تمارس مجموعة من النساء في السوق الشعبي المصاحب لفعاليات مهرجان سلطان بن زايد التراثي بسويحان الحرف اليدوية التقليدية الموروثة التي أنتجتها طبيعة الحياة القديمة، لذا تستمد موادها الخام من المتوافر في البيئة المحيطة. ويأتي التلّي، وهو نوع من التطريز الذي يزين الأزياء النسائية التقليدية، كشريط مزركش بخيوط متداخلة بالألوان الأبيض والأحمر والفضي؛ كإحدى أبرز الحرف اليدوية للنساء الإماراتيات، التي يتوارثنها عبر السنوات أماً عن جَدّة، لذا ينتشر التلّي في دولة الإمارات لكونه من محددات الهوية الثقافية لنساء الإمارات. والأداة الرئيسة في عمل التلّي هي الكوجة، وتتكون من قاعدة معدنية تأخذ شكل قُمعين ملتصقي الرأس، وعلى إحدى القاعدتين حلقتان تثبتان وسادة دائرية تُلف عليها الخيوط للتطريز. وتجد الملابس المشغولة بالتلّي رواجاً، إذ يضفي عليها الشغل اليدوي قيمةً وتميزاً يصعب أن تسبغه عليها ماكينات الخياطة الآلية، وهو ما يجعل التلّي حرفة يدوية بالكامل مستمدة من التراث المحلي، ويحظى التلّي باهتمام من الفتيات الإماراتيات من الأجيال الحديثة، اللائي يبدين رغبة في تعلم المهنة يظهرها حضورهن ورش العمل التي ينظمها نادي تراث الإمارات في الجامعات والمدارس والقرية التراثية. أما السدو، الذي يوصف بأنه إبداع المرأة الإماراتية فيحتاج العمل عليه إلى الصبر والدقة وقوة الإرادة والإبداع، وهي صفات لا تنقص بنت الإمارات، التي تتحدِّث صناعاتها اليدوية عن إبداعها، ويشبه السدو «النول» المستخدم في صناعة النسيج في عدد من الدول، ويتكون من أربعة أجزاء، منها اثنان رأسيان يسمى واحدهما السيدا، وجزءان أفقيان يسمى مفردهما النيرة. وتتصل الأجزاء ببعضها لتشكل مستطيلاً تشد عليه الخيوط طولياً، بينما تستخدم قطعة خشبية لتمرير الخيوط عرضياً لإكمال النسج. تزاول النساء الإماراتيات العمل على السدو كموروث تمرره الأم إلى بنتها، يسهم في إنتاج مصنوعات متعددة، منها العشيرية، وهي سجادة كبيرة تنسج من أربع قطع أو ثلاث تدمج مع بعضها البعض، وتستخدم تقليدياً كحاجز بين مجلسي السيدات والرجال في الخيمة، أو لعزل حجرات النوم في الخيمة الواحدة، وتصنع غالباً باللونين الأحمر أو الأخضر. كذلك من المنتجات التي تصنع بالسدو بيوت الشعر المنسوجة من وبر الجمال الخشن أسود اللون لتدفئ سكانها من برد الصحراء، وينسج البيت من قطع عدة توصل ببعضها، وتخلو من النقوش الملونة، ما عدا جوانبها التي تمر بها خيوط بيضاء مستقيمة. أيضاً هناك عدد من الأدوات المتعلقة بالإبل يتم إنتاجها عن طريق السدو، مثل الساحة، وهي قطعة فنية مستطيلة توضع على ظهر الجمل، تكون منقوشة بخطوط متعرجة، وهناك أيضاً الخُرج والشِمالة التي توضع على ضرع الناقة، إضافة إلى منتجات أخرى كالبِطان والزوار والمحقبة، وكلها تستخدم لركوب الجمال.
مشاركة :