تفاعلت في واشنطن أمس، معلومات عن تحذير أجهزة الاستخبارات الأميركية جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب وأبرز مستشاريه، من احتمال استغلال بكين علاقته بسيدة الأعمال الصينية- الأميركية ويندي دينغ، الزوجة السابقة لقطب الإعلام روبرت مردوك. يأتي ذلك في وقت تتخوّف الإدارة الأميركية من إمكان تعطيل شؤونها في شكل كامل بعد غد، إن لم يقرّ الكونغرس مشروع تمويلها. ويرفض الديموقراطيون تمويل أي مشروع لا يضمن حماية المهاجرين القاصرين، فيما استبعد ترامب أي صفقة في هذا الصدد قبل نهاية الأسبوع، ما يضع الحكومة أمام حال شلل لوجيستي، إلى حين إقرار التمويل. وأكد مكتب كوشنر أن علاقته مع ويندي دينغ عائلية، إذ قال ناطق باسمه إن جاريد وزوجته إيفانكا «صديقان مع روبرت وويندي مردوك منذ عقد، وقبل انتقالهما إلى واشنطن، والعلاقة (بينهما) ليست سياسية ولا تتصل بالصين». واستدرك مؤكداً التحذير، لكنه اعتبره روتينياً. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن مسؤولين في جهاز مكافحة التجسس الأميركي حذروا كوشنر، خلال جلسات الإحاطة التقليدية التي تلقاها، إثر توليه منصب أبرز مستشاري ترامب بعد تنصيب الأخير رئيساً للولايات المتحدة، في 20 كانون الثاني (يناير) 2017، من احتمال أن تستغلّ دينغ الصداقة الوثيقة مع الزوجين كوشنر، لتعزيز المصالح التجارية لبكين في الولايات المتحدة، لا سيّما لتمرير مشروع حديقة في واشنطن، تموّله الحكومة الصينية، قيمته مئة مليون دولار ويتضمّن تشييد برج يرتفع 25 متراً، ما اعتبره مسؤولون أميركيون خطراً على الأمن القومي، معربين عن خشيتهم من استخدام البرج للمراقبة، إذ إن الحديقة تبعد 5 كيلومترات من البيت الأبيض ومبنى الكابيتول. وتمّت الموافقة على مشروع إقامة الحديقة، خلال عهد الرئيس السابق باراك أوباما، ووُضع حجر الأساس عام 2016، لكن أجهزة الاستخبارات الأميركية كبحت الإجراءات التنفيذية، نتيجة مخاوف مرتبطة بالأمن القومي. ورجّح مراقبون، بينهم واضع كتاب «الغضب والنار» مايكل وولف، أن تكون ويندي دينغ جاسوسة للحكومة الصينية. وكانت ارتبطت بعلاقة عاطفية مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، أدت إلى طلاقها من مردوك عام 2013، بعد 14 سنة على زواجهما، كما أفادت معلومات بأنها كانت على علاقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين. لكن «وول ستريت جورنال» نقلت عن ناطق باسم دينغ أنها تجهل «مخاوف مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) أو أجهزة الاستخبارات الأخرى، المتعلّقة بجمعياتها»، مضيفاً أن «لا معلومات لديها في شأن مشاريع حدائق مموّلة من الحكومة الصينية». وُلدت دينغ في الصين، وانتقلت في عمر 20 سنة للإقامة في الولايات المتحدة، حيث تخصّصت في الاقتصاد، وهي تحمل الجنسيتين الصينية والأميركية، علماً أن مجموعة مردوك تملك شبكة «فوكس نيوز» التي تُعتبر من أبرز داعمي ترامب. وعلّق ناطق باسم الخارجية الصينية على تقرير الصحيفة، قائلاً: «نأمل بأن يضع الأشخاص المعنيون التعاون البراغماتي بين الصين والولايات المتحدة في سياقه الصحيح، والامتناع عن البلبلة».
مشاركة :