يعيش حوالي 400 ألف مدني في الغوطة الشرقية، التي تسيطر عليها المعارضة، وهي آخر معاقلها قرب دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ عام 2012. وقال مندوب فرنسا لدى الأمم المتحدة، فرانسوا ديلاتر، لصحفيين في مقر المنظمة الدولية بنيويورك: "أعتقد أن الوضع كما نراه في الغوطة الشرقية و(محافظة) إدلب (شمال غرب) خاصة، أمر غير مقبول. هناك مأساة إنسانية تحدث أمام أعيننا، وأمام أعين المجتمع الدولي. الوضع يزداد سوءا يوما بعد آخر". وبلغ عدد الضحايا جراء قصف النظام لمدن وبلدات الغوطة الشرقية، منذ 29 ديسمبر/ كانون أول الماضي، 44 قتيلا وأكثر من 147 جريحًا، وفق بيانات نشرها الدفاع المدني (القبعات البيضاء) على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي. فيما سقط عشرات القتلى والجرحى في محافظة إدلب، جراء تعرضها، منذ أكثر من أربعين يوما، لهجمات جوية مكثفة يشنها طيران النظام والمقاتلات الروسية، بحسب الفداع المدني. وأردف ديلاتر: "ندعو إلى رد فعل قوي من المجتمع الدولي. لا يمكننا أن ننظر بعيدا عن مواجهة هذه المأساة. قبل كل شيء نحن بحاجة إلى معالجة المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب". وحول موقف باريس من المؤتمر السوري المنعقد حاليا في في مدينة سوتشي الروسية، قال السفير الفرنسي: "وجهة نظرنا هي أنه ليس هناك بديل عن مسار جنيف، بقيادة الأمم المتحدة". واستطرد: "إذا أردنا النجاح في جنيف هناك أمران يجب القيام بهما. أولا نحن بحاجة إلى معالجة المأساة الإنسانية في الغوطة الشرقية وإدلب، وثانيا يجب على النظام أن ينخرط بجدية في المناقشات والتفاوض، وهو ما يرفضه حتى الآن". بدوره، مندوب بريطانيا، جوناثان ألن، إن إن "نظام (بشار) الأسد يستخدم المساعدات الإنسانية كسلاح للحرب عبر تقييد الوصول إلى السكان المحاصرين في الغوطة الشرقية". وتابع، خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع الإنساني في سوريا، أنه "لم يتم أي وصول إنساني إلى المنطقة خلال ديسمبر (كانون أول الماضي) بأكمله، فيما يعاني نحو 12% من الأطفال دون سن الخامسة في الغوطة الشرقية من سوء التغذية الحاد". ودعا ألن "كل الأطراف التي بإمكانها التأثير على النظام السوري إلى استخدام جميع سلطاتها للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق إلي الغوطة الشرقية". واتهم النظام السوري بالتلكؤ في الاستجابة لمطلب مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية الخاص بتسيير ثلاث أو أربع قوافل تابعة للأمم المتحدة والهلال الأحمر العربي السوري أسبوعيا عبر الخطوط الأمامية لتقديم المساعدة لنحو 2.5 مليون شخص في المناطق المحاصرة (من جانب قوات النظام)، والتي يصعب الوصول إليها، بينها الغوطة الشرقية. ويتواصل القصف على الغوطة الشرقية وإدلب رغم وقوعهما ضمن مناطق خفض التوتر، التي تم الاتفاق عليها في محادثات العاصمة الكازخية أستانة، العام الماضي، بضمانة كل من تركيا وروسيا وإيران. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :