مواقع التواصل الاجتماعي تحولت إلى «مراكز تجنيد» بحثاً عن المتطرفين!

  • 10/15/2014
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

يسعى مندسون من أصحاب «الفكر الضال» إلى استغلال واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي «توتير وفيسبوك وواتس أب وإنستقرام»، وغيرها، إلى جانب ما يزدحم به الفضاء المحيط بنا من قنوات وساحات ومنتديات؛ للتغرير بالشباب وصغار السن، واللعب على عواطفهم الدينية وأحاسيسهم المرهفة وشحن عقولهم بالكذب والأراجيف وقلب الحقائق وليّ أعناق النصوص، إلى جانب إيغار صدورهم على آبائهم وأمهاتهم وولاة أمرهم بالتفسيق والتكفير والدس الرخيص وتضخيم الأخطاء والغض من الحسنات، حتى رأينا -وبكل أسف- من هرب من والديه أو قطع عمله ودراسته من أولئك الشباب المُغرَّر بهم، إلى جانب تورّط آخرين في التسلّل إلى محارق المحن ومواطن الفتن. وأكد مختصون على أنَّ امر يحتاج إلى تضافر الجهود، بدءاً من تكثيف دور هيئة كبار العلماء وتصحيح مسار التعليم، إلى جانب تقديم الدين اسلامي في صورته الصحيحة عن طريق وسائل الإعلام في المملكة، وكذلك الاعتناء بمطالب الشباب من خلال توفير ما يحتاجونه لحياة كريمة يحلمون بها، إضافةً إلى مجاهدة الفكر المتطرف بفكر إسلامي معتدل يصل إلى الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي نفسها التي يستخدمها المُتشددون. ظواهر سلبية أوضح "م. ناصر بن باني الحارثي" -مدير عام خدمات المتدربين بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني- أنَّ التوعية هي العامل الأساسي لتوضيح الحق للشباب عن خطورة الانزلاق وراء من يُغرّر بهم، خاصةً في المرحلتين المتوسطة والثانوية؛ لأنَّه من السهولة بمكان أن يتم خداعهم في هذه السن، مُحذراً من انجرارهم وراء الظواهر السلبية على شبكة "الإنترنت"، إلى جانب ما يُعرض في بعض المواقع من مواضيع قد تجرّهم إلى هلاك أنفسهم وتدمير مجتمعهم، لافتاً إلى أنَّ المملكة مستهدفة في أمنها وشبابها ومكتسباتها من قبل جماعات متطرفة حاقدة على هذا البلد المبارك وأهله. طريقة تلقائية وأشار "د. عبدالعزيز بن عبود العسيري" عضو هيئة التدريس في قسم المناهج وطرق التدريس بكلية التربية بجامعة نجران- إلى أنَّ وسائل التغرير بالشباب من الموضوعات الجديرة باهتمام، مُضيفاً أنَّه يُمثِّل ما يجتمع عليه العالم اليوم عل الصعيد السياسي والاجتماعي والأيديولوجي، مُبيِّناً أنَّ امر بحاجة إلى استنفار جميع المؤسسات التربوية؛ لكونها المهد اول لتلقِّي المفاهيم وبنائها خلال مرور هؤء الشباب بمراحل التعلُّم، سواء كان تعليماً عاماً أو في التعليم العالي. وأضاف أنَّ الفهم الصحيح للمفاهيم التي يتعرض لها هؤء الشباب أمر مهم جداً، موضحاً أنَّ ذلك يتأت إَّ من خلال تعلّم وبناء مفاهيمي صحيح خلال مراحل الدراسة، مُبيِّناً أنَّ مفهوم الجهاد –على سبيل المثال- وما يتعلق به من مفاهيم كثيرة يتلقاها الطالب بطريقة تلقائية عبر ما يسمعه من معلميه ومجتمعه دون أن يُخضع هذا المفهوم لطريقة التفكير العلمي السليم، وبالتالي يتكون لديه مفهوم خاطئ أو مفهوم بديل يتم تعزيزه من خلال تفاعله مع وسائل اتصال الحديثة. ولفت إلى أنَّ تلك الوسائل –للأسف- تخضع للتمحيص من قبل المُتلقّي، خصوصاً فئة الشباب، الأمر الذي يجعل العديد منهم يقعون في المحذور، مشدِّداً على ضرورة الوقوف عند هذه المشكلة، وتقديم حلول جذرية تعمل على إعادة بناء كل ما يُقدَّم بنائنا، إلى جانب غرس قيم التفكير الناقد والمشاركة في النقاش والحوار لبناء شخصيات تستطيع أن تُميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وبالتالي يبن جيل قادر عل تحمل المسؤولية في اتخاذ القرار المناسب. مطالب الشباب وأكد "د. طلال بن حسن البكري" –عضو مجلس الشورى الأسبق- على أنَّ امر يحتاج إلى تضافر الجهود، بدءاً من تكثيف دور هيئة كبار العلماء وتصحيح مسار التعليم، إلى جانب تقديم الدين اسلامي في صورته الصحيحة عن طريق وسائل الإعلام في المملكة، وكذلك الاعتناء بمطالب الشباب من خلال توفير ما يحتاجونه لحياة كريمة يحلمون بها، إضافةً إلى مجاهدة الفكر المتطرف بفكر إسلامي معتدل يصل إلى الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي نفسها التي يستخدمها المُتشددون. المؤسسات التعليمية والدينية وأشار "خالد بن محمد الحمود" -خبير تربوي، ومستشار إعلامي بالمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني- إلى أنَّ هناك عدداً من التساؤلات التي لها علاقة مباشرة بهذا الموضوع، ومنها: أين دور المؤسسات التعليمية والدينية في مواجهة هذه الظاهرة؟، وكيف نُقيِّم أداءها؟، وما هي منابع هذه الأفكار الضالة والمنحرفة والمتطرفة ومصادرها؟، ومن يساعد على انتشارها؟، وأين دور مراكز البحث العلمي بالجامعات في مواجهة هذه الظاهرة؟، وأين دور كراسي البحث العلمية التي لديها رصيد ضخم من التمويل والدعم الذي يتوافق مع أهداف وخطط هذه الكراسي؟. وأضاف أنَّ من بين تلك التساؤلات أيضاً، ماذا قدمت أمانات المدن؟، وما هي البرامج التي قُدِّمت للشباب؟، وهل تمّت دراسة احتياجات الشباب قبل تنفيذ هذه البرامج، للتأكد من مدى تحقيقها لرغباتهم وميولهم؟، وما هي النسبة التي يشغلها الاهتمام بقضايا الشباب واحتياجاتهم ونسبة البرامج المُوجهة لهم؟، ثمَّ ما هو دور الجامعات في بناء شخصية الطالب أو الشباب؟، وهل فعلاً لا يوجد تخطيط واهتمام بقضايا الشباب، أم أنَّها تقتصر على برامج محدودة لفئة محدودة؟، وأين المواد الإعلامية والثقافية الموجهة لحماية فكر الشباب من الفكر الضال في مواقع التواصل الاجتماعي وخطب الجمعة؟، مُشيراً إلى أنَّ ذلك يعود إلى قلة وضعف الدعم وعدم التخطيط والتنظيم وضياع المواهب والمبدعين، مُضيفاً أنَّ هناك أسئلة كثيرة لا يتسع المقام لطرحها أو حتى لتناول إجاباتها؛ نظراً لاتساع دائرة الموضوع وتعدّد الجهات وتباين وازدواج الأدوار، ممَّا يساهم في فقدان الشباب لحقوقهم في المجتمع. كوادر مؤهلة وأوضح "الحمود" أنَّ الشباب أصبحوا بالتالي صيداً سهلاً نتيجة اللا مسؤولية وعدم وضع الكوادر المؤهلة في المكان المناسب، إلى جانب التركيز على قضايا وأمور بعيدة عن اهتمام الشباب، ممَّا ساهم في تشتيت أفكارهم، وكذلك عدم قدرة الأسرة على أداء واجبها، في ظل توسُّع الاهتمامات والمسؤوليات، ومن ذلك ضعف مستوى الدخل السنوي والشهري للأسرة، وضعف الإمكانات والتجهيزات المخصصة للشباب، واحتكار المنشآت الرياضية على نشاطات محدودة في أوقات محددة. وأكَّد على أنَّ لديه أفكارا وخطط مبتكرة من الممكن أن يكون لها أكبر الأثر في هذا الجانب، مُضيفاً أنَّها تقع ضمن برامج ومشروعات تمَّ إعدادها منذ ما يقارب (15) عاماً، ومن بينها: برنامج وطني لحماية الشباب من الانحراف، وأفكار وخطط لاستثمار طاقات الشباب وكافة أبناء المجتمع ومشروع إلكتروني لتوجيه الطلاب والطالبات بكافة الأعمار، وبرنامج وطني لتشجيع الشباب على العمل المهني والحرفي، وبرامج للسياحة التقنية المهنية، خاصةً في المناطق السياحية. ولفت إلى أنَّ لديه أيضاً مشروعا اجتماعيا تمَّ إعداده بشكل خاص لجميع مناطق ومحافظات ومدن المملكة، مُضيفاً أنَّه تمَّ إعداد جميع تفاصيل المشروع وأهدافه والرؤية الخاصة به، موضحاً أنَّه من الممكن أن يُغيّر ويُطوّر الخريطة الاجتماعية لمناطق المملكة، مُشيراً إلى أنَّه تمَّ إعداده ليتناسب مع كل فئات المناطق والمحفظات، مُبيِّناً أنَّه يوجد برنامج إعلامي وطني وتاريخي يركز على ترسيخ المبادئ والقيم والأركان التي بُنيت عليها هذه الدولة المباركة، مع اشتماله على جوائز وحوافز مبتكرة. بحر متلاطم وقال "أنس بن محمد الجعوان" –مستشار، ومدرب تنمية بشرية وتطوير ذات- إنَّ ما يحصل مع بعض الشباب يُشبه إلى حدٍ كبير ما يحدث لشخص استيقظ من نومه، وبدلاً من أن يجد نفسه في سريره، وجد نفسه في بحر متلاطم الأمواج وهو لا يُجيد السباحة، فالأكيد أنَّه سيغرق، إلاَّ إذا انتشله أحد بالمصادفة، مُشيراً إلى أنَّ هذه الفئة من الشباب لا يقفون على أرض صلبة من العقيدة الإسلامية والعلم والوطنية، كما أنَّهم لم يقرأوا ولم يسألوا ولم يُجالسوا من يعطيهم الحماية التامة لأنفسهم ولدينهم ووطنهم. وأضاف أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت موضة لدى الشباب بما تحمله من نافع وسيئ وسموم مدسوسة، موضحاً أنَّ العديد من هؤلاء تأثروا بها بسرعة كبيرة وتغيرت أفكارهم الهشة لتأتي محلها أفكار يعتقدون أنَّها هي الصحيحة، مُؤكداً على أنَّ شبابنا فيهم الخير ويحبون بلدهم ويرغبون في دخول الجنة بأسرع الطرق، وبالتالي قد يأتي من يزرع لهم الأرض ورداً ويُغيّر أفكارهم ومعتقداتهم، وربَّما دينهم، لافتاً إلى أنَّ هناك من ألحد بسبب هذه المواقع، إلى جانب وجود من أجرموا في حق أنفسهم ودينهم ووطنهم. دعوات جهادية وبيَّن "حسن العسيري" أنَّ الشباب هم بُناة نهضة الأمم، مُشيراً إلى أنَّ مما يؤسف له أنَّ بعض شبابنا تمَّ التغرير بهم واستقطابهم عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، مُضيفاً أنَّ أولئك انقادوا وراء دعوات جهادية كاذبة ووجهوا فوهات بنادقهم في وجه الأبرياء، موضحاً أنَّ العديد ممَّن نجوا من جحيم تلك المحرقة استجابوا لنداء ولاة الأمر بالعودة إلى وطنهم وأهلهم، ناصحاً من لم يعودوا من طريق الضلال بأن يدركوا أنَّ الجهاد المشروع ليس في تلك الساحات، وأن يعلموا أنَّهم إن لم يتراجعوا فإنَّهم سيكونون جزءاً من تلك الذخيرة الرخيصة غير المأسوف عليها. أفكار منحرفة وأوضح "أحمد محمد باحص" –أحد منسوبي المستشفى العسكري بالمنطقة الجنوبية- أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت في متناول العديد من أفراد المجتمع، مُضيفاً أنَّها تستخدم على نطاق واسع بين أوساط الشباب، مُبيِّناً أنَّ هذه الثورة الكبيرة في هذا المجال يمكن توظيفها في خدمة المجتمع وتبادل المفيد من العلم والمعلومات التي ترتقي بثقافة الشباب وتنمي مواهبهم وقدراتهم وتساعدهم في الحصول على المعلومة بشكل سريع، مُشيراً إلى أنَّ المتربصين من أعداء الأمة حريصون على توظيفها لصالح مخططاتهم وأهدافهم السلبية. وبيَّن أنَّ أولئك المُخربين حرصوا على ضخ أفكارهم المنحرفة وشحنوا عقول بعض الشباب وعملوا على تضليلهم والتغرير بهم، مؤكداً على أنَّ ذلك يُعدّ خطراً محدقاً وسبيلاً إلى الانزلاق نحو طريق مظلم يؤدي إلى الإيمان بالأفكار الضالة التي تستهدف أمن واستقرار هذه البلاد تحت ستار الحرية والإصلاح من خلال العزف على وتر عاطفة الشباب، ممَّن يجهلون عواقب الأمور وتداعيات الأحداث. استدراج الشباب وأشار "عبدالعزيز بن صالح القنيعير" -أحد الطلاب المُبتعثين ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث بجامعة الشارقة- إلى أنَّ موقع "يوتيوب" يُعدُّ من أقوى وسائل التغرير بالشباب؛ وذلك لأنَّه مدعوم بصور وفيديوهات وأناشيد تستدرج شبابنا -للأسف الشديد-، إلى جانب استخدام وتوظيف بعض الأحاديث الشريفة في غير محلها، مُشدداً على ضرورة مواجهة هذا المد الالكتروني بصورة إيجابية عبر الموقع نفسه، على أن يتم التركيز على استشعار حب الوطن وتقوية الوازع الديني بأسلوب يتماشى مع الجيل الحالي. وأضاف أنَّه أنتج مؤخراً مسرحية تُحذّر من التغرير بالشباب، حيث تمَّ عرضها في احتفاء الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات باليوم الوطني، لافتاً إلى أنَّ المسرحيات الفكاهية الهادفة والأفلام القصيرة تُعد وسيلة هامة لحماية شبابنا، داعياً إلى الاستعانة بمشاهير "يوتيوب" و"انستقرام" للمساهمة في هذا الجانب. مناهج واقعية وشدَّد "أحمد سعيد أبو حسان" –مدرب، ومستشار إعلامي- على أهمية تحرّك "وزارة التربية والتعليم" فيما يخص إدراج مناهج واقعية تربوية هادفة لحماية أطفالنا وتقوية الوازع الديني والوطني لديهم، مُضيفاً أنَّ هذه البرامج تُعدُّ درعاً حصيناً ضد ما قد يعترضهم من أفكار هدامة، مُشيراً إلى أهمية الدور الواجب على المعلمين والمعلمات في هذا الجانب تجاه تحقيق الانتماء للدين والولاء للوطن، لافتاً إلى أهمية إدراج الفقرات التوعوية في قنوات الأطفال، ومنها قناة "أجيال" السعودية، وتأدية "وزارة الثقافة والإعلام" لدورها المطلوب في هذا الشأن. المهمة ليست سهلة لتوعية المجتمع بخطر التشدد والغلو في الدين وننتظر جهوداً رسمية منظمة ومنسقة لمواجهة الخطر بيئة خصبة ولفت "صالح بن حسن العموش" -مدير مشروع التوفيق للزواج والإصلاح الأسري بالخرج- إلى أنَّ موضوع التغرير بالشباب من الموضوعات المهمة التي يجب أن يعتنى بها، خصوصاً في هذا الوقت الذي يشهد انفجاراً كبيراً في مجال تقنية المعلومات والاتصالات الحديثة، مُضيفاً أنَّ هذه الوسائل ألقت بظلالها على المجتمع المسلم على جميع المستويات والمراحل العمرية، وعلى الرجال والنساء، والصغار والكبار كافة، مؤكداً على أنَّها أثرت على الجميع تأثيراً بالغاً على الصعيدين الايجابي والسلبي. وأضاف أنَّ لهذه الثورة المعرفية والمعلوماتية أثرا بالغ الخطورة على شبابنا وفتياتنا، خصوصاً أنَّ العديد منهم يُشكلون بيئةً خصبة لتلقيّ كل فكرة وفكر دون تمحيص أو خبرة أو تجربة، مُشيراً إلى أنَّ الحياة هي فكرة ثمَّ خيال ثمَّ واقع يمكن تحقيقه، متسائلاً عن الدوافع التي تدعو بعض الشباب إلى الانجرار وراء بعض الأفكار المنحرفة في هذا الجانب، قائلاً :"هل هو حب المغامرة والتحدي؟، أم انَّها الرغبة في التميّز عن الأقران؟"، مُشيراً إلى انَّه لابد أن نكون قريبين من الشباب، خصوصاً أنَّ العديد من وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت ميداناً لتصفية شبابنا. دور الأسرة ولفت "أحمد بن علي آل فرحان" -مستشار تعليمي بتعليم عسير- إلى أنَّ مشكلة التغرير بالشباب لها علاقة قوية جداً بوسائل التواصل الاجتماعي العالمية وما تنطوي عليه من تغذية راجعة وحقن غير منضبط ومسؤول في جميع المجالات الدينية والعقائدية والاجتماعية والثقافية، مُضيفاً أنَّ الفئات المستهدفة من أبناء وبنات الوطن يستقبلون هذه الأفكار في وقت تهرب وتخلى وابتعد فيه العديد من الجهات ذات العلاقة المباشرة بتربية وتوجيه النشء، وفي مقدمتها الأسرة. وأكَّد على أنَّ الأسرة تُعدُّ الركيزة الأساسية في توثيق عرى الفطرة التي فطرنا عليها الخالق العظيم –سبحانه وتعالى-، وهي فطرة الإسلام الخالصة الوسطية التي أوحى بها المولى إلى رسوله المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، وهو المُشرِّع العظيم لهذه الأمة وراسم الطرق المنجية من المهالك في الدارين، مُشيراً إلى أنَّ دور الأسرة مهم جداً حيال المسؤولية والمتابعة للأبناء وتنشئتهم التنشئة السليمة الخالية من تشويش براثن الأعداء التي يمكن أن تجرفهم إلى ظلمات الفكر المنحرف وتنزلق بهم في مستنقعات السعير وبؤس المصير. وأشار إلى أنَّ على "وزارة التربية والتعليم" أن تعمل على البحث عن التدفق الفكري المنحرف وإيجاد برامج ومناشط لمكافحته، إلى جانب تبصير النشء بما ينعمون به من أمن واستقرار ورخاء لا مثيل له في أيّ بقعة على وجه الأرض بفضل الله سبحانه وتعالى والعمل على تنمية العزة بالدين، وكذلك الانتماء للوطن والولاء لله ثمَّ المليك، داعياً وسائل الإعلام المختلفة للعمل جنباً إلى جنب مع الميدان التربوي وتوحيد الرسالة التكاملية لا التنافسية الاقصائية التي تنقض غزل أمتها. التعامل بحذر مع أفكار المتشددين على «النت» أكَّد «د. عبدالله بن محمد بن حميد» –إمام، وخطيب جامع الملك فهد بأبها- على أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي «تويتر وفيسبوك وواتس أب وإنستقرام»، وغيرها، إلى جانب ما يزدحم به الفضاء المحيط بنا من قنوات وساحات ومنتديات أصبحت تشكل سلاحاً ذا حدين، مُضيفاً أنَّ قلَّةً قليلة من شبابنا وأبنائنا هم من يتعاملون بحذر مع هذه الوسائل؛ ممَّا جعلها مرتعاً خصباً للمندسين، ممَّن في قلوبهم مرض وملأ الحقد صدورهم ضد عقيدتنا الإسلامية وضد ولاة أمرنا وعلمائنا وأمننا واستقرارنا ووحدتنا واجتماع صفنا. وأشار إلى أنَّ هناك من التحق بالجماعات التكفيرية المجرمة، من أمثال «القاعدة» و»داعش»، وغيرهما من الطوائف الضالة المُضلَّة؛ فأصبح قتيلاً بحزامٍ ناسف أو مأسوراً يتعرّض لأشد أنواع التعذيب والإهانة، وبالتالي أصبح والداه وإخوته وأخواته وأبناؤه في مصيبة عظيمة، نظراً لما ألحقه بهم هذا العاق من خروج على طاعة ولي الأمر وتدمير لنفسه وتشويه لسمعة أسرته، مُضيفاً أنَّ ذلك يتطلَّب من الجميع التواصي بالحق، آباءً ومُربين ومعلمين وأساتذة جامعات وخطباء مساجد. وبيَّن أنَّ ذلك يستوجب من الجميع التعاون في درء ذلك الخطر الداهم الذي يستهدف شبابنا، والحذر عليهم من التأثّر بما يُبث عبر تلك الوسائل، إلى جانب غرس الأمن الفكري في عقولهم، من خلال الدروس والخطب والمحاضرات، وكذلك تحذيرهم من تصديق الأراجيف الكاذبة والدعايات الرخيصة، التي تستهدف غسل عقولهم وإيغار صدورهم. متطرفون يسقطون في «فتنة المستنقع»! قال «د. طلال بن حسن البكري»:»من المؤسف أن ينجرّ بعض أبناء المملكة إلى بؤر القتال في مناطق الصراع الدموية بتحريض من بعض دعاة الفتن، سواء بالطرق التقليدية أو عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي يستخدمها البعض في غير ما خصصت له»، مُشيراً إلى أنَّ هناك عوامل كثيرة أدت إلى وقوع بعض أبنائنا في هذا المستنقع، ومنها تشرّبهم للفكر الديني المتطرف الذي يبثه بعض المتشددين، سواء في الداخل أو الخارج ويتلقّفه احداث الذين لم يجدوا من يبصرهم بحقيقة الدين اسلامي كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله. وأضاف أنَّ من بين تلك العوامل أيضاً، ابتعاد بعض كبار علمائنا افاضل عن قضايا الشباب؛ ممَّا أدَّى إلى سهولة اصطيادهم من قبل تلك التيارات المتشددة والنشطة في عملها بشتى وسائل التواصل المتاحة، إلى جانب وجود المنهج الخفي الذي يمارسه دعاة التشدّد في بعض مدارسنا وجامعاتنا؛ ممَّن يعملون في هذه المؤسسات التعليمية عبر تحريضهم للناشئة باتباع دروب الجهاد وتأجيج روح الدفاع عن اسلام الذي يوهمون المُغرَّر بهم بأنَّه في خطر، لافتاً إلى أنَّه يمكن التصدي لهذا المد المُتشدِّد بطريقة واحدة، كمتابعة ما يبث عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي. الأسرة والمدرسة يواجهان الانحراف الفكري أوضح "أحمد بن علي آل فرحان" أنَّ الأسرة يمكن أن تكون مشاركة بشكل غير مباشر في الانحراف الفكري؛ بسبب البعد عن مراقبة وتوجيه الأبناء، مُشيراً إلى أنَّ على الأسرة أن تعيد حساباتها حالياً في المشاركة الفاعلة والإحساس والإدراك بمسؤولياتها تجاه تربية النشء، مؤكداً على أنَّهم مسؤولون أمام الله –عزَّ وجل- فيما استرعاهم فيه من بنين وبنات، ويأتي في المرحلة الثانية الميدان التربوي الذي هو بحاجة ملحة إلى توحيد الخطاب التربوي الموجه للطلاب والطالبات؛ للمحافظة على ثقافة وسلامة فكر الشباب من الفكر المتطرف بجميع صوره. وأضاف أنَّ العاملين في الوسط التربوي تحمَّلوا أمانة عظيمة سيُسألون عنها أمام الله –سبحانه وتعالى-، مُشيراً إلى أنَّ لديهم مقررات تعليمية منبثقة من كتاب الله وسنة رسوله وعلوم علمية توسع مدارك النشء للتفكر والتفكير في إعجاز الخالق المتفرد في تدبير الخلق والكون، مُضيفاً :"نتطلع من رجالات التربية والتعليم أن يكونوا وسائل بناء وتطوير للإنسان والمكان وحصنا آمنا للشباب من الفكر الضال المنحرف.

مشاركة :