مختصون: عودة الأسهم للارتفاع مرهون باتجاهات الأسواق العالمية

  • 10/17/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ربط عدد من المختصين عودة سوق الأسهم السعودية للارتفاع بداية الأسبوع المقبل باتجاه الأسواق العالمية مع إغلاق تداولاتها اليوم الجمعة نهاية الأسبوع، مرجعين الانخفاضات القوية التي شهدتها السوق إلى الضغوط الخارجية بجانب الضغوط المحلية المتمثلة في اكتتاب “الأهلي التجاري”، مما دفع مؤشر السوق للانخفاض إلى مستوى 9547 نقطة، حيث إن التأثيرات النفسية باتت تسيطر على توجهات السوق ومواصلة انخفاضه. وأشاروا إلى أن السوق الآن خاضعة لاجتهادات شخصية ولا تستند على معلومات اقتصادية صحيحة بعيدا عن الملاءة المالية والوضع الاقتصادي القوي للمملكة، في ظل استمرار انخفاض أسعار النفط. فمن جانبه أوضح محمد النفيعي رئيس لجنة الأوراق المالية بغرفة جدة أن السوق تعاني حاليا من توافق المعطيات السيئة التي أثرت بشكل كبير على تحركات السيولة وأبرزها الغطاء النفسي السلبي للتداولات وسط تراجع أسعار النفط والأسواق العالمية ولكنها لم تكن السبب الوحيد الذي ساهم في زيادة مستويات الهبوط ولكن موجات التسييل التي شهدتها السوق حتى قبل تراجع أسعار النفط بعضها لتمويل عمليات الاكتتاب في البنك الأهلي، والآخر يشير إلى ضغوط تمويلية، ما ساهم في دفع السوق إلى هذه المستويات بسرعة، كما أن سرعة موجات الهبوط أفقدت الكثير من المتعاملين فرصة التقييم العادل للأسعار، ما ساهم في العزوف عن الدخول وزاد من مستويات الهبوط التي لا تتناسب مع المعطيات المحيطة، أيضا زيادة مؤشرات الحساسية للأخبار السالبة زاد من موجات البيع التحوطي. وأضاف النفيعي أنه بالرغم من الهبوط الحاد إلا أن السوق لم تفقد أبرز مقوماتها الخاصة بتوافر فرص استثمارية، فارتفاع أسعار النفط المتسارع من قبل لم يكن العامل الوحيد لدعم الأسعار والاتجاه للسوق، بل إن السوق مرت بفترات لم تستجب فيها مع تحسن أسعار النفط ولكن ارتباط انخفاض أسعار النفط مع عوامل سلبية أخرى ساهما بشكل أكبر في الهبوط ولذلك أتوقع أن تشهد السوق رؤية أكثر هدوءا في نهاية الأسبوع لتقييم الأحداث والتحرك لاقتناص الفرص بعد الهبوط الجماعي. وتوقع النفيعي أن يكون نزول السوق عاملا صحيا نسبيا رغم ما سببه من خسائر للمتداولين لتوفير مراكز أكثر قوة للمستثمرين في السوق الذين تحفظوا على الدخول وفق بعض المستويات التي شهدتها السوق، وتوقع أيضا أن تعود السيولة بقوة للسوق في وقت قريب بعد وضوح الرؤية عن أداء الشركات الكبرى التي ألقى البيع عليها بظلال سلبية عن أدائها المالى، وقال هناك مبالغة في الرؤية السلبية بدليل شمول البيع جميع القطاعات وليس قطاع البتروكيماويات. أما خالد الجوهر العضو المنتدب لشركة الجوهر للاستشارات المالية فأوضح أن الأخبار السلبية المتلاحقة في المنطقة سواء السياسية أو الاقتصادية، جعلت سلوك الفرد سلوكا سلبيا، ما نتج عنه نتائج مبالغة في عملية عروض البيع، في ظل غياب قوى السوق "الصناديق الأساسية والحكومية" حيث لا توجد طلبات شراء، بالرغم من أن حجم السيولة وصل أمس عشرة مليارات، وهي مرتفعة مقارنة مع الأيام الماضية إلا أن البيع أكثر من الشراء، إضافة إلى غياب صناديق التوازن التي تحد من بيع الصناديق الكبيرة، بذلك تصدر التأثير النفسي لانخفاض السوق. وأرجع الجوهر سبب انخفاض سوق الأسهم أمس إلى انخفاض معدل أرباح بعض المصارف في نتائج الربع الثالث، بالرغم من أن الانخفاض لم يكن كبيرا مقارنة مع الربع الثاني إلا أنها أثرت وانعكست سلبا على السوق، إلى جانب تسارع الانخفاض بأسعار النفط، ما أعطى مخاوف للمستثمرين أنه سيكسر حاجز 80 دولارا للبرميل، إضافة إلى توقعاتهم لإغلاق الأسواق العالمية اليوم، فكان هناك استحقاق وتوقع سلبي للسوق، لذلك أخذت السوق احتياطاتها مبكرا. وربط الجوهر افتتاح سوق الأسهم يوم الأحد المقبل بإغلاق الأسواق العالمية اليوم الجمعة، فإذا أغلقت سلبية ستنعكس على افتتاح السوق السعودية يوم الأحد وإذا كانت إيجابية مع استقرار في أسعار النفط ستنعكس أيضا على الافتتاح، إضافة إلى النتائج المتنظرة من بعض الشركات مثل "سابك" وقطاع الاتصالات. وأشار الجوهر إلى تأثير الضغوطات على السوق سواء الداخلية في السوق والخارجية، فمن أبرز تلك الضغوط الداخلية، أن الاستثمارات بالسوق استثمارات قصيرة المدى، فجميعهم يتعاملون بالسوق في الوقت وهو ما يشكل ضغوطا على المؤشر، إضافة إلى أن بعض الصناديق الكبرى تحاول الاستفادة من الانخفاض، وذلك بالبيع بشكل كبير ومن ثم الرجوع للشراء بأسعار منخفضة، مستغلين عدم وجود صناديق التوازن التي تمنع ذلك، وهو ما يضغط على المؤشر. وفيما يخص الضغوطات الخارجية قال، للأسف يوجد لدينا نقص كبير في إدارة الأزمات من بعض المديرين التنفيذيين، الذين من المفروض أن يكونوا موجودين في الإعلام وإصدار التقارير، خاصة أن البترول مرتبط بالاقتصاد الوطني، فلا بد من توضيح الصورة العامة للاقتصاد السعودي وتوضح الملاءة المالية، والمشاريع المستقبلية والمخصصات للمشاريع، وهل ستحقق المملكة عجزا، وما تأثير انخفاض البترول على الاقتصاد والمشاريع جميعها أمور رئيسة لا بد من إعلام العامة بها، حتى نقضي على الاجتهادات الشخصية من قبل المحللين التي أضرت بالسوق وجعلتها هشة، إلى جانب الحد من الاعتماد على التقارير الخارجية والدولية، مبينا أن هذا ما تحتاجه السوق الآن لمعرفة الرؤية الواضحة بعيدا عن الظن والاجتهادات. وتعجب الجوهر من الارتباط الكبير بين سوق الأسهم مع أسعار النفط، قائلا، "ولو قارنا نزول السوق بانخفاض البترول السريع، فلماذا لم يربط صعود البترول بارتفاع السوق في عام 2013م، عندما كانت أسعار البترول مرتفعة 2013، لم تواكب سوق الأسهم الدرجة نفسها، لذلك كان التأثير النفسي والتخوف أكبر من التأثير الاقتصادي. من جهة أخرى أوضح سلطان الخالدي محلل مالي ما يحدث في السوق ما هو إلا خفض المؤشرات المالية لمعيار الاستثمار كمكرر ربحية السوق خلال الـ 12 شهرا، فالسوق عندما كانت عند مستويات 11200 كان مكرر ربحيتها 20.50، واليوم السوق عند مستويات 9350 نقطة فمكرر الربح عند 16 والمعدل الجيد للاستثمار هو من 15-16 مرة مكرر ربح، مبينا أنه مع نهاية جلسة أمس قلص المؤشر من انخفاضه، حيث إننا لا بد أن نتعامل مع السوق بمبدأ الاستثمار. وأرجع الخالدي هبوط المؤشر اليوم إلى انخفاض أرباح مصرف الراجحي الذي سبب خيبة أمل للمتداولين بالسوق، حيث يعد مصرف الراحجي من أكبر المصارف المدرجة في السوق السعودية من حيث الموجودات، إلى 5316 مليون ريال (3.27 ريال/للسهم) في نهاية الأشهر التسعة الأولى 2014، بنسبة 10 في المائة مقارنة بأرباح الفترة نفسها من عام 2013، بجانب استمرار المؤثرات الخارجية. وتوقع الخالدي أن يستقر المؤشر فوق 9400 نقطة تزامنا مع اكتتاب البنك الأهلي، إضافة إلى أنه من المتوقع أن تعلن "سابك" نتائج أرباحها الأسبوع المقبل مع خيبة أمل تطول المستثمرين في السوق السعودية في أرباح شركة سابك في ظل الأوضاع الحالية وقلة الطلب على النفط ومشتقاته.

مشاركة :