قال عاملون ومتسوقون في صنعاء إن أسعار السلع في العاصمة اليمنية لم تشهد تحسناً مقروناً بتحسن العملة اللافت بعد الوديعة السعودية المليارية. وكشفت جولة لـ«الشرق الأوسط» في متاجر العاصمة وبعض أسواقها، وجود بضائع بلا زبائن، ومتاجر خدمات أبرز روادها أعضاء الجماعة الحوثية. وقال مواطنون، تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم لأسباب أمنية، إنهم يعيشون عهدا مظلما في عهد الانقلاب الحوثي. ووصف سكان في العاصمة اليمنية حالهم بالقول: «هي صنعاء التي نعرفها، إذا استثنيت ذلك التشوه البصري الذي علق بأسوارها جراء تفشي (لعنة الموت الخمينية)... الأسواق بضوضائها، تعرجات الشوارع المثخنة بالفقد، وفضول المارة وهم يحدقون في واجهات المباني، وكأنهم يعدونها بالخلاص القريب من وعثاء الميليشيات». ويقول مجدي، وهو شاب يعمل في أحد المتاجر، ساخرا: «في هذه البلاد لا شيء يعود إلى سابق عهده. حتى لو وصل سعر الدولار إلى ريال واحد ستبقى أسعار السلع كما هي». ويتبرأ أحد تجار الجملة في منطقة «شعوب» من مسؤولية ارتفاع الأسعار، ويلقيها على «سياسات الحوثيين وعبث ميليشياتهم التي تفرض إتاوات على أغلب التجار في كل مناسبة، إلى جانب الضرائب والجمارك المضاعفة التي تفرضها الجماعة علينا في مداخل المدن». ويضيف أن «أجور النقل كارثة أخرى واجهتنا بسبب ارتفاع سعر المشتقات النفطية، التي حولها الحوثي إلى سوق سوداء بعد أن قام بتدمير شركة النفط، وألغى دورها ليتيح المجال لقياداته لتأسيس شركات خاصة تحتكر استيراد الوقود».
مشاركة :