تمت مناقشة رواية "خبيئة العارف" لعمار علي حسن في جلسة ثقافية ثرية بالمقهى الثقافي بمشاركة الكاتبة والقاصة د. عزة كامل وخبير التنمية د. عصام العدوي وأستاذ الأدب بالجامعة البريطانية د. سمير مندي، وأدار الندوة وقدمها الكاتب الروائي حمدي البطران.واستهلت الكاتبة عزة كامل المناقشة حيث قالت إن الرواية تحدثت عن العالم الساحر للصوفية.وأضافت: لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تناول فيها الكاتب العالم الصوفي فقد كتب عنه من قبل في رواياته "شجرة العابد"، و"جبل الطير" بالإضافة إلى أن رسالته للماجستير كانت عن "التنشئة السياسية للطرق الصوفية في مصر".وأشارت كامل إلى أن الصوفية مازالت تثير جدلا، وتغري الكتاب والمفكرين للغوص في عالمها، وأن الرواية تحاور العقل بطريقة سردية شائقة تجمع بين تقنيات وطرق سرد مختلفة، مؤكدة أن البطل الأساسي للرواية لم يكن أبو العزايم في تصورها وإنما أستاذ الجامعة الطموح " خيري محفوظ".وقالت "كامل" إن اختيار الأسماء التراثية من الكاتب كان بشكل إبداعي يرمي على الواقع الحالي، وقدم لعدد من القضايا الملحة، وإن الرواية تميزت بالتركيز على الحاضر مع استخدام الماضي من خلال أبو العزايم الذي كان تكئة لكشف ما يدور الآن في مصر. وقال د. عصام العدوى إن الرواية 336 صفحة تستفيد من سيرة الإمام محمد ماضي أبو العزايم مؤسس الطريقة العزمية، والطريق للرحلة يستفيد منه القارئ وتتغير شخصيته وتوجهاته، فالخبيئة لم تكن ذهبًا أو مالا وإنما كانت تكمن في الرحلة.وأضاف إن الرواية تبدو تاريخية لكنها تعكس وضعنا الحالي مستفيدة من التاريخ من خلال سيرة حافلة لأبو العزايم صاحب المواقف السياسية والأدبية والدينية، وأن الرواية ليست عن شخص واحد وانما تحكي عن جيل كامل، وأن إبداع الكاتب في السرد كان به ربط عجيب بين الواقع والخيال مما يمتع القارئ ويدهشه طوال الوقت. وأضاف العدوي: إن كل بطل من الرواية وإن صغر دوره كان مؤثرًا، وتم رسم الشخصيات بصورة مهنية بديعة.وقال د. سمير مندي: إن الرواية من نوع روايات السرد المفكر الذي يطرح اسئلة معرفية حول أصول الأشياء وتسميتها "خبيئة العارف" ينبئنا أن ما خبيء يستلزم البحث والتفسير ويحتاج طرح أسئلة حول الحقيقة، وأضاف مندي: تدفعنا الرواية لاتجاهات مختلفة، فالكنز موجود بمستوى استعاري ورمزي، وعندما يحاول بعض اصحاب السلطة البحث عنه، وخلال سرد الماضي تظهر علاقة التصوف بمسألة العمل والاجتهاد ومقاومة السلطة، بالإضافة إلى الطريقة التي تفكر بها الصوفية، وأضاف متسائلا: هل من الممكن أن تكون الصوفية بديلا لحركة دينية معتدلة؟، وكيف يُكتب التاريخ؟ هل هو حقيقة خالصة أم يقتسمها الخيال؟ وهل من يكتب الحقيقة عظماء السلطة أم الضعفاء المهمشين.واختمت الندوة بأسئلة من الحاضرين أجاب عنها د.عمار علي حسن، كان منها سؤال عن الأنثى في الرواية وسبب كتابته للرواية وفيما إن كان التاريخ حقيقة خالصة أم يشوبها بعض الخيال، وأجاب "حسن" قائلا: كان للعنصر النسائي حضور بسيط في الرواية عبر أدوار صغيرة لكنها ذات تأثير قوي، وكنت أزور الحضرات وطلب مني الكثيريون الكتابة عن الشيخ وظللت أقرأ عنه حتى وجدت مشهد الكنز فكان مفتاح الرواية، غير أن الكنز في الرواية فخ وطريقة للتشويق لكن المقصد والغاية مختلف تمامًا، وأضاف: إن التاريخ لابد أن يكون فيه خيال، فلا تسعف الوثائق دائما الكاتب لكن يسعفه الخيال.
مشاركة :