المصور كمال حميدان يبتكر أشكالا مميزة تعتمد على علب كرتونية يتم تطعيمها بقطع زجاجية ملونة ثم يقوم ببيع المجسمات حسب الشكل والتكلفة. العرب [نُشر في 2018/01/29، العدد: 10884، ص(24)]هدف أساسي بيروت- يمضي المصور اللبناني، كمال حميّدان (65 عاما)، سنوات تقاعده في صنع قطع فنّية من مخلفات الكرتون، بعد رحلة عمل دامت أكثر من 40 سنة، متنقلا بين معدّات التصوير، في أهم الوكالات والمحطات الأجنبية في بيروت. فكرة حميّدان ليست حديثة، إنما وُلدت منذ 15 سنة، حين كان يصوّر أحد التقارير، ولفت انتباهه شخص يصنع من الأوراق والكرتون أشكالا جميلة، تصلح لتكون ديكورا أو زينة للمنازل بشكل بسيط وغير مكلف. ويقول المصور اللبناني إنه بدأ الاهتمام بهذا الفنّ بشكل بسيط دون أن يتفرغ له تماما، بحكم انشغاله بمهنة التصوير. وبمرور الأيام بدأ يكتسب الخبرة، وراح يبتكر أشكالا مميزة، إلى أن قرر منذ سنة ونصف السنة تحويلها إلى هدف أساسي في حياته. ويضيف حميدان “المواد المستخدمة في صناعة الأشكال بسيطة جدا، تعتمد على علب كرتونية، وغالبا تلك الخاصة ببيع البيض، إلى جانب الماء والقليل من الغراء (مادة لاصقة)”. في البداية يحضّر حميّدان العجينة الخاصة، عبر مزج المواد (الكرتون المبلل بالماء، وبعض الغراء) في خلاط كهربائي لتصبح شبه رخوة. بعدها، يوزع الخليط على ورقة مرسوم عليها مجسّم بالشكل الذي يرغب فيه، كالحشرات أو الورود أو الحيوانات؛ والنوع الأخير هو الأصعب، وفق كلامه. ولكي يضفي على هذه القطع مسحة من الجمال والحيوية، يتم تطعيمها بقطع زجاجية صغيرة ملونة، يحصل عليها كمال من محلات خاصة. وتستغرق القطعة الواحدة من 10 إلى 15 يوما. وبعد أن تجف القطعة ويكتمل إنجازها، أي بعد 15 يوما كما يقول، يتم إدخال أسلاك كهربائية فيها ووضع فانوس صغير عادة يكون اقتصاديا ولا يصدر حرارة قوية داخله، لإضافة نوع من الحيوية. وبالنسبة إلى تكلفة المجسّم الواحد فهو يتراوح بين 10 و20 دولارا أميركيا. ولبيع المجسمات عادة ما يذهب حميّدان إلى محلات تقبل بهذا السعر، لكن أصحاب هذه المحلات يستفيدون من القطعة ويبيعونها بأسعار مرتفعة.
مشاركة :