لن أكن مبالغاً لو قلت إن معاناة الانسان لا تبدأ حال تورطه في حادث مروري فحسب بل تنسحب تلك المعاناة حتى مع إجراءات إدارة المرور حول الموضوع، ولتوضيح الامر أقول: بعد أن ورطني أحد الشباب المتهورين في حادث مروري، لم أجد مفرًا من التوجه معه الى إدارة المرور للإبلاغ عن الحادث.. بعد ان مكثنا طويلاً في الادارة حتى حان دورنا لشرح حيثيات الحادث لرجل المرور خرج معنا لمعاينة التلفيات التي اصابت سيارتينا. بعدها حدد سيادته المتسبب في الحادث، وبما ان الشاب لم يعترف بتسببه في الحادث حولنا الى رجل مرور آخر، بعد ان قام رجل المرور الثاني بالإجراء اللازم أشار بإصبع التهام الى الشاب، ومع هذا فإن الشاب لم يعترف، ثم حولونا الى رجل مرور ثالث، بعد ان باشر الرجل الإجراءات اللازمة وجه بدوره التهمة الى الشاب إلا ان المتسبب أصر على عدم الاعتراف. ومع هذا فإن رجل المرور الثالث لم يحرر التقرير اللازم حول الموضوع الذي قرره هو ونظراؤه في الحادث، بل طلب منا الحضور ثانية الى إدارة المرور للبت النهائي في الامر.. إذ المفروض ان يصدر رجل المرور الثالث التقرير اللازم حول الحادث الواضح دون التعويل على اعتراف المتسبب.. تخيلوا معي مبلغ معاناتي كمواطن فرض عليه حادث مروري لم يكن له يد فيه.] أحمد محمد الأنصاري
مشاركة :