأوا أو ترعرعوا فيها إلى حد التطابق -أحيانا- قيام عامة الناس وبعض الباحثين والدارسين بنسبة أشعارهم -عن طريق الخطأ- إلى غير أصحابها الحقيقيين بسبب عدم مقدرتهم على التمييز بين السيرة أو «الهوية الشخصية» لكل شاعر دون الآخر؛ مما أضاع الحق الأدبي الذي ينفرد به هؤلاء الشعراء عن بعضهم.