الحصار الجائر على قطر يتجاوز حدود الإجراءات الدبلوماسية

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

استهانوا بأمر المسلمين وشرّدوهم وأذاقوهم صنوف العذابأصبح بأسنا بيننا شديداً .. نكيل الاتهامات لبعضنا لنقدّمها للأعداءالمسلمون ضاعوا عندما ضيّعوا الإسلام وأوامر الله بالاتحاد والتكاتف طهران - قنا: أكد سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أن العالم الإسلامي اليوم يمتلئ بكل صنوف القهر والظلم، وأن المسلمين يواجهون مخاطر جسيمة تستهدف كينونتهم وبقاءهم كأمة وكشعوب، قائلاً «لقد أصبح الاعتداء على المسلمين اليوم ومقدّساتهم وحقوقهم أمراً مباحاً لا يتردّد في فعله حتى أضعف الأمم والشعوب، لقد استهانوا بأمر المسلمين فشرّدوهم وأذاقوهم صنوف العذاب في فلسطين وميانمار وفي دول أخرى، ومع ذلك أصبح بأسنا بيننا شديداً، فنحن إما نقاتل بعضنا بعضا أو نكيل الاتهامات لبعضنا لنقدّمها للأعداء المتربّصين بنا دون عناء وجهد منهم». وأضاف سعادته بأن المسلمين ضاعوا عندما ضيّعوا الإسلام وأوامر الله، التي تأمر بالوحدة والتكاتف مستشهداً بقولة تعالى « واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا».. مشيراً إلى أنه وعلى العكس فإن المسلمين في الوقت الراهن اختلفوا وتفرقوا، قائلاً: «أصبحنا نبدّد جهدنا وطاقاتنا فيما لا ينفع بل في ما يؤدي إلى إضعاف وتقليل شأننا بين الأمم»، مستشهداً على ذلك بالحصار الجائر الذي تتعرّض له دولة قطر، قائلاً: «فالحصار الجائر الذي يتعرّض له أخوتكم في دولة قطر، وما ذكرته المفوضية السامية لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة حول الحصار، والتي أكدت في تقرير رسمي لها أن الإجراءات التي قامت بها دول الحصار ضد دولة قطر تتجاوز حدود الإجراءات الدبلوماسية، وأنها ليست مجرد مقاطعة لأنها طالت جوانب إنسانية واقتصادية وحقوقية وغيرها، بل إن التقرير المشار إليه وصف تلك الإجراءات بأنها حرب اقتصادية». جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها سعادة رئيس مجلس الشورى أمس خلال مؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي في دورته الثالثة عشرة والمنعقدة حالياً في العاصمة الإيرانية طهران، والتي استهلها بتقديم الشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية لاستضافتها هذا المؤتمر، كما تقدّم بخالص التعازي في حادث ناقلة النفط الإيرانية التي احترقت قبالة سواحل الصين. ولفت سعادة رئيس مجلس الشورى إلى أن هذا المؤتمر الجامع هو مؤتمر كافة الدول الإسلامية، معتبراً إياه ممثلاً لإرادة الشعوب الإسلامية المنضوية تحت هذه المنظومة، وتابع سعادته قائلاً: «أود في كلمتي هذه التي أخاطب بها هذا المحفل لأول مرة، ومن خلالكم أخاطب أمتنا الإسلامية، أمة الخير إلى قيام الساعة، التي تحمل رسالة السلام والتسامح والإخاء، وأقول لكم أنكم على الحق لا يضركم كيد الأعداء ولا إساءاتهم لنا، والإسلام المفترى عليه ظلماً وزوراً وبهتاناً بالإرهاب والعنف بريء مما يفتري أعداؤه». ومضى سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى إلى القول: إن من يُنكر فضل الإسلام والمسلمين على البشرية كمن ينكر ضوء الشمس في وضح النهار. وأضاف: «إن أعلام الإسلام لا زالوا هم رواد الحضارة والتقدم والتقنية وما قامت العلوم الحديثة في الغرب، إلا على مناهج المسلمين الأوائل وأبحاثهم، وستظل أسماء الأعلام من علمائنا البارزين مشاعل في كل علم، وسيذكر اسم جابر بن حيان مرتبطاً بالكيمياء وأبوبكر الخوارزمي والبوزجاني وعمر الخيام بالرياضيات، وأبوبكر الرازي وسنان بن ثابت بن قرة وابن سيناء بالطب، واسم الحسن بن الهيثم بعلم البصريات، وأبوحذيفة الدينوري وابن الرومية بعلم النبات، والقزويني والإدريسي بالجغرافيا وبالفلك والذين كانوا موسوعات علمية في العديد من المعارف والعلوم». وشدّد سعادته على أن دين الإسلام ظل ينشر السلام والعدل زهاء 15 قرناً، قائلاً: «إن دين الإسلام هو دين الرحمة والتسامح والسلام والمعاملة الكريمة لبني الإنسان بصرف النظر عن الدين والعرق واللون، ولكنني على يقين بأن طلوع الفجر يسبقه الظلام، والحق والنصر قادمان بإذن الله». وحول القضية الفلسطينية، قال سعادة رئيس مجلس الشورى: «نحن في هذا المقام يعتصرنا الألم والأسى لما نشاهده يومياً من قسوة الآلة العسكرية للكيان الإسرائيلي التي تحاول بكل السبل كسر وتفتيت عضد المقاومة، ودولة قطر لم ولن تألو جهداً أو مسعىً في سبيل دعم صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني في وجه العدوان المستمر عليه». وجدّد سعادته خلال المؤتمر دعوة دولة قطر إلى تفعيل كافة القرارات الصادرة بشأن القدس من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة والمؤتمرات العربية والإسلامية العديدة التي تبناها هذا الاتحاد. وفيما يخص الإرهاب وحقوق الإنسان، لفت سعادته إلى أن دولة قطر تدعو إلى التفريق بين حق الدفاع ومقاومة الاحتلال وبين إرهاب المدنيين، وتؤكد أن معالجة ظاهرة الإرهاب لا تقتصر على الجانب الأمني بل يجب محاربته فكرياً وأيدولوجياً وتجفيف منابعه. وتابع «كما تدعو دولة قطر لتقديم الدعم للأقليات المسلمة التي تعاني من الاضطهاد والظلم في العديد من مناطق العالم وعلى رأسها الأقليات المسلمة في ميانمار وجنوب الفلبين وإفريقيا الوسطى وفي غيرها حتى لا تضطر للعنف دفاعاً عن نفسها ودينها». وفي ختام كلمته، أشار سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى إلى انضمام أربع نساء لمجلس الشورى القطري في دورته الحالية، هن من ذوات الخبرة والكفاءة، وقال «إن ذلك يأتي في إطار زيادة انخراط المرأة في العمل السياسي ودورها». كما قدّم سعادته الشكر لكل من جمهورية تونس وجمهورية الجزائر وجمهورية السودان على تنازلهم لمرشح جمهورية السنغال لتولي منصب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، متمنياً للمؤتمر بلوغ غاياته وتحقيق ما يتطلع إليه المسلمون من رفعة وتقدم. يذكر أن فخامة الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية افتتح أمس أعمال المؤتمر، حيث ألقى كلمة الافتتاح التي شدّد فيها على أهمية تعزيز وتأصيل علاقات التعاون وتبادل وجهات النظر بين الدول الإسلامية، داعياً العالم الإسلامي لوضع الخلافات جانباً والاعتماد على إمكانياته الداخلية الإنسانية والاجتماعية والمضي نحو تطوير العالم الإسلامي، مؤكداً أن الانشغال بالنزاعات لا يوفر فرصة البناء والتنمية.استقبه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانيةرئيس الشورى والرئيس الإيراني يستعرضان العلاقات طهران - قنا: استقبل فخامة الدكتور حسن روحاني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أمس، سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، والذي يزور العاصمة الإيرانية طهران حالياً ليرأس وفد دولة قطر المشارك في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والتي بدأت أعمالها أمس وتستمر يومين. وفي بداية المقابلة، نقل سعادة رئيس مجلس الشورى تحيات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى فخامة الرئيس الإيراني، وتمنيات سموه له وللشعب الإيراني المزيد من التطور والنماء. من جانبه، حمّل فخامة الرئيس الإيراني، سعادة رئيس مجلس الشورى تحياته إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وتمنياته لسموه وللشعب القطري المزيد من التقدم والازدهار. جرى خلال المقابلة استعراض العلاقات الثنائية بين دولة قطر والجمهورية الإسلامية الإيرانية، والسبل الكفيلة بتنميتها وتطويرها في مختلف المجالات. حضر المقابلة سعادة السيد علي بن حمد السليطي سفير دولة قطر لدى إيران، وعدد من أعضاء مجلس الشورى المرافقين لسعادة رئيس المجلس. وكان سعادة رئيس مجلس الشورى قد وصل إلى العاصمة الإيرانية طهران في وقت سابق من مساء أمس الأول، حيث كان في استقبال سعادته والوفد المرافق له لدى وصوله مطار مهر آباد الدولي، سعادة الدكتور عباسي عضو هيئة الرئاسة بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وسعادة السيد سالك كاشاني عضو مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وسعادة السيد علي بن حمد السليطي سفير دولة قطر لدى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وعدد من أعضاء سفارة دولة قطر لدى إيران. كما استقبل السيد علي خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية أمس، رؤساء اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي المشاركين في الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر الاتحاد والمنعقدة حالياً في العاصمة طهران. حضر المقابلة سعادة السيد أحمد بن عبد الله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، رئيس وفد دولة قطر المشارك في المؤتمر. كما اجتمع سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى أمس، مع سعادة الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، وذلك على هامش انعقاد الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. كما اجتمع سعادة السيد أحمد بن عبدالله بن زيد آل محمود رئيس مجلس الشورى، أمس، مع سعادة السيد سردار اياز صادق رئيس المجلس الوطني الباكستاني، وذلك على هامش انعقاد الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر اتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.

مشاركة :