كشف زعماء أقلية الروهينغا والتي فر مئات الآلاف من أفرادها إلى بنغلادش هربا من الاضطهاد في بورما المجاورة، عن لائحة أولية لمطالب اشترطوا تنفيذها قبيل إعادتهم إلى موطنهم في ولاية راخين. وتظاهر الجمعة، مئات من لاجئي هذه الأقلية المسلمة، احتجاجا على برنامج إعادتهم إلى بورما. أعد زعماء الروهينغا في مخيم لاجئين في بنغلادش قائمة مطالب يريدون أن تلبيها سلطات بورما قبل عملية من المتوقع أن تبدأها السلطات الأسبوع المقبل وعلى مدى عامين لإعادة مئات الآلاف من أفراد هذه الأقلية المسلمة إلى موطنهم. وفي مخيم كوتوبالونغ للاجئين حيث يقيم أكثر أفراد الروهينغا في بنغلادش والذين يبلغ عددهم 655 ألف و500لاجئ، كشف ستة زعماء يقولون إنهم يمثلون 40قرية بولاية راخين قائمة أولية تضمنت أهم المطالب. وجاء في القائمة التي لم تكتمل بعد، والمكتوبة باللغة البورمية، أنه لن يعود أي من الروهينغا إلى بورما ذات الغالبية البوذية ما لم تتحقق المطالب، وعلى رأسها دعوة حكومة بورما إلى إعلان موافقتها على منح الروهينغا الجنسية التي حرموا منها طويلا، وأيضا إدراجهم على قائمة الجماعات العرقية المعترف بها في الدولة. كما طالب الروهينغا، بإعادة الأراضي التي كان يعيش فيها اللاجئون إليهم وإعادة بناء بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم. ومن المطالب أيضا، محاسبة الجيش على تهم القتل والنهب والاغتصاب، والإفراج عن "الروهينغا الأبرياء" الذين اعتقلوا في إطار عمليات "مكافحة التمرد". وجاء ضمن المطالب أيضا، دعوة بورما إلى الوقف عن الإعلان في وسائل الإعلام وصفحات الحكومة على فيس بوك عن أشخاص مرفقين بصورهم بوصفهم "إرهابيين". مظاهرات رافضة للعودة! إلى ذلك، تظاهر مئات من اللاجئين الروهينغا الجمعة في بنغلادش احتجاجا على البرنامج المعد لحملهم على العودة إلى بورما والتي فروا منها بأعداد كثيفة العام الماضي. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالحصول على الجنسية البورمية وضمانات أمنية قبل العودة إلى ولاية راخين الواقعة غرب بورما. ويقيم حوالى مليون من لاجئي الروهينغا في الوقت الراهن في مخيمات كبيرة في جنوب بنغلادش. وقد فر حوالى 655 ألفا من بورما منذ نهاية آب/أغسطس هربا من حملة عسكرية اعتبرتها الأمم المتحدة تطهيرا عرقيا. واتفقت دكا ونايبيداو على إطار يتيح في غضون السنتين المقبلتين عودة الروهينغا الذين وصلوا إلى بنغلادش منذ تشرين الأول/أكتوبر2016 . وقد يشمل هذا الاتفاق 750 ألف شخص. ويمكن أن تبدأ هذه العملية مطلع الأسبوع المقبل. وقال مهيب الله، متظاهر في مقاطعة كوكس بازار، "نريد مناطق عازلة في آراكان (الاسم الآخر لراخين)قبل بدء عمليات العودة" إلى بورما. وأضاف "نريد قوة لحفظ السلام من الأمم المتحدة في آراكان. نريد حقوقا أساسية والمواطنة. لا نريد عمليات عودة من دون ضمانات لحياتنا". ويتعرض الروهينغا للتمييز، منذ أن حرموا من الجنسية البورمية في 1982، إبان النظام العسكري في بورما التي يشكل البوذيون أكثر من 90بالمئةمن سكانها، وتعتبرهم أجانب. ويتعاطى الخبراء والمنظمات غير الحكومية بحذر مع برنامج عودة الروهينغا .ويعتبرون أن الظروف لم تتوافر بعد لإيجاد حل للتوترات في راخين، ويطالبون بأن تجري عمليات العودة بناء على الإرادة الشخصية فقط. وأعلن عدد من اللاجئين في بنغلادش أنهم لا ينوون في الوقت الراهن العودة إلى بورما بعدما تحدثوا أثناء فرارهم عن مجازر وعمليات اغتصاب جماعية وحرق قرى. مزيد من الفارين من بورما! وقال زعماء الروهينغا إنهم لا يزالون يضعون اللمسات الأخيرة على قائمة المطالب قبل إطلاع سلطات بنغلادش ووكالات الإغاثة التي تدير مخيمات اللاجئين عليها. واتفقت بنغلادش وبورما هذا الأسبوع على استكمال عودة اللاجئين خلال العامين المقبلين على أن تبدأ العملية يوم الثلاثاء. لكن حتى مع بدء الاستعدادت لإعادتهم إلى بلدهم، يواصل الروهينغا التدفق على بنغلادش. وقال لاجئون وصلوا في الآونة الأخيرة إن أكثر من 100 من الروهينغا قدموا إلى بنغلادش منذ الأربعاء وإن عشرات آخرين ينتظرون لعبور نهر ناف الذي يشكل الحدود بين البلدين. وأضاف الوافدون الجدد أنهم فروا من بورما بسبب عمليات الجيش في قريتهم وتحدثوا عن اعتقال شبان واكتشاف جثث في بركة صغيرة ومنطقة أحراج. كما قالوا إنهم فروا بسبب الجوع بعد اختبائهم في البيوت على مدى أيام دون أن يتمكنوا من الخروج للعمل في الحقول والغابات. وحذرت وكالات إغاثة وجماعات الدفاع عن حقوق الإنسان من أن إعادة الروهينغا لن تنجح ما لم يتم التعامل مع مخاوف وأسباب قلق اللاجئين في بنغلادش. فرانس24/ أ ف ب/ رويترز نشرت في : 19/01/2018
مشاركة :