عملية "عفرين".. تركيا والرهانات الخاسرة!

  • 1/25/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الحملة العسكرية التي تجري على قدم وساق من طرف تركيا في منطقة "عفرين" ضد قوات سوريا الديمقراطية في المنطقة بحجة الحفاظ على أمنها الاستراتيجي؛ تعكس في الواقع -مرةً أخرى- سوء تقديرات تركيا منذ بداية تدخلها في الأزمة السورية قبل 7 أعوام. وإذ تصر تركيا على إجلاء القوات العسكرية للأكراد من مناطقهم، فإنها تغامر كثيرًا بحرب استنزاف قد لا تكون في صالحها؛ حيث كان واضحًا منذ البداية أن نية الولايات المتحدة من نشر هذه القوات التي سيصل قوامها إلى 30 ألف جندي من السوريين العرب والكرد في الحقيقة، هو مراقبة حركة الإرهابيين وعوداتهم المحتملة إلى المنطقة من ناحية، وتكثيف الدور الأمريكي من أجل إحلال توازن مقابل للدور الروسي في الأزمة السورية من ناحية ثانية، بعد أن أدركت الولايات المتحدة مدى فَدْح انسحابها من الملف السوري منذ سياسات الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة أوباما. بالتأكيد، ستساعد المعركة القائمة في "عفرين" بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، على خلط الأوراق والتحالفات بين المحاور والإرادات المتصارعة في الأزمة السورية. وإذا ما بدا واضحًا أن التحالفات المتخبطة لتركيا بين محوري إيران وروسيا من جهة، والولايات المتحدة من جهة ثانية، فإن جهودها ونشاطها سيكون مرتبطًا بكيفية تقليل الخسائر التي ظلت تُمنَى بها منذ دخولها في ملف الأزمة السورية، بحسب أحد المراقبين. وفيما يظل التحالف الإيراني الروسي متماسكًا في التنسيق داخل سوريا، فإن اختيار تركيا لمعركة "عفرين" ضد الجيش الذي ترغب الولايات المتحدة في التحالف معه، سيكون مكلفًا لها على المدى البعيد. بطبيعة الحال، تخشى تركيا من جيب كردي لدويلة فيدرالية على خاصرتها، بما يمثله قيام كونفيدرالية للأكراد على حدودها من مخاطر قد تؤدي إلى تقسيمها، كما تظن. ولكن كل مراقب حصيف سيدرك أن تركيا تحمِّل الأمر أكثر مما يحتمل في أبعاده الجيوسياسية؛ فرغم أن الولايات المتحدة طمأنت تركيا بخصوص مهام جيش الحدود وعلاقاتها به، تصر تركيا على تولي أمر "دفن" هذا الجيش حيًّا بنفسها، كما صرح الرئيس التركي "أردوغان" قبل أيام. وفي ظل أحوال متوترة كهذه، سيتفاقم الوضع، وربما تختلط أوراق اللعبة فتخسر تركيا المزيد من أوراقها، لا سيما أن تجربة الأكراد ("وحدات حماية الشعب" التي هزمت "الدواعش" في كوباني "عين العرب"، شر هزيمة، ثم هزمتهم مرةً أخرى في الرقة)، لا تزال ماثلةً. لكل ذلك.. ستكون معركة "عفرين" فصلًا جديدًا في ملف الأزمة السورية قد لا يؤذن بنهايتها، بعد أن توقع كثير من المراقبين انتهاءها خلال العام الحالي.

مشاركة :