أبوظبي:رشا جمال شهدت فعاليات اليوم الثاني لمعرض «توظيف أبوظبي 2018»، أمس، مشاركة واسعة من الشباب المواطنين، ولاسيما الفتيات اللائي حرصن على التوافد إلى المنصات التوظيفية المئة، التي يتضمنها المعرض، خلال الفترة التي خُصصت لهن من العاشرة صباحاً حتى الثانية من بعد ظهر أمس. كما كان إقبال أصحاب الهمم ملحوظاً؛ إذ توافدوا خلال الفترتين النسائية والمختلطة؛ للبحث عن وظائف تناسبهم؛ لكنهم انتقدوا عدم اهتمام المنصات بتوفير وظائف مناسبة لهم.بلغ عدد الزوار في اليوم الثاني 6 آلاف، ليصل عددهم خلال يومين إلى 13 ألفاً، فيما وصل إجمالي عدد طلبات الوظائف، عبر الموقع الإلكتروني والطلبات المباشرة للشركات إلى نحو 70 ألفاً.وأفاد منظمون بأن إجمالي عدد طلبات التوظيف الإلكترونية بلغ 23 ألفاً و481 طلباً إلكترونياً، في حين بلغ متوسط الطلبات التي قدمت للشركات وفقاً لممثلي منصات توظيفية 2000 طلب، ليصل إجمالي عدد الطلبات المقدمة للمؤسسات والجهات المشاركة في المعرض خلال يومين إلى ما يقارب 70 ألف طلب توظيف.وتركزت أغلبية جولات الشباب الباحثين عن فرص وظيفية، على المنصات التي توفر وظائف في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، مقابل إقبال أقل على باقي المنصات، فيما أبدى عدد كبير من الزائرين الحديثي التخرج، أسفهم مما وصفوه بـ«الشروط الصعبة»، التي تضعها أغلبية شركات القطاع الخاص، لاسيما شرط سنوات الخبرة، والحصول على اختبار إجادة اللغة الإنجليزية «آيلتس» المرتفع، وتطابق المؤهل، والعمل لساعات طويلة أو في مناطق بعيدة، مؤكدين أنها تضائل فرصهم في الحصول على الوظائف المأمولة، التي قالوا إنها مخصصة لأصحاب الخبرات وليست للخريجين. شروط صعبة وقال محمد البريكي: توجهت إلى هيئة الطاقة النووية، لسؤالهم عن الوظائف المتاحة، وطلبت تقديم السيرة الذاتية الخاصة بي، وفوجئت بالمسؤولة في الجناح تسألني عن عدد سنوات الخبرة، فأخبرتها أنني حديث التخرج وأبحث عن فرصة، فسألتني إذا كنت حاصلاً على شهادة اجتياز اللغة الإنجليزية «آيلتس»، فأجبت بالنفي، وقلت إنني خريج حديث، واجتزت اختبار «سيبا» الخاص بالتأهيل للدخول للجامعة. وأضاف، ومع ذلك، لم تتسلم مني السيرة الذاتية. وأمام إصراري، سألتني إذا كنت مستعداً للعمل في منطقة الظفرة، فأجبتها بأنني مستعد.وتابع «بعد كل ذلك، قالت: من الأفضل ملء الاستمارة إلكترونياً».وقال: «إذا كانت الشركات تضع تلك الشروط للخريجين الجدد، فكيف يمكننا الحصول على خبرة؟، ومن المفترض أن تتيح لنا تلك الشركات الفرصة والتجربة والتدريب حتى تتكون لدينا خبرة».أسامة الكعبي، انتقد تلك الشروط قائلاً: «الشروط التي تطلبها الشركات إذا توافرت في أي شخص، يستطيع الحصول على وظيفة في أي مكان، فما ميزات المعرض إذن؟».وقالت أماني الزعابي: «تخرجت منذ ثلاثة أعوام، ولم أحصل على عمل؛ بسبب تلك الشروط التعجيزية، فضلاً عن رفض بعض الشركات إعطاء برامج تدريبية لتخطي شرط الخبرة وتطابق التخصص مع الوظيفة، نوعاً من التعاطي المرن لخلق وظائف للمواطنين».وانتقدت فطوم حمد، عدم معرفة مسؤولي الأجنحة بالوظائف المتاحة، مؤكدة أنها عندما استفسرت عن أهم الوظائف والفرص المعروضة، نفوا معرفتهم، مطالبين إياها بتقديم السيرة الذاتية، وسيتصلون بها لاحقاً. وتساءلت إذا كانت الفرص الوظيفية والشواغر غير واضحة، فكيف يمكنني التقدم إلى الوظيفة ؟ورأت ناديا محمد، أن عدم قبول بعض المؤسسات السيرة الذاتية يدوياً، نوع من عدم الاكتراث، وطريقة للتعبير عن عدم الرغبة في التوظيف؛ ولكن بشكل لائق. وقالت: «التقديم الإلكتروني متاح للجميع، فما الفائدة من الحضور إلى المعرض»؟وقالت لبنى الهاجري: إن الشروط التي تضعها الشركات الخاصة للالتحاق بوظائفها، لا تتوافر في معظم الخريجين.واقترحت أن تُجري الشركات، قبل وضعها شروط التوظيف، مسحاً لخريجي الجامعات، حتى توضع شروط منطقية تتوافق مع إمكانات حديثي التخرج، فضلاً عن ضرورة مراجعة الجهات المختصة بالعمل والتوطين هذه الشركات، والبحث عن مسببات وضْعها تلك الشروط التي لا تناسب أعداداً كبيرة من المتقدمين.ورأت أن مثل هذه الشروط تفقد معظم شركات القطاع الخاص هدفها في رفع نسب التوطين، الذي يحتم عليها إتاحة الفرص الملائمة أمام الكفاءات الوطنية.واقترح عدد من الزوار فرض آلية لمتابعة مشاركة المؤسسات والشركات في معارض التوظيف؛ لضمان جدية المشاركة وتوظيفها للمواطنين، حتى لا تكون المشاركة للدعاية فقط، وأن يعلن عن عدد الوظائف قبل المعرض، ومن ثم توظيفهم فعلياً مع انتهائه مباشرة، ومحاسبة الشركات التي لم تقم بعمليات توطين جدية. أصحاب الهمم وخلال الفترتين النسائية والمختلطة، شهدت فعاليات اليوم الثاني للمعرض، إقبالاً ملحوظاً من أصحاب الهمم الباحثين عن فرص وظيفية، وانتقدوا عدم توافر وظائف مناسبة لهم.وقال محمد الجعيدي: «جئت للمعرض للبحث عن فرصة عمل مناسبة لوضعي الصحي، حيث إنني خريج الثانوية التطبيقية، ولدي مهارات عالية في مجال الآي تي والجرافيك».وقالت مها العامري، التي تعاني إعاقة بسيطة في اليد، وصعوبة في النطق «لم أجد تفاعلاً من أصحاب الشركات والمؤسسات عند السؤال عن الوظائف المتاحة لديهم، كما لم يهتموا بسيرتي الذاتية، وبعضهم أكد لي أن هناك معارض مخصصة لأصحاب الهمم، وهو ما أشعرني بالإحراج، وكذلك جهات حكومية نصحتني بتقديم طلب التوظيف عبر موقعها الإلكتروني؛ لأنها لا توفر فرص عمل في المعرض».ورأت نورا اللبكي، أن هناك حلقة مفقودة بين جهات العمل وأصحاب الهمم، فيما يتعلق بالتوظيف، أدت إلى المشكلات التي يعانونها حالياً، مشيرة إلى عدم مراعاة الوظائف المتاحة الفروق الفردية، والقدرات الشخصية، ونوعية الإعاقة».ونفى عدد من مديري الموارد البشرية، فكرة رفض أصحاب الهمم في مؤسساتهم، مؤكدين أن هناك برامج خاصة لتوظيفهم، وتقبل سيرهم الذاتية بشكل اعتيادي، حسب الحالة ونسبة الإعاقة لاختيار الوظائف المناسبة لحالاتهم. تقديم إلكتروني للمعلمين شهد جناح دائرة التعليم والمعرفة، خلال اليومين الأول والثاني، إقبالاً كثيفاً من المواطنين، وخاصة المواطنات الباحثات عن عمل في القطاع التعليمي، ونظّمت مقابلات لكثير منهم، فور تقديم طلباتهم إلكترونياً.وأكدت سارة المهيري، مديرة إدارة الموارد البشرية، أن العمل في الدائرة له الكثير من المزايا للمواطنين، من أهمها التطور الوظيفي السريع والتدريب على رأس العمل، وفرص التفاعل مع ثقافات وبيئات مختلفة. شرطة أبوظبي تجذب المواطنات وشاركت القيادة العامة لشرطة أبوظبي، في المعرض لليوم الثاني، وأكد العميد عبيد بالحبالة الكتبي، مدير قطاع الموارد البشرية، الحرص على استقطاب الكفاءات المواطنة، للعمل في مختلف التخصصات، تجسيداً لاستراتيجيتها في الاستخدام الأمثل للموارد البشرية». وظائف في قطاع الضيافة شهدت منطقة الندوات، ندوة عن التطور المهني في قطاع الضيافة، قدمتها دائرة الثقافة والسياحة، عرضت الفرص أمام المواطنين في هذا القطاع الذي شهد تطوراً ملحوظاً في أبوظبي، خلال السنوات الماضية.وقالت فاطمة الملحي، مديرة قسم سياسة تطوير السياحة، «هناك أهمية لقطاع السياحة في أبوظبي، في ظل التنوع الاقتصادي، ودخول القطاع الخاص في كثير من المجالات، وأصبح من القطاعات الواعدة؛ حيث يخلق وظائف تصل إلى 55 ألف وظيفة، بحلول 2021 في مختلف المجالات». وظائف الحديقة شاركت حديقة حيوان العين في المعرض، ونال جناحها استحسان الزوار؛ حيث حاول مسؤولو الجناح، جذب المواطنين والمواطنات بتقديم عروض لبعض الزواحف والطيور. أبوظبي الإسلامي أكدت سلامة المريخي، مديرة إدارة التوطين في مصرف أبوظبي الإسلامي (الراعي البلاتيني للمعرض)، أن المصرف لديه سجل حافل بالنجاحات في توظيف المواهب الإماراتية، عبر مشاركته في المعرض، ويأتي ذلك تماشياً مع التزامه بإرساء أسس ثقافة توظيف، مدعومة بسلسلة من برامج التدريب وتطوير مهارات القيادة، تتيح للكوادر الإماراتية مواصلة النمو وإحراز التقدم ضمن مسيرتهم المهنية. «ضمان» تطرح 60 وظيفة كشفت الشركة الوطنية للضمان الصحي «ضمان» في المعرض، عن طرح نحو 60 وظيفة شاغرة للعمل في مختلف المستويات الإدارية، وضمن جميع الأقسام؛ حيث ستراعي بهذه الوظائف الأولوية للمواطنين الإماراتيين. 200 وظيفة في «كهرباء أبوظبي» تستقطب هيئة مياه وكهرباء أبوظبي، ومجموعة شركاتها، مجموعة من الباحثين عن عمل من أبناء الدولة، المؤهلين للانضمام إلى القطاع في الإمارة، وسط إقبال كبير من الخريجين؛ حيث أعلنت الهيئة عن توفير 200 وظيفة فنية وإدارية. إقبال ضعيف على الجامعات شاركت 8 جامعات حكومية وخاصة هذا العام، ضمن جناح أكاديمي يقام على هامش المعرض، مؤكدين أن الهدف من إقامته، مساعدة المواطنين الباحثين عن تطوير مستوياتهم الأكاديمية وتحصيلهم العلمي. وقال رامي كايد، المسؤول عن جناح جامعة العين، إن بعض المواطنين كان لديهم فرصة للتعرف إلى البرامج الأكاديمية المعروضة لدى الجامعات، خاصة المتعلقة بإدارة الأعمال، لافتاً إلى أن معظم الشباب اهتموا بجانب التوظيف، أكثر من الجانب المهني والأكاديمي. «كليفلاند كلينك» يجذب المواطنين صُنّف مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، أحد مرافق الرعاية الصحية التابعة لشركة مبادلة للاستثمار، على أنه المؤسسة الصحية الأكثر جذباً للراغبين بالعمل في قطاع الرعاية الصحية في الدولة، وذلك وفق استبيان أجرته مؤسسة أبحاث السوق العالمية يونيفرسوم وشمل أكثر من 8 آلاف طالب وطالبة من جميع أنحاء الدولة.وأظهرت نتائج الاستبيان تنامي اهتمام الشباب المواطن بالعمل في قطاع الرعاية الصحية بشكل عام، وفي المستشفى المختص بتوفير الرعاية الحرجة والمعقدة بشكل خاص، فقد أشار الطلبة المشاركون في الاستبيان إلى ما يتمتع به المستشفى من ابتكار وتميز في الخدمات، إضافة إلى مساهمته في تطوير قطاع الرعاية الصحية في الدولة.وقال ياسر عبيد، رئيس الموارد البشرية في المستشفى: «نتائج هذا الاستبيان مبعث فخر واعتزاز بالنسبة لنا، فهي تبرز تقدمنا نحو تحقيق أهدافنا الاستراتيجية الرامية إلى جعل المستشفى الخيار المفضل للطلبة المواطنين الساعين للحصول على فرص عمل في المجال الطبي، بدءاً من التمريض ووصولاً إلى أصعب الاختصاصات الجراحية. فاستقطاب المواهب والقدرات المواطنة الشابة هو محور أساسي في مساعينا، لترسيخ استدامة قطاع الرعاية الصحية في الدولة».ويشارك فريق الموارد البشرية في معرض توظيف الذي تستضيفه العاصمة أبوظبي الأسبوع الحالي.
مشاركة :