يودّع اللبنانيون اليوم الشاعر جوزف الهاشم الملقب بـ«أبو الزجل اللبناني» والمعروف بـ«زغلول الدامور» تيمناً بمسقط رأسه بلدة الدامور.كان الشاعر الراحل قد توفي مساء أول من أمس (السبت)، إثر صراعه مع المرض، ومن أشهر قصائده «اعذريني يا حروف الأبجدية» التي ارتجلها في افتتاح مباراة زجل جرت في بلدة بيت مري من عام 1971. وإضافة إلى الشهرة التي حصدها في لبنان إلا أنّه حقّق الأكبر منها في بلاد الاغتراب، إذ كان يحيي العديد من الحفلات في دول أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوروبا حيث يوجد عدد كبير من الرعايا اللبنانيين الذين كانوا يستذكرون وطنهم من حنايا شِعره.شكّل «زغلول الدامور» ثنائياً معروفاً مع زميله طليع حمدان، وكانا يطلان بشكل أسبوعي على شاشة تلفزيون لبنان في السبعينات، ليقدما مباراة ارتجالية في الزجل اللبناني، وكان المشاهدون يتسمّرون أمام الشاشة الصغيرة لمتابعتها بشغف.ذكر «زغلول الدامور» في أحد أحاديثه الإعلامية، أنّ الزجل سمح له بتوفير ثمن شهادته المدرسية (3 ليرات ونصف الليرة)، عندما ألقى قصيدة في حفل لتوزيع الشهادات في مدرسة جديدة المتن الكبرى، فكافأه مديرها يومها بأن رفض أخذ المبلغ منه قائلاً له: «اعتبرْه أول أجر تحصل عليه من إلقاء الزجل».«لا تخافوا على الزجل في لبنان فهو لن يموت»، كانت آخر وصية أدلى بها الشاعر قبل رحيله، مشيراً إلى أنّ الشعب اللبناني بأسره معجب بهذا النوع من الشعر. يعد الهاشم من أشهر شعراء الزجل في لبنان، وقد حمل رايته من الجيل الجديد الشاعر موسى زغيب. وُلد في بلدة البوشرية، قضاء المتن، في عام 1925، وتلقى علومه في مدرسة جديدة المتن الكبرى التي كان يديرها الخوري الشاعر يوسف عون. وفي سن التاسعة تفتحت لديه موهبة الشعر حتى أصبح معلّموه ورفاقه يعرفونه بـ«الداموري المزغلل»، ومن يومها عُرف بلقب «زغلول الدامور».ألّف الشاعر الراحل جوقته الأولى عام 1944، وترأسها حيث غنى في كل قرية ومدينة بلبنان، وقام بأكثر من 120 رحلة إلى بلاد الاغتراب، ففاقت شهرته جميع الشعراء.
مشاركة :