عندما أطلق البعض حملة «تبليك» المشاهير التي لم تحقق أي نجاح بشكل فعلي على أرض الواقع، خرج بعض أولئك المشاهير وهم في حالة رعب كبيرة عبر كل منبر تلفزيوني في حالة دفاع عن أنفسهم وعمّا يقدمونه من محتوى هم أول من يعرف أنه «تافه»، في حين التزم الصمت من اجتهد على طرحه وكان كله ثقة بأن الحملة لن تطاله، وكان الأولى لو تم عمل نفس الحملة ولكن ليس لـ»تبليك» المشاهير، بل لتقويمهم، تحت عنوان «حملة تقويم المشاهير»، ليبدأ كل مغرد في سرد أسماء من تابعهم بسبب الفضول واكتشف أنهم لا يقدمون شيئاً يحمله على الاستمرار معهم، حتى يقدم لهم النصيحة التي يرى أنها الأمثل والتي ستغير من هذا المشهور بشكل إيجابي، كلاً بحسب توجهه وبحسب ما كوّنه هذا المتابع من صورة عنه وعن شخصيته.. ربما كانت حملة مماثلة ستضفي المزيد من المنطقية في تغيير سلوك المشاهير أو تقويمهم على أقل تقدير. ولكن تبقى الفئة التي يجب أن تغادر «السوشال ميديا» من مشاهير «الغفلة» الذين اكتسبوا شهرتهم عبر الابتذال وتغيير المفاهيم الصحيحة وإقناع البعض وخاصةً ذوي الدواخل الهشة بالخطأ وسهولة التأثير عليهم، هؤلاء كان يجب أن تطالهم حملات بنفس القوة ولكن تحت عناوين أكثر حدة، ليس لحرمانهم من هذه الشهرة فقط، بل حرصاً عليهم من وعيهم الناقص الذي يزيد نقصاناً كلما تضاعفت أعداد متابعيهم. فبرغم أن قانون الجرائم الإلكترونية يضع مستخدمي هذه التطبيقات من المشاهير وغيرهم على طاولة الحساب فور وقوع أي خطأ، إلا أنه وللأسف فما يحدث في المملكة من مراقبة وتدقيق ومحاسبة أولاً بأول لهؤلاء المستخدمين لا يحدث بنفس درجة الحرص في دول كثيرة، ولذلك فالأخطاء أصبحت أكثر جرأة وقد تكون خاضعة أحياناً لمخططات الغرض من خلفها أكبر مما يمكن أن نتصور. أكبر مثال على ذلك ما حدث مؤخراً عبر أحد الحسابات من تطاول واضح وصريح على الأعراض من قبل أحد مشاهير هذه التطبيقات، حيث رفض هذا التطاول جميع المتابعين، وبرغم ذلك استطاعت حسابات الفضائح أن تسرب فيديوهات هذا التطاول كالنار في الهشيم عبر كل منبر تواصل إلكتروني نعرفه رغم عدم أهمية صاحبة هذه الفيديوهات، لتشتعل فتنة مخجلة بين المتابعين لم تخرج بعد عن ساحة تطبيقات التواصل ولكنها قابلة للخروج إلى ساحات الواقع في أي وقت ما لم تتم السيطرة عليها قضائياً وبحزم، فالشعوب الآن تنتفض غضباً على شباك مشهورة «من العدم» والسبب التهاون بقوانين الجرائم الإلكترونية. لذلك ولأننا أصبحنا في الزمن الذي نملك فيه تأثيراً لا يُستهان به، فلابد أن نتخيّر عناويننا، فحملة كحملة «تبليك» المشاهير لم تكن لتؤثر كحملة تقويم محتوى القابلين منهم للتغيير، أو حملة إقصاء المسيئين منهم، أو حتى.. المطالبة بإيقافهم وبالقانون!.
مشاركة :