تركيا تجازف فعلا بالوقوع في المستنقع السوري، ليس فقط ميدانيا بل وأيضا دبلوماسيا. وحذر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل من مخاطر لا يمكن توقعها بسبب المواجهة العسكرية بين تركيا والوحدات الكردية. وطلبت فرنسا عقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن لمناقشة التدهور العسكري في سوريا، ودعت تركيا إلى وقف هجومها على القوات الكردية في شمال سوريا. من جهتها أعربت مصر عن رفضها للعمليات التي تقوم بها القوات التركية قائلة إنها “انتهاك جديد للسيادة السورية، وتقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا”. وهذا أول موقف عربي يصدر بخصوص العملية التركية. وبدا موقف الولايات المتحدة أكثر مرونة، حيث قالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناويرت مساء الأحد“نحض تركيا على ممارسة ضبط النفس وضمان ان تبقى عملياتها محدودة في نطاقها ومدتها، ودقيقة (في أهدافها) لتجنب سقوط ضحايا مدنيين”. ويستبعد مراقبون أن تصغي أنقرة للدعوات المطالبة بوقف العملية العسكرية التي تأمل من ورائها في إنهاء الطموح الكردي، فضلا عن تعزيز نفوذها على المسرح السوري.
مشاركة :