مغرر بهم: ذهبنا لمساعدة السوريين فوجدنا التكفير وأجندات الدول والتنظيمات

  • 10/13/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

قال عدد من المغرر بهم العائدين من مناطق الصراع إن الواقع مختلف تماما عما يتداول في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، بعدما ذهبوا لمد يد العون والمساعدة على تقديم الخدمات الإنسانية. إلا أن الواقع هناك تتدخل فيه عدة جهات دولية وداخلية تتصارع فيما بينها، والتكفير طاغ على سلوكها، ولكل منها أجندته الخاصة، وهناك توظيف واستغلال للحرب والأزمة السورية، و تقاطع في الأهداف لدى التنظيمات المقاتلة، وقدموا نصيحة للشباب بعدم الذهاب إلى هناك بعدما رأوه بأعينهم من اختلاف الواقع عما يتم بثه في مواقع التواصل الاجتماعي. وأكدوا أن للإعلام دورا كبيرا في دفعهم للذهاب إلى سورية، وكان يؤثر فيهم و يلهب حماستهم ويضغط عليهم من ناحية إنسانية، وعندما يرون مناظر الدم ويسمعون عن اغتصاب النساء دون ذنب، كل ذلك كان محفزا لهم في الذهاب، ولكن بعد وصولهم هناك، اكتشفوا الفوارق الكبيرة بين ما ينشره الإعلام والواقع، وكان التكفير يأخذ حيزا كبيرا في تفكير تلك التنظيمات التي يقاتل بعضها بعض. واللافت للانتباه أن البعض يتنطع للفتيا وهو في سن صغيرة لا تؤهله للقيام بذلك. وقال الطبيب الشاب محمد عسيري والداعية بندر معشي إن قرار اتخاذ السفر إلى سورية لم يكن سهلا، ولكنهما اتخذاه لمساعدة الشعب السوري كل في اختصاصه، فالطبيب معشي رأى أن هناك حاجة في سورية إلى الكادر الطبي، فاتخذ قراره بالذهاب إلى سورية بحكم كونه سعوديا قد يكون له نوع من القبول هناك. أما الداعية بندر معشي، فيؤكد أن قرار اتخاذ السفر إلى سورية لم يكن قرارا سهلا ولكن نتيجة المعطيات التي كانت موجودة على الساحة أجبرته على اتخاذ القرار، وقال "كان من أعظم الأسباب ما رأيناه في وسائل الإعلام من قتل وتشريد واغتصاب للنساء وهذا صراحة جعل الواحد يريد أن يساعد إخوانه وينصرهم". وذكر العائدان لبرنامج "همومنا" الذي يبث على القناة الأولى في التلفزيون السعودي، أن الأزمة السورية أزمة لها جوانب متعددة، ولا يعتقد أي شخص أن أزمة سورية مسألة حرب فقط، لكنها ليست الحرب وحدها بل هي صراع بين جهات داخلية وخارجية وتنظيمات ودول، والكل له أجندته التي يرغب في تنفيذها عبر الآخرين. وقال الطبيب عسيري، إنه كان يحاول المساعدة على قدر استطاعته مع الشباب السوريين الموجودين هناك في مجال تخصصه الطبي. من جهته قال الشاب معشي إنه ذهب إلى سورية للدعوة، أما الإفتاء فإنه يحتاج إلى شخص لديه علم شرعي كاف، وأضاف أن ذهابه إلى هناك هو من باب شرح التوحيد والعقيدة وشرح كتاب التوحيد وما إلى ذلك، ولكن ما وجده هناك كان كل يقول أنا على الحق، وكل يقول أنا في الساحة، وبينما كان من المفروض أن تكون من الأمور التي ينبغي فيها الترابط ينبغي أن يكون نقطة نتفق فيها ونقطة يجتمع فيها الجميع وهذه غير موجودة وهي أساسها من تكفير الجيش الحر ومن تكفير الأحرار وتكفير كذا، أي أن التكفير هو الأساس في هذه الأمور، وهذه من أعظم الأمور. ومن الغريب أن تجد شابا عمره 19 سنة، أو 17 سنة، يبدأ يتكلم في التكفير ويكفر فلانا وعلانا وهذه مسائل خطيرة جدا يحتاج إلى أهل العلم لتحديدها، وأضاف المعشي أن المنهج هذا منهج خطير جدا على الناس وخاصة على الشباب صغار السن. وأكد أن بعض الشباب السعودي الموجود هناك يؤثر في الشباب في داخل السعودية. إنهم يلحقون بهم وكذلك أنا حقيقة خرجت متأثرا مثلي مثل أي شخص لكن عندما وصلت هناك وجدت أن الأمر غير ذلك، وكل شخص يخرج يكون هدفه مساعدة الشعب السوري ونصرته. و بالنسبة لأي شخص يخرج إلى سورية قد يكون في البداية متحمسا للخروج، وقد يعمل أعمالا في البداية تكون بالنسبة له مشجعة لكن ما يلبث إلا أن يكتشف الخلاف ويبدأ يراجع نفسه ويفكر في العودة، وقد يرتكب بعض الأخطاء التي تقف أمام طريقه في العودة. وأوضح الطبيب عسيري قائلا أنا لا أؤيد أي شخص أن يخرج إلى هناك، أنا خرجت واشتغلت في العمل الإنساني وكنا مطلعين على الخلاف بين الفصائل المقاتلة، هناك حقيقة بعض الشباب قد يخرج رغبة في مقاتلة بشار ولكنه قد ينضم لفصيل آخر، وقد يضطر لمقاتلة شباب خرجوا كلهم للجهاد يلتقون في أرض سورية. فلا أنصح أحدا بالخروج والقتال في هذا الوقت. من جهته قال بندر معشي إن على الإنسان أن يتقي الله عز وجل قبل كل شيء وخاصة قتال المسلمين، والإنسان قد لا يتورع من باب دفع الصائل من باب كذا فيأتيه الشيطان من مثل هذه الأمور. إلا أن الإنسان يعرف أنه سيسأل أمام الله عز وجل عن هذه الفتن ودخوله فيها.

مشاركة :