طهران - ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الرئيس الإيراني حسن روحاني دعا الأحد إلى تعزيز العلاقات مع إقليم كردستان العراق في إطار عراق موحد بعد توتر شاب العلاقات بسبب استفتاء على استقلال الإقليم أجري في سبتمبر/ايلول 2017. وجاءت الدعوة خلال زيارة نيجيرفان برزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق شبه المستقل وهي الأولى على هذا المستوى لإيران منذ الاستفتاء الذي عارضته طهران بشدة. وأغضب الاستفتاء الذي أجري في 25 سبتمبر/أيلول وجاءت نتيجته بتأييد الانفصال بنسبة كاسحة، الحكومة المركزية في بغداد وإيران وتركيا خاصة وأن لدى الدولتين أقليات كردية على أراضيها. وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء "أكد الرئيس روحاني على العلاقات التاريخية والراسخة بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأكراد العراق وقال إن كل الجهود يجب أن تبذل لتعزيز العلاقات بين دولتي إيران والعراق". وقال محللون إن إيران تبدو هي الفائز في النهاية من الأزمة التي تسبب فيها الاستفتاء. ويعتقد على نطاق واسع إن طهران دعمت رئيس الوزراء حيدر العبادي في هجوم شنه لاستعادة السيطرة على مناطق كانت خاضعة لسيطرة الأكراد ومنها مدينة كركوك الغنية بالنفط. وفي وقت سابق التقى رئيس حكومة الاقليم بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الذي عبر عن قلقه تجاه الغارات المتواصلة عبر الحدود التي يشنها متمردون أكراد إيرانيون من كردستان العراق. ونقلت الوكالة عن شمخاني قوله "لا يمكن أن نقبل أن تستخدم مجموعات معادية للثورة الأراضي الكردية لاغتيال جنودنا ومواطنينا ثم تعود للمنطقة الكردية ثم تعلن مسؤوليتها عن تلك الأفعال في وسائل إعلام كردية رسمية". وقال برزاني وفقا لما نقلته الوكالة "توسيع أطر العلاقات والتعاون بين إيران وإقليم كردستان لن يتأثر بجهود المعارضين وينبغي علينا استخدام كل قوانا لمنع التهديدات الأمنية ضد إيران". وتعمل عدة مجموعات كردية إيرانية معارضة مسلحة انطلاقا من مواقع في منطقة جبلية نائية بشمال العراق وتشن هجمات متفرقة في إيران. وأبدت طهران الأحد دعمها للجهود للخروج من الأزمة التي تسبب استفتاء الأكراد على الانفصال، مؤكدة تمسكها بوحدة أراضي هذا البلد. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية أكد شمخاني لبارزاني أن طهران "ستقوم بكل ما في وسعها لدعم الجهود لتبديد الخلافات" بين بغداد واربيل و"المساهمة في إنجاح" الحوار الذي بدأ مؤخرا بين الحكومة العراقية وكردستان العراق. وعزا شمخاني هذا الموقف إلى "سياسة اربيل الجديدة التي تركز على التعاون والحوار مع بغداد". وفي 13 يناير/كانون الثاني بحث وزير في الحكومة الكردية مع السلطات العراقية المركزية الحصار الجوي الذي تفرضه بغداد على كردستان العراق منذ التأييد الساحق لاستفتاء الانفصال. وردا على الاستفتاء استعادت بغداد بالقوة كل المناطق التي استولى عليها الأكراد في السنوات الأخيرة ما بعد حدود كردستان الإدارية. ولدى استقباله بارزاني ذكّر الرئيس الإيراني حسن روحاني بتمسك طهران بـ"عراق موحد" يعترف فيه بـ"الحقوق الشرعية" للأكراد "في اطار احترام الدستور ووحدة أراضي الدول" بحسب بيان للرئاسة الإيرانية. وبحسب الرئاسة الإيرانية "أكد بارزاني أن منطقة كردستان العراق لن تسمح لأحد باستخدام أراضيها لتهديد جمهورية إيران الاسلامية بأي شكل"، مؤكدا أن "ذلك خط أحمر لأربيل".
مشاركة :