مؤتمر الأزهر لنصرة القدس يؤكد دعمه للقضية الفلسطينية

  • 1/17/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كتب- هاني ياسين انطلقت فعاليات الجلسة الرئيسية لمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، تحت عنوان: “الهوية العربية للقدس ورسالتها”، والتي يديرها دولة الرئيس فؤاد السنيورة، رئيس وزراء لبنان الأسبق، التي أكد في بدايتها أن عناصر القوة تتمثل في الإيمان العربي والإسلامي والمسيحي بحق الشعب الفلسطيني في القدس الشريف، موضحا أن القدس ذات قدسية لدى أتباع الأديان الإبراهيمية وأن الشعب الفلسطيني يخوض ملحمة مستمرة من أجل عروبته وأرضه وإنسانيته. وحذر شوقي علام، مفتي الديار المصرية، من المؤامرة التي تقوم بها الصهيونية العالمية لسلب حق العرب في أراضيهم ومقدساتهم، مضيفا أن موقف مصر والأزهر الشريف في الذود والدفاع عن قضايا الأمة وفي مقدمتها قضية القدس لبس جديدا، مؤكدا أن قضية القدس لا تعتبر قضية شعب بل قضية كل العرب والمسلمين. وأضاف مفتى الديار المصرية أن الإسلام أعطى للأقصى مكانة عظيمة، فهو معلم من معالم الحضارة الإسلامية التي تحتل مكانة عظيمة داخل قلوب المسلمين وسيبقى رمزًا للحضارة  ومعلمًا.البطريرك بشارة الراعي  واعتبر البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، رئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق، أن المؤسسات الدينية لها دور مهم في نشر الوعي بأهمية قضية القدس من خلال تغذية روح الانتماء والتنشئة على حبّ القدس في العائلات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس. وأضاف  البطريرك الراعي، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، ضمن محور “المكانة الدينية العالمية للقدس”، أن قضيّة القدس لا تنفصل عن القضيّة الفلسطينية، ولا حلّ للواحدة من دون الأخرى، لترابطهما العضوي، فكلّنا يدرك أنّ السلام والعيش معًا على الأرض المقدّسة وفي الشَّرق الأوسط لا مستقبل لهما من دون أن تحلّ المسألة السياسيّة الخاصّة بالقدس. وأوضح رئيس مجلس البطاركة الكاثوليك في الشرق أن كلّ شيء مخطط له بدقة في إسرائيل ولم يكن وليد الصدفة، فقد تهيّأت ولادة دولة إسرائيل الصهيونيّة على مدى ستّين سنة من 1887 إلى 1947، وكان احتلال مدينة القدس بكاملها عام 1967 ليأتي القرار الظالم من الرئيس الأمريكي ترامب لنقل السفارة الأمريكية للقدس، موضحًا أن القرار مخالف لجميع قرارات مجلس الأمن ومنظّمة الأمم المتّحدة. واختتم البطريرك الماروني كلمته بالتأكيد على أن هوية القدس بوجوهها الدينية والثقافية وبمؤسّساتها التربوية والاستشفائيّة ودور العبادة كلّها تجعل منها كنزًا للبشريّة جمعاء لما تحويه من تراث خاصّ بالأديان السماوية، مشددًا على ضرورة عدم السماح لأيّ شخص أو كيان بزرع التفرقة بين العرب، قيادات وشعوب، وتكثيف الحضور الديموجرافي في القدس بتأسيس العائلات، وتعزيز الحضور الثقافي والجغرافي بالمحافظة على الأرض وملكيّتها، وعدم الهجرة. إندونيسيا وقال الشيخ لقمان حكيم سيف الدين، وزير الشؤون الدينية بإندونيسيا، إن هذا المؤتمر يأتي في أوانه، في ظل تطورات الأحداث الأخيرة المتدهورة والمقلقة، ولا سيما بعد قرار الرئيس الأمريكي، الذي يؤجج القيم الإنسانية بما فيها العدل، وسط انشغال العالم الإسلامي بمشاكله الداخلية، ويهدد السلام العالمي الدائم، فضلًا عن أن هذا الاعتراف من جانب واحد ينتهك العديد من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة، ويدعم الأنشطة غير القانونية التي ترتكبها “إسرائيل”، انتهاكا للقانون الدولي وحقوق الإنسان. وأضاف الوزير الإندونيسي أن حكومة بلاده أكدت رفضها القاطع تجاه هذا القرار، وانتقدته بشدة، وذلك من أجل إرساء السلام العالمي الذي لن يتحقق من دون استقلال فلسطين وسيادتها وكرامتها، كعضو متساو في المجتمع الدولي، معلنًا ترحيب إندونيسيا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي الذي يطالب الولايات المتحدة بسحب قرارها الباطل تجاه القدس، مشددًا في الوقت ذاته على أن علماء المسلمين ورموز العالم الإسلامي لديهم مسؤولية أكبر، لتأكيد أن الدفاع عن القدس الشريف واجب ديني، فضلا عن كونه فريضة إنسانية. وأكد على أن قضية القدس والأقصى تهمنا جميعًا، ولا تخص الفلسطينيين فحسب، لارتباطها الوثيق بديننا وتاريخنا وتراثنا، معبرًا عن ضرورة الاستفادة من هذا المؤتمر على إظهار وحدة المسلمين، وأن نقف صفًّا واحدًا من أجل القدس، معربًا عن تقدير حكومة إندونيسيا للأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين. الأردن  من جانبه، أكد الدكتور وائل عربيات، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن، أن المسجد الأقصى يحتل مكانة كبيرة عند الجميع لارتباطه بالأديان السماوية، مطالبًا في هذا المؤتمر الذي يعقده الأزهر صاحب المرجعية الدينية والتاريخية بالعمل على دعم القدس والشعب الفلسطيني الذي يعاني أكثر من أي وقت مضى، والذي يواجه المخطط اليهودي لتحويل القدس العربية لهيكل يهودي. وطالب عربيات المسلمين والمسحيين في العالم أجمع بتوفير أكبر قدر من الاهتمام بالمسجد الأقصى، ومد يد العون لأهل الأقصى والتعاون معهم من خلال زيارة المسجد الأقصى؛ ليوضحوا للعالم كله أن الرواية اليهودية عن القدس ليست صحيحة وأن يحصلوا على البركة التي أعطاها الله للمسجد الأقصى، ولفضح زيف ما تتحدث عنه سلطات الاحتلال بعدم منع وصول المسلمين لأداء العبادة بكل السبل وهو عار تمامًا من الصحة. وحمَل وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالأردن رسالة من ملك الأردن الملك عبدالله الثاني، لفضيلة الإمام الأكبر فحواها: أن الأزهر هو المرجع الديني الذي يعول عليه الجميع في القضايا التي تهم المسلمين، وأن أمامه خطوة مهمة في دعم الشعب الفلسطيني والقدس من خلال استحبابه زيارة الأقصى من المسلمين وأنها ليست من التطبيع. مفتي القدس حذر الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، من أن القرارات الجائرة بشأن القدس، ومنها قرار الإدارة الأمريكية؛ تحاول محو الهوية العربية والإسلامية للمدينة، مشدداً على ضرورة إعادة البوصلة العربية والإسلامية نحو القدس، وأن تتوحد الأمة تجاهها، وهي جديرة بلم الشمل وجمع الأنظار ووحدة المواقف. وأوضح مفتي القدس، خلال كلمته بمؤتمر” الأزهر العالمي لنصرة القدس”، أن مدينة القدس هي التي تحتضن مسرى خاتم النبيين والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، وقبلة المسلمين الأولى، وثاني مسجد وضع في الأرض لعبادة الله بعد البيت الحرام في مكة، وإليها يشد المسلمون رحالهم تعبداً إلى ربهم، مضيفًا أن القدس مرتبطة بعقيدة المسلمين وعبادتهم وثقافتهم وتراثهم ووجد انهم وللمسيحيين فيها كنائس ومقدسات، فهي ليست ككل المدن، وإنما هي مدينة المدائن. وأعرب عن تقديره للمواقف الرسمية والشعبية، التي انتصرت للقدس والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة، مؤكدا أنه “لن يجرؤ سوي فينا على التنكر لقضية الأمة المحورية، لأن صوته بالتأكيد سيكون نشازاً”، مشددا على ضرورة أن يخرج هذا المؤتمر الموقر بنتائج وتوصيات عملية ميدانية تخدم قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين.

مشاركة :