الكويت تجمع ولا تفرق

  • 1/26/2018
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

من خلف زجاج حاجز شباك صرف بطاقات العلاج في مستوصف منطقتنا ناولني الموظف المناوب ورقة لمقابلة الطبيب، بعد ان اطلع على بطاقتي المدنية، كانت تلك الورقة تتضمن عبارة بالخط العريض «معفى من الرسوم»، وبما انني ازور ذلك المستوصف لأول مرة وقفت حائراً أتأمل في معنى تلك العبارة متسائلاً: ما هي أنواع هذه الرسوم؟ وعلى من فرضت؟ ومن يتقاضى عوائدها؟ وقد فكرت في بادئ الأمر أنها تبرعات لمساعدة القدس المنكوبة، كما كان يحدث في البلاد في السنوات الماضية من تبرعات للإخوة الفلسطينيين الذين نهبت أراضيهم. ولكن إذا كان هذا هو القصد فلماذا يعفى المواطن، الذي من المفروض أن يكون أول من يتسابق في المشاركة في هذا الكرم الاخوي؟! إذاً هناك فريق آخر غير المواطنين تُفرض عليه رسوم العلاج في البلاد. اكتشفت في ما بعد أن هذه الرسوم تفرض على الوافدين من الاشقاء والاصدقاء. وبحسبة بسيطة نجد لو قارنا قيمة ما سيدخل خزينة الدولة من هذه الرسوم سنوياً فإنه لا يعادل شيئا البتة بالنسبة إلى العلاقة الاخوية بين المواطن والوافد. الكويت كما كانت ولا تزال بلد الكرم والجود ومساعدة لجميع من يلوذ في ظلها حينما كان الانسان الكويتي لا يملك سوى قوت يومه ولم يكن في الكويت وقتها فنادق كما هي الحال عليه، كانت دواوين الكويت مفتوحة لكل زائر وابن سبيل فيها يجد ما يحتاج من مأكل ومشرب وأمن وأمان. ولا تزال الكويت بأهلها سباقة في تقديم العون والمساعدة للمحتاجين من بلدان العالم لمن أصابتهم نكبات الكوارث الطبيعية أو الحروب الجانبية. نعم الكويت بلد الخير والمكرمات فكيف لا تكرم من جاء مسافراً عبر البحار تاركاً وراءه عائلته وأولاده وأمه وأباه لمشاركة الكويتيين بناء بلادهم العامرة؟! لقد ساهم هؤلاء الرجال في بناء المدن الكويتية الكبرى منها والصغرى، وشيدوا الجسور والشوارع والطرقات والمطارات يجب ألا تنسى أفضال هؤلاء الرجال وما بذلوه من جهد، كما أن علينا ألا ننسى النساء الوافدات اللاتي جئن للبلاد طبيبات وممرضات لعلاج اخواتنا وزوجاتنا وامهاتنا وبناتنا وأشرفن على ولادة الكثير من امهات رجالات الكويت الذي اعتلوا المناصب في البلاد. ولذا فعلى هؤلاء الرجال والأبناء ألا ينسوا أمهاتهم الوافدات، ومن هنا اتوجه بندائي الحار من مبدأ التكاتف والتضافر وعدم التفرقة بين الاخوة والأشقاء في بلادنا الحبيبة رافعا رجائي هذا لصانعي القرار طالباً منهم إعادة النظر فيه تلافياً لعدم إيجاد الفرقة بين سكان هذه الأرض الطيبة الطاهرة.. الكويت بلاد الجميع. محمد سالم البلهان ** سفير سابق

مشاركة :