في مبادرة «ادعم ناديك» كلما تقدمت الاندية خطوة تقدم الهلال خطوات، رغم خطواته المتثاقلة وجراحه المتناثرة وخروجه الأخير وعثرته العابرة في مسابقة الكأس. نعم عابرة لأنه عندما يتعثر هو اول مَنْ يعبر ويعثر على الذهب. وذهبت وأسرعت الفرق بالمقابل تتسابق على التعاقدات قبله الا ان عشاقه يتسابقون على الدعم كله؛ لأنه كيان ومكان يختزل في داخله فرح سابق وطموح قادم ووفاء منقطع النظير وعشق للكيان بعيدا عن واقع الميدان. الهلال حتى وهو في اقل مستوياته يتقدم ويتصدر على مستوى ارقام الدعم الجماهيري وسلم مراكز الدوري وكأنه ولد ليبقى في المقدمة مهما كانت الظروف. نعم يعيش الظروف، بل اسوأ الظروف الفنية إصابات ونتائج سلبية وغيابات بالجملة وكأن شيئا من هذا لم يحدث. يخسر ولا ينهزم، يتعثر ولا يسقط يُتعب أنصاره ولا يتعبون من تتبع اخباره. مهما كانت تقلباته مهما اهتزت قواه وفقد بريقه يبقى مدرجه من اسرار قوته يستمد منه قواه اذا انحرف عن المسار. مر على الهلال اوقات صعبة اصعب مما حدث الآن بكثير وتجاوزها لأنه الهلال. في تصوري لن يكون اسوأ من هذا الحال الذي مر به. ولو عدنا للماضي القريب وتقريبا في نفس التوقيت الموسم الفارط اهتز الفريق بعد التفريط في محبوبة فؤاده آسيا وساءت نتائجه وتعكر مزاجه، لكن سرعان ما ودع الالم على امل لقيا تلك المدللة ليعود وبقوة ويدلل عشاقه ويهديهم الدوري، سيناريو قد يتكرر هذا الموسم نظرا للدور الكبير، الذي تقوم به تلك الجماهير العاشقة حد الجنون، التي لا تيأس ولا تعرف الاحباط مع فريق عندما تتصفح تاريخه لا تشعر بخيبة امل. ومن خلفه ادارة تلو الادارة لطالما تخطت الأزمات بنجاح وشحنت همم وروح الفريق. استوقفني كثيرا هذا الدعم الازرق رغم الأرق، الذي يعيشه وسيستوقف الجميع اكثر بمجرد التوقيع مع لاعب ما حتما سيكسر هذا الجمهور المُتيم حاجز الخمسين الف مشترك. نعم لا جديد في شعبية الهلال إنما يظل هذا السخاء والعطاء غير المحدود قياسا بالاداء غير المقنع مؤخرا صورة تحكي ان الدعم مرتبط بالعشق اكثر من النتائج. لكن هذا ايضا لا يعني اغفال المستويات تماما لأنها ستلعب مستقبلا دورا كبيرا في الدعم، وهنا دور الفرق في رد الجميل لعشاقها الداعمين.
مشاركة :