البنتاغون يمنع هيئة متابعة العملية الأميركية في أفغانستان من نشر عدد الأقاليم التي يسيطر عليها المتمردون ونسبة السكان الخاضعين لهم في إجراء غير مسبوق.العرب [نُشر في 2018/01/31، العدد: 10886، ص(5)]طالبان أهدرت فرص إحلال السلام واشنطن - كشفت الهيئة العامة المكلفة بمتابعة العملية الأميركية في أفغانستان “سيغار” الثلاثاء، أن وزارة الدفاع منعتها، في إجراء غير مسبوق، من نشر عدد الأقاليم التي يسيطر عليها المتمردون ونسبة السكان الأفغان الخاضعين لهم، فيما قالت وزارة الدفاع إنها لم تطلب عدم النشر وإنما طلبته قوة حلف شمال الأطلسي (الناتو). وقالت هيئة سيغار “إن طلب عدم النشر أربكها”، علما أن تقاريرها غالباً ما تتضمن انتقادات، حيث كانت الحكومة الأميركية تنشر سابقاً هذه الأرقام للإشارة إلى المناطق التي سيطرت عليها القوات الأفغانية وتنامي سلطة حكومة كابول التي تتلقى مساعدات بالمليارات من الدولارات. وصف جون سوبكو المراقب العام في تقرير سيغار الفصلي هذا التطور بأنه “مربك لعدة أسباب، أهمها أنها المرة الأولى التي تتلقى فيها الهيئة الأمر بعدم نشر معلومات مصنفة غير سرية وموجهة إلى المكلفين الأميركيين”. وكتب سوبكو أن عدد الأقاليم التي تسيطر عليها الحكومة أو تقع ضمن نفوذها انخفض -منذ أن بدأت سيغار بنشر الأرقام- إلى مستوى غير مسبوق، في حين ارتفع عدد الأقاليم التي باتت تسيطر عليها الحركات المتمردة “وهو أمر ليس من شأنه سوى مفاقمة القلق الذي يثيره حجب الأرقام وعدم طرحها للنقاش العام”. وقال المتحدث باسم البنتاغون مايك اندروز “في هذه الحالة تحديدا، فإن مهمة الدعم الحازم، التابعة لحلف شمال الأطلسي، هي التي قررت الحجب وفرض قيود على نشر هذه المعلومات على الملأ”. وطلب البنتاغون من سيغار كذلك، ولأول مرة منذ 2009، الامتناع عن نشر عدد القتلى والجرحى في صفوف قوات الأمن الأفغانية، حيث يشير عدم نشر هذه الأرقام إلى أن الأمور لا تسير نحو الأفضل. ويرى محللون أنه بالرغم من إعلان الرئيس دونالد ترامب عن استراتيجية جديدة لا تختلف بتاتاً عن استراتيجية سلفه باراك أوباما، تبدو حركة طالبان وبصورة متزايدة الفرع الأفغاني في تنظيم داعش، يمتلكان زمام المبادرة ميدانيا. وتشير حركة طالبان، التي تقاتل لفرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية، إلى الحكومة الأفغانية على أنها “دمى” في يد الولايات المتحدة، فيما تتهم الولايات المتحدة وأفغانستان باكستان بدعم حركة طالبان وشبكة حقاني المتشددة. وقالت أفغانستان الثلاثاء، لا بد من التغلب على حركة طالبان في ساحة المعركة بعد أن رفض الرئيس الأميركي فكرة إجراء محادثات مع المتشددين في أعقاب هجمات دامية. وقال شاه حسين مرتضوي، المتحدث باسم الرئيس الأفغاني، رغم أن الحكومة شجعت طالبان على إجراء محادثات إلا أن الهجمات في كابول بما في ذلك التفجير الانتحاري الذي وقع السبت الماضي، قتل أكثر من مئة شخص. وأضاف مرتضوي “تجاوزت طالبان خطا أحمر وأهدرت فرصة إحلال السلام”، مشيرا إلى ضرورة البحث عن “السلام على أرض المعركة”.
مشاركة :