لجنة تحكيم "شاعر المليون" تمنح مشعل العنزي وأحمد المطيري التأهيل

  • 1/31/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي ـ أضاء نجوم الشعر النبطي ليلة أمس "شاطئ الراحة" بعد تقديمهم النصوص التي تناولوا فيها عدة أغراض شعرية ارتقى فيها الجانبان الإنساني والوطني كثيراً. وقد نحت أغلبية تلك النصوص باتجاه البوح الذي يتمكّن دائماً من أسر متابعي "شاعر المليون" في أي بلد كان، خاصة وأنهم – أي المتابعين – اعتادوا على أن يكون "شاطئ الراحة" في أبوظبي مصدّراً للإبداع، وللأصوات الشعرية المتميزة. تمام العاشرة مساء الثلاثاء انطلقت شارة "شاعر المليون" إيذاناً ببدء الحلقة الثالثة من الموسم الثامن، ومثلما شكّل "ثلاثي النقد" المستشار الثقافي والتراثي في أكاديمية الشعر د. غسان الحسن، ومدير الأكاديمية الكاتب والناقد سلطان العميمي، والشاعر والإعلامي حمد السعيد؛ الحضور الأبرز على مدار جميع المواسم السابقة، كذلك هو حال الإعلامي حسين العامري الذي لم يغب عن المسابقة منذ عدة مواسم، والذي استطاع بما يملك من كاريزما ومن إيجابية أن يحظى بإعجاب كثيرين داخل وخارج المسرح، وإلى جانبه في هذا الموسم المقدِّمة أسمهان النقبي والتي بدورها حققت نجاحاً مستحقّاً في تقديمها لهذا الموسم و بحضورها اللافت وهدوئها على المسرح . ولم يفت الناقد سلطان العميمي تقديم العزاء لحكام وأولياء العهود وأبناء الإمارات بوفاة الشيخة حصة بنت محمد والدة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة. • الشيخة حصة.. عالم خير أثناء الحلقة تم تقديم تقرير جاء فيه: يتوقف التاريخ إجلالاً وتقديراً عند الكثير من الأمهات، ويتحدث بصوت الفخر عن الكثير من إنجازاتهن التي خلدها على صفحاته الذهبية، ويبقى الحديث مختصراً عن أدوارهن المؤثرة في مجالات الخير والإحسان والعطاء. "الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان" واحدة من نساء هذا الوطن الغالي التي ربت قائداً على حب وطنه والارتباط بأرضه. كانت قريبةً من مجتمعها في مدينة العين بشكلٍ خاص والإمارات بشكلٍ عام، ولا زالت المواقف تشهد بأياديها البيضاء في كل مناسبة. مجلسها كان دافئاً.. متوحداً.. عامراً.. استقبل حتى آخر أيامها الكبار والصغار، وكانت تعاملهن بحنان الأم، تنصت لما يجول في خواطرهم، وتلبي احتياجاتهم. هي التي رافقت "زايد" في بداية حكمه، وكان لها الدور الكبير في تنشئة ابنها الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على حب العلم، وسقته من صفات القيادة الحكيمة وحب الوطن. رعت جوائز لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، ودعمت الثقافة برؤيتها العميقة ونظرتها الثاقبة، احتضنت العديد من مشاريع الخير داخل الإمارات وفي مختلف دول العالم، واليوم نودع روحها الطاهرة، ويبقى أثرها الطيب مخضراً، يرافقنا كذكرى عطاءٍ لا تنقطع في إمارات الخير، سائلين الله عز وجل أن يتغمّدها بواسع رحمته، ويسكنها فسيح جناته. • فاتحة الحلقة قبل أن يبدأ الشعراء بإلقاء نصوصهم على الهواء مباشرة عبر قناتي الإمارات وبينونة، أعلن المقدمان حسين وأسمهان عن الشاعر المتأهل بتصويت الجمهور عن الحلقة الثانية، وكان التصويت من نصيب مشاري سرهيد الرشيدي من السعودية بـ91%، منضماً بذلك إلى مواطنه محمد العنزي، ومحمد الخطيمي الخالدي من الكويت المتأهلين ببطاقة لجنة التحكيم، ليغادر بقية الشعراء بنسب متقاربة، فحصلت إسراء عيسى من الأردن على 47%، تلاها فهد الأغبري من سلطنة عمان بنسبة 46%، ثم فريج عتيق المزيني من مصر بنسبة42%. وخلال الأمسية تم تقديم تقرير عن جند الوطن، وبث أقوال للمؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في خدمة الوطن. فيما قدم ضيف الأمسية عبداالله بن عون قصيدة وطنية حماسية موضوعها الخليج وحكامه. • شعراء الأمسية على خشبة المسرح رحب المقدمان العامري والنقبي بشعراء الحلقة الثالثة وهم: مشعل العنزي وآدم القحطاني من السعودية، محمد القرعاني من سوريا، سبيكة الشحي من البحرين، أحمد المطيري من الكويت، وحمد المزروعي من الإمارات، ومع أن أعضاء لجنة التحكيم أجمعوا على إجادة جميع الشعراء وتميزهم؛ إلا أنهم أهلوا مشعل العنزي بـ49 درجة، وأحمد المطيري بـ47 درجة. أما آدم القحطاني فحصل على 46 درجة، ومحمد القرعاني 45 الذي حصل على أعلى نسبة تصويت من جمهور المسرح والتي بلغت 33%، تلاه حمد المزروعي من حيث درجات اللجنة والبالغة 44، ثم سبيكة الشحي 43. وهؤلاء ليس أمامهم إلا انتظار نتائج تصويت الجمهور حتى الأسبوع المقبل، وبناء عليه سيتمكن صاحب النسبة الأعلى من الاستمرار في البرنامج. • العز مشرق بنصٍّ وجداني مليء بالصور الشعرية الجديدة بدأ الشاعر أحمد بن شمروخ المطيري، ومما قاله ليلة أمس في قصيدته: تضايق البوح من صمت الدفاتر وثار ** والأبجديات مأسورة وحرفي غيور هنا نفضت الغبار ولا على اسمي غبار ** لو ما مسكت الهوى بمسك زمام الأمور استنبط الحلم من خلد الحقيقة مدار ** واستيقن العز مشرق والهقاوي تفور هذه بدايات خطواتي ومجدي مسار ** يا قافلة ليلتي خلّي لصبحي عبور لا يسرف الليل فْ دموعي يَ وجه النهار ** تعال اخذني من الوحشة وسجل حضور أنا ابنك البار قبل أعيش حالة حصار ** وقبل اتمرد على سود الليالي بغرور د. غسان الحسن كان أول المتحدثين عن النص، فأشار إلى جماله بما فيه من تصويرات وتخييل شمل كل معانيه. إذ ذهب الشاعر إلى أسلوب جيد تمثل في الترميز الجزئي. وقد انقسم النص إلى نصفين، فمن البيت الذي قال فيه الشاعر (خلّوني أدور مع كوس الهوى لا استدار) تغيّر الأمر. لكن ما يجمع بينهما طرفين متناقضين في كل شيء، أي ما كان عليه الشاعر قبل المسابقة حين قال (تضايق البوح من صمت الدفاتر وثار/ والأبجديات مأسورة وحرفي غيور)، ثم ما أصبح عليه بعد مشاركته فيها، حيث وجد فرصة جميلة بمشاركته تلك، وبدا التوتر عند الشاعر، وهو ما عبّر عنه بشكل جيد للغاية من خلال استخدام عدة مفردات مثل (دفاتر، أبجديات، مأسورة، حرف)، فالشاعر تحدث عن متناقضين بداية، ثم عن تناقض مع شخص آخر، حيث لكل واحد منهما موقف، عبّر عنهما الشاعر بأسلوب الطِّباق، أي ذكر الشيء ونقضيه (ضحكت/ بكيت، انكسار/ ضحكة، ليل/ نهار)، لكن من أجمل الأبيات (عصفور من علموك تطير دون الحرار/ يا ليتهم علموك الفرق بين الطيور) معتبراً د. الحسن أنه لقطة جدّ جميلة. وأكد الناقد سلطان العميمي أيضاً على انقسام النص إلى قسمين، لكن الرابط بينهما (الليل)، وكذلك الهم الذاتي. وحال الشاعر في القسم الأول مختلف عن حاله في الثاني، ففي الأول غلبت عليه الخلوة، كما غلب عليه التواضع والضعف، وكذلك الخشية من الله، والتي بدت حين قال (دمعي وأنا خايف من الله)، لكن الاعتداد بالذات استمر في القسمين مذ قال الشاعر (هنا نفضت الغبار ولا على اسمي غبار)، وفي النصف الثاني استمر على ما بدأه. والجميل في الأمر أن إحدى الحالتين كانت خافية وفيها ضعف ذاتي، والأخرى بدت فيها القوة، وهو ما تجلى في المفردتين (ليل/ نهار)، (نور/ ظلام)، وكأن الضعف يكون في الليل والظلام، والقوة في النهار والنور، وهناك دلالات متعددة أوردها الشاعر مثل (ليل، نهار، البارحة، أمسيت، أصبحت....) وهذا أعطى للنص جمالية كبيرة. ومن جانبه قال الناقد حمد السعيد أن المطيري ألقى نصاً جميلاً على طرْق الهجيني الطويل، أو الهجيني الجنوبي، وهو بحر يناسب المنابر والمناسبات. أما الموضوع فهو هادف، أي المشاركة في البرنامج، وهو ما اتضح في البيت (يا هييه ما طاح وجهي لو كشفت الستار/ عن كلمة البارحه فاض الزعل بالشعور). وأضاف السعيد أن الموضوع الشخصي غالباً ما تقل فيه الشاعرية، لكن الإبداع والجمال استمر عند المطيري، وتحديداً في الصور التي تجلت في البيتين (عصفور من علموك تطير دون الحرار/ يا ليتهم علموك الفرق بين الطيور)، (على كذا لو بفكّ بثوب صبري زرار/ والله لـَ تحذف ثياب العز وانت محقور)، وكأن الشاعر يقول صبري نفذ. *سمو النخلة آدم دليم القحطاني حل ثانياً في تقديم القصيد، وهو صاحب الحضور المسرحي المتمكن والأداء المتميز لنصه الذي قال في مطلعه: في رياض الروح نخلة ليا حنّت تميل ** كلما عتّق وجعنا وعرّانا الهبوب أوغلت في طيني الرَّطب ودماها تسيل ** في عروقي والرُّطب طاح بسلال القلوب فْ الجريد ألمح ضلوعي وأنا حملي ثقيل ** جذعها ما به كرب جذعها كله كروب ثم ختم نصه ببيتين قال فيهما: كاسب نفسي ولا ادوّر لنفسي بديل ** لو غشاها عاصف الدهر والبسها الشحوب بَ اعبر الدنيا وأحث القدم للمستحيل ** وأتلقّى ضحك حواء وأنا كلّي ندوب وجد الناقد سلطان العميمي في نص آدم أن النخلة تتحدى الليل، والتي جاءت كرمز للعطاء، وهو رمز له حضوره عند العرب والشعراء. وهذا النص ذكره بقصيدة عبدالرحمن الداخل التي قال فيها: (تبدّت لنا وسط الرصافة نخلة/ تناءت بأرض الغرب عن بلد النخيل). وأضاف العميمي أن الشاعر رغم إحساسه بالغربة والضياع والتيه مثلما برز في البيت (اسهره باحساس تايه غدا عنه الدليل/ عن بصيص الضي وهداية النجم محجوب)؛ إلا أنه أبرز النخلة في ذاته باعتبارها رمز العطاء والتضحية. ثم أشار إلى البيت (فيه أنا المنفى لـ مّن غاب أو ضل السبيل/ أو عصته أيامه البض واختار الهروب) بما فيه من ترميز مميز، ومن عمق في الدلالة والمعنى، وكذلك الأمر بالنسبة للبيت (فيه أقدم تضحياتي وللغير الحصيل/ والله اني يا عطاياي ماني بمغصوب). كما نوّه إلى صراع الشاعر مع الليل، وإلى وجود تأويلات أخرى تجسدت في البيت (خايف من الليل والليل دوامة رحيل/ والأماني تعبر اسراب وبجوفه تذوب)، مؤكداً على أن امتلاء النص بالجمال. وقال الناقد حمد السعيد إن النص وجداني، وفيه لجأ الشاعر للحديث عن الذات، وما الرمز الذي تجلى في النخلة إلا للدلالة على تحدي الظروف. ولفت السعيد إلى المحسنات البديعية الكثيرة التي لجأ إليها الشاعر، من طباق وجناس، وتمثل الجناس في البيت (أوغلت في طيني الرَّطب ودماها تسيل/في عروقي والرُّطب طاح بسلال القلوب)، وفي البيت (ف الجريد ألمح ضلوعي وأنا حملي ثقيل/ جذعها ما به كرب جذعها كله كروب)، ثم قوله (إيه أنا آدم وابن آدم وأخذت من النخيل/ ما تسامى عن صغار وعن كبار عيوب)، وعمد أيضاً إلى الطباق من خلال البيت (كان مَ اعطاني كثير السهر غير القليل/ قلت ذا طبع الليالي تتوب وما تتوب). وتميز الشاعر بختام نصه الذي قال فيه: (بَ اعبر الدنيا وأحثّ القدم للمستحيل/ واتلقّى ضحك حواء وأنا كلي ندوب). وأضاف د. غسان الحسن أن النص يتميز بالثراء من جهة أسلوب الطرح، ومن جهة الموضوع الذي تناوله الشاعر بطريقة مشدودة، في حين أن التصوير جاء شاملاً، فذهب فيه الشاعر إلى الترميز الذي أتى بعدة اتجاهات. فالقصيدة تذهب إلى نفسه أو إلى قيمه التي يؤمن بها. لكن بالإمكان أن يدل ذلك إلى رمز ثالث، إذ توجد قيم مشتركة في الذات لتتحول الخصوصية إلى عمومية، وبالتالي يمكن التفسير على أكثر من اتجاه، والقرائن التي تدل على ذلك وافرة في النص. وأوضح د. الحسن أن الشاعر بنى قصيدته على المقلوب البسيط، وهو ليس من بين البحور الـ16 الأساسية والمعترف بها، إنما ألمحتْ إليه عروض الخليل، وهو وزن جميل سار عليه شعراء النبط وشعراء الفصحى على حدٍّ سواء، يمنح الشاعر مساحة لونية عربية أصيلة، ليس فيه أي نشاز. • ثمر الحصيل الشاعر حمد شامس راشد المزروعي ألقى نصه (الحصيل)، ومما جاء في النصل: لا تقولِ يا صعب الحصيل وقيل من قبلش محال ** الله من بعد المحال اشلون هالصحرا حصيل حكمة حكيم يتبع اسباب الحياه ولا يزال ** اطناب بيته يتبعون اسبابها في كل جيل واليوم يا صيت النخل هذاك لولو وذا نغال ** هذا خنيزي وذاك برحي وجذعها الماضي أصيل كنّ السعف قاداتنا تستبشر بشوف الخلال ** وإلا الرُّطب عزم الشباب فمتنهم حمل ثقيل في جمرة للقيض صبرت ما اشتكت طول الليال ** مدّت سعفها للملا تستبرد وفيها مقيل الناقد حمد السعيد أشار من جهته إلى وضوح لهجة الشاعر والمفردات المنبثقة من بيئته الإمارات، مشيراً إلى أهمية أن يحافظ كل شاعر على بيئته وإرثه. وحول الشطر الأول من البيت الأول (وش فيك يا قلب توايق من ورى ضلع الشمال) والشطر الأول من البيت الثاني (خل الخفوق إن حار ما بين الحقيقة والخيال) نوّه السعيد إلى أن مفردتي (قلب) و(الخفوق) تدل على معنى واحد، مقترحاً لو أن الشاعر استبدل مفردة (ألحان) بمفردة (أوتار) لكانت الصورة أجمل. وبشكل عام كان النص مميزاً ينعكس بما فيه من وطنية على ذات الشاعر. في حين قال الناقد سلطان العميمي: إن بطلة القصيدة هي النخلة، والقصيدة وطنية حضر المطر والغيم في معظم أبياتها، وتمكن الشاعر فيها من توظيف المفردات التقليدية بأسلوب شعري مختلف، فهو يخاطب الغيمة لاستدعاء المطر، من خلال نص حركي رمزي سينمائي. كما في البيت (وديانها دعوة مقيم واستجابة ذو الجلال/ سبحان من يقبل على ابن آدم وهو عابر سبيل)، ولم يتخلّ الشاعر عن اللهجة وعناصر التراث لإبراز صوره، وباستخدام أساليب متعددة، من بينها الأنسنة، ولو كانت القصيدة لي – كما قال العميمي- لاستبدلت بعض مفرداتها، مثل (الخلال) لأن البشارة بالنسبة للنخيل هي (تبشرة)، بالإضافة إلى (السعف) إذ ليست فيه رمزية قوية كما لبقية أجزاء النخلة، ومع ذلك ضمت القصيدة أبياتاً جميلة ومميزة. فيما بيّن د. غسان الحسن أن الشاعر قدّم نصاً جميلاً، وهو ينتمي إلى نصه هذا وإلى بيئته، وقد أحاط بالمقولات وباللهجة وبالتشبيهات والخيالات والتصويرات من البيئة إحاطة كاملة. ومما أعجب د. الحسن استخدام الشاعر النخيل للدلالة على العطاء، وذكرها يدل على كثرة الخيرات الدالّة على مسيرة الإمارات، كما في البيت (ما قلت لش يا غيمة اشعاري ترى ما به محال/ كانت بدايتنا المحال وصرتي لي ثمرة حصيل)، وهي إشارة لمنجزات الشيخ زايد، وكذلك في البيت (حكمة حكيم يتبع اسباب الحياة ولا يزال/ اطناب بيته يتبعون اسبابها في كل جيل)، ووجد في عبارة (اطناب بيته) تشبيهاً جميلاً عن البيت الإماراتي، أما مفردة (لحاهم) فلم تعجبني، إذ أن اللحية تحت الرأس. • خارج السرب في مطلع "ملحمة حب" التي ألقتها الشاعرة سبيكة الشحي قالت: تدّنت من عناقيد الفكر هيبة ** تشكّل من أمانينا الكبار قصور عباة الشعر يا فخره تباهي به ** أصابع يده تكتب قصةٍ للــنور مدام الشعر منبر من تراكيبه ** تشَيّد بيننا وأهل القرار جْسور وأضافت مثل ما زايد اعطى المجد ترتيبه ** كتب له سيرته شاله من الديجور زرع سبع السنابل يوم تنصيبه ** وباصراره حصد 100 سما وبحور أكد د. غسان الحسن أن الشاعرة قدمت قصيدة جميلة تناولت الواقع من خلال أحداث موجودة، ومفردة (الهيبة) في المطلع تلخص ما تذهب إليه القصيدة، وعليه فقد جاء البيت الأول مميزاً (تدّنت من عناقيد الفكر هيبة/ تشكل من أمانينا الكبار قصور). كما أوضحت الشاعرة في نصها عدة موضوعات، مثل مواجهة الإرهاب، وما يحدث في اليمن، وهذا يدل على الالتصاق بتفاصيل الواقع. وعندما تحدثت الشاعرة عن بناء مجلس التعاون قالت (يعطّرها " التعاون " من شذى طِيبه/ يكون الصدق فيها مبدأ ودستور)، ثم ذهبت إلى (تبيد الحاضر المحفوف بالريبة/ وأطماع العِدا المتربّصة بالسور). ولاحقاً اتخذت الشاعرة من زايد نموذحاً للدلالة على البناء. والتصوير رافق النص بشكل جيد. والمسألة الوحيدة التي نبّه الشاعرة إليها القوافي، ومن بينها (مبدأ/ دستور)، (شعر/ شعور)، (سما/ بحور)، (نفل/ زهور)، وقال إنها قوافٍ نمطية، تكررت 4 مرات، وكأن الشاعرة لا تملك طريقة للوصول إلى القافية التي تريد، خاصة وأن الكلمتين تتساويان في المعنى. وعلق الناقد سلطان العميمي على أن الفكرة بدت وكأنها مصنوعة لأجل المسابقة، وهي جميلة تميزت بالحس الوطني العالي، خاصة وأنها تلامس الأوضاع الواقع، وتستحضر الشيخ زايد. وقد اشتغلت الشاعرة على التصوير الشعري كما تجلى في البيت (تبيد الحاضر المحفوف بالريبة/ وأطماع العِدا المتربّصة بالسور) على وقع الحزم) وفي البيت الذي يليه، وإلى جانب التصوير المتميز هناك عمق في الدلالة والمعنى في عدد من الأبيات، بحيث تم تصوير الملحمة وكأنها كائن قوي، وهي ملحمة تدل على التكاتف والتعاون بين دول الخليج. ووصف الناقد حمد السعيد الشاعرة بأنها بطلة شعر، وحضورها راقٍ، ونصها متميز كتميز الطرْق الذي استخدمته، وقال إنها تغرد خارج السرب. لافتاً إلى أن الشاعرة جاءت بطرْق لأول مرة يطرح في المسابقة، وهو الهزج الثلاثي، وهذا دليل على نضج تجربتها وسعة مخزونها الشعري. أما المدخل فاعتبره جميلاً ومفاجئاً، استطاعت من خلاله الشاعرة لفت انتباه السعيد من أول بيت وحتى الختام، إذ بدأت من الحلم بالملحمة (حلمت بملحمة تُبنى من الطيبة)، فيما كان التسلسل جميلاً في النص، (على وقع الحزم تقطع مخاليبه)، (وأطماع العِدا المتربّصة بالسور)، (تكافح من بنى للمقبلات قبور)، وأضاءت كذلك على نموذج رائع في البناء، وهو الشيخ زايد، وأشارت إلى عاصفة الحزم، لتختم ببيت جميل تمثل في (وتوحّدنا حضر ما طوّل الغيبة/ بيشرق للمدى عَ الواقع الممطور). • عذوبة وجزالة (رحلة الـ1000 مين) عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر محمد القرعاني، ومن متنها اخترنا: يا ساحل الحلم لو ما للتعب عاشقين ** الهمّ يا ما أكل من زاد ناس وشرب وشمس الحقيقة متى ما لله ومَرْها تبين ** لو الشفق مد كفه للوداع وغرب والشاعر اللي وقف نبضه هنا من سنين ** كم شدّ لـ احلام عمره من حزام وكرب لو داخله صمت من عبره وسر دفين ** يحسن ما كنّ حوله يوم يشكي عرب أحيان عذره على نفسه لنفسه سمين ** واحيان تابس معاليقه يباس القرب (رغم كم الحزن الموجود في القصيدة، إلا أنها جميلة)، هذا ما قاله الناقد سلطان العميمي عن قصيدة القرعاني بما تكتنزه من صور شعرية. حيث انطلق الشاعر من الذات إلى الشعر والحضور والغياب والمعاناة، ولو أن هذه الأحلام محكومة بالأقدار وبالظروف وبالسعي والنجاح. ووجد العذر للشاعر في نبرة الحزن التي تبنّاها من أول بيت إلى آخر بيت. كما وجد العميمي أن الشاعر انفصل عن ذاته في منتصف القصيدة (والشاعر اللي وقف نبضه هنا من سنين/ كم شد لَـ احلام عمره من حزام وكرب)، وهذا ما لفته، فقد قال (أحيان عذره على نفسه لنفسه سمين)، ثم عاد إلى (هذا أنا جيت من ضفة عتاب وأنين)، فكان موفقاً في تلك الانتقالات. وأشار العميمي إلى وجود الرمزية في عدة أبيات، من بينها (يا ساحل الحلم لو ما للتعب عاشقين)، (بطلّ من مئذنة لله يا محسنين). من جهته حيّا الناقد حمد السعيد الشاعر، وقال له: هنيئاً لبادية سوريا بحضورك. ثم بيّن موطن الجمال في النص، والذي يتلخص باتباع الشاعر أسلوب السهل الممتنع، فاتصف النص بالعذوبة والسلاسة والجزالة، ومن يسمع المدخل يعتقد أن تقليدي، لكن لا يلبث الانطباع أن يتغير لأن الشاعر خرج عن المألوف من خلال مدخل متميز تمثل في (يا رب لو ما قدرت أحكي وأبيح كنين/ اجعل من احبال حرفي للعوارف عُرب)، مثلما تميزت الصور الشعرية. وبينما جاء الصدر سلساً في (ومتاكد اني بجي واحد من العابرين)، فإن العجز كان مدهشاً (اللي ليا بان من صوته تقاد السرب)، وكذلك في (شمس الحقيقة متى مالله ومرها تبين) و(لو الشفق مد كفه للوداع وغرب)، ليختم الشاعر ببيت وجداني مميز، تجسد في البيت (ومشاعري كل ما تجرح شعور الحنين/ هربت من ملحمة ذاتي وذاتي هرب). د. غسان الحسن أشاد كذلك بالنص، وقال إن القرعاني شاعر بكل معنى الكلمة، ومسيرته في البرنامج تشهد على ذلك، والشاعرية في النص تتجلى في جوانب عديدة، ففي كل بيت تصوير وبناء للعبار ة الشعرية المتقنة، وقد اقترض الشاعر من الفصحى مبتعداً عن اللهجة لخدمة النص، فخرج من مجال الكلام العادي، وبالتالي جاءت العبارات مفهومة بلا تعقيد، وهذا جميل. ولم يجد د. الحسن رمزية في البيت (بطلّ من مئذنة)، إنما الشاعر لا يريد إيضاح المعنى، ذلك أن الرمزية أسلوب شعري يستند إلى رؤية مزدوجة، والخيال المضاعف. من جهة ثانية وجد أن النص ذهب بين المشاعر المتناقضة، وإلى مشارب ومؤديات مختلفة من حيث استخدام ضمير (هو) و(أنا)، وكان ذلك دليلاً على وجود تناقض في النفس والذات والخطاب، وربما الظروف هي التي أملت عليه ذلك، لكن في النص أبيات فيها من الجمال الكثير مثل (والشاعر اللي وقف نبضه هنا من سنين/ كم شد لَـ احلام عمره من حزام وكرب). * أبيات مشرقة وأخيراً كان موعد الجمهور مع الشاعر مشعل الضوي العنزي، والذي جاد بقصيدة فخر قال في مطلعها: اخضرّت الاغصان واستقويت يا عود القصب ** فوق الكفوف اللي سقت عرقك من النبع الزلال بالهون لا تعرض ورقط الغض يطرقك المهب ** ما دمت لو تفقد ظلال جبالنا ما لك ظلال هذي نصيحة بعدها يا عود لك فاس الخشب ** اللي يقصّك ليم تيبس يا سريع الاشتعال حنّا جعلنا من عظام اخصامنا حزمة حطب ** وش عاد في غصنٍ ليا هبّت هبوب النود مال لفت الناقد حمد السعيد إلى الطرح الذي استخدمه الشاعر والمغلف بالرمزية، والتي يستطيع المتلقي فك ما فيها رموز كيفما يشاء، كما في (اخضرّت الاغصان واستقويت يا عود القصب)، والبيت (حنا جعلنا من عظام اخصامنا حزمة حطب/ وش عاد في غصن ليا هبّت هبوب النود مال)، وكذلك في (لو صبرنا بيرِ مثل هداج تيما قد نضب/ لكن من يعاف الرضا يصبر على حزم الرجال)، فجاء الاستطراد جميلاً جداً، وخاصة في البيت (ما هو صدور أهل الشمال لحالها كل العرب/ لا بالله الا كل من كبّر بتكبيرة بلال). ووصف الشاعر بأنه مميز في عدة أبيات من بينها (لو ساوموا بيّاعة الذمة مثيرين الشغب/ من جاهم بخشم الريال يروح به خشم الريال). مؤكداً السعيد على أهمية الطرح في هذه الفترة. من جانبه أكد د. غسان الحسن على روعة النص، وعلى المنحى الذي ذهب فيه الشاعر إلى وجهتين، أي تناقض الأسلوب، وهذا الأسلوب الرمزي مبرر، فالشاعر تحدث عن مشكلة قائمة، وقدم بانوراما من الواقع، كما طرح بعض الحلول، فغلف الموضوع بالتصوير المضاعف من خلال أبيات مشرقة، ثم كشف عن الأوراق في النصف الثاني من النص، وهذا عكس الرمز، لكنه فعل ذلك بتناسق، ففي النصف الأول كان بحاجة إلى تعمية، وفي الثاني إلى تصريح، وفي البيت (أعز عاهل مخلص وأعدل ملك واعرق نسب/ لاشرف بقاع الأرض واعظم مملكة واطهر رمال) استعمل أفعال التفضيل في 6 مواضع، وهذا ارتفاع جميل بالموصوفين، وما البيت (هذا الخليج وهيبته ما عندنا باطلق شنب) إلا تصويراً جميلاً يدل على تواصل القادة. وقال الناقد سلطان العميمي إن النص مسك ختام الحلقة، فهو متماسك وعميق وملئ بالشعر، ولم يخل بيت من دلالة، سواء كان رمزياً أو مباشراً، ورغم أن الموضوع سياسي إلا أن رأي الشاعر واعٍ، فابتعد فيه عن المباشرة في أبيات، واقترب من الرمز في أخرى، التصوير الشعري جميل، فقال الشاعر رأيه، من دون أن يتخلى عن الجمال. • شعراء الحلقة الرابعة وقبل ختام الحلقة أعلن حسين العامري وأسمهان النقبي أنه بإمكان الجمهور البدء بالتصويت لشاعرهم المفضل، كما أعلنا عن أسماء شعراء الحلقة القادمة، وهم: طلق الدعجاني وفواز العنزي من السعودية، مانع الهميمي من اليمن، زايد التميمي من العراق، عايد الشلال من الكويت، وسالم المناعي من البحرين. يذكر أن لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي كانت قد أعلنت عن استمرار حلقات الموسم الثامن حتى 24 أبريل/نيسان 2018، موعد آخر حلقة من حلقات الموسم، وسيتم خلالها الإعلان عن الفائز الأول ببيرق الشعر، وبجائزة مالية قدرها 5 ملايين درهم إماراتي. حضر الحلقة كل من اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية، وعيسى سيف المزروعي نائب رئيس اللجنة ، والشاعر عبدالله بن عون ضيف الحلقة، وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي في الدولة، وممثلي عدد من المؤسسات الإعلامية الذين حضروا خصوصاً لمتابعة أحداث الحلقة، وبالطبع الجمهور الذي حلَّ منافساً في التشجيع أيضاً.. تشجيع الشاعر الذي جاءت كل مجموعة من أجله، وتشجيع الإبداع عموماً، وهو ما تعمل على ترسيخه إستراتيجية لجنة إدارة المهرجانات التي تركز على صون التراث، وعلى تكريس الاهتمام بالأدب والشعر العربي، وذلك من خلال طرح البرامج والفعاليات التي من شأنها أن تخدم الثقافة بشكل عام، والموروث الشعبي بشكل خاص.

مشاركة :