سندات الخزينة الأميركية تحت المجهر

  • 8/31/2013
  • 00:00
  • 15
  • 0
  • 0
news-picture

يتابع المستثمرون الدوليون عن كثب قرارات رئيس مجلس الاحتياط الفيديرالي الأميركي (البنك المركزي) بن برنانكي، الذي يتجه إلى إعادة هيكلة مخططاته الرامية إلى الحد من السياسات المالية التوسعية، التي بدأت بالتيسير النقدي، ولا يُعرف أين ستنتهي. ويستهدف المستثمرون حالياً مردود سندات الخزينة الأميركية، خصوصاً تلك التي تستحق بعد عشر سنوات والمعروفة باسم «تي بوند». وتُحلّل هذه السندات بعمق، كونها تمثل الأكثر حساسية لدى الاحتياط الفيديرالي الأميركي. وتُعدّ أيضاً مؤشراً مهماً لكيفية ردود فعل الأسواق المالية تجاه تحركات برنانكي. وتتضارب توقعات المحللين الدوليين حيال سندات الخـزيـنة الأمـيركـية، إذ تؤكد المجموعة الأولى منهم في دخـول الاقـتـصاد الأميركي مرحلة الانتعاش التنـفيذية. صحيح أن معدل البطالة الأميركية لم ينخفض بعد إلى 6.5 في المئة، وهو هدف الاحتياط الفيديرالي، وأن الإقبال على شراء سندات الخزينة الأوروبية سيتباطأ. إلاّ أن مردود السندات الأميركية «تي بوند» سيرتفع. وتتوافق المجموعة الثانية من المحللين، على أن التفاؤل إزاء انتعاش اقتصادات الدول الصناعية، في مقدمها الولايات المتحدة، وصل إلى درجة مُبالغ بها، ما يعني أن ارتفاع مردود سندات الخزينة الأميركية غير محسوم بعد. في المقابل يرى خبراء سويسريون، أن مردود سندات الخزينة الأميركية يتقلب وفق أقوال برنانكي وإفاداته. إذ كلما زاد الإقبال على شراء هذه السندات تراجع مردودها والعكس بالعكس. ويكفي رصد ما جرى منذ مطلع تموز (يوليو) الماضي حتى الآن، بتراجع مردود سندات «تي بوند» من 2.73 إلى 2.5 في المئة. ويُعزى سبب هذا الانخفاض إلى تأكيد برنانكي، استمرار سياسة إغراق الأسواق المالية بالأموال من دون فوائد وقتاً طويلاً، من طريق تبني مخططات لا تصطدم بعضها ببعض. وهكذا أثّرت أقوال برنانكي في ازدياد الإقبال على شراء هذه السندات. ويعتبر أساتذة جامعيون في قسم العلوم الاقتصادية في جامعة برن، أن أقوال برنانكي بات لها مفعول مباشر على فارق المردود بين سندات الخزينة الأميركية «تي بوند» وتلك الألمانية المعروفة باسم «بوند». ويُعرف هذا التباين تقنياً باسم «سبريد». وينحصر هذا الفارق اليوم في مئة نقطة تقريباً، ما يعني أن الإقبال على شراء السندات الأميركية ينتعش. في حين يتراجع على شراء السندات الألمانية نتيجة انخفاض مردود الأخيرة في شكل طفيف. ولا يجب إغفال الضعف النسبي الذي يمرّ فيه الناتج المحلي الألماني، الذي يبرر تراجع مردود السندات الألمانية مقارنة بنظيرتها الأميركية. ويعزو هؤلاء الأساتذة رسو هذا الفارق على 100 نقطة إلى عاملين، هما استعداد المستثمرين الدوليين ومنهم السويسريون، على شراء مزيد من السندات الأميركية فتراجع مردودها في شكل طفيف، والنفوذ القوي لأقوال برنانكي على عالم المال.

مشاركة :